اخبار عالمية

«ترامب».. المتناقض

 

اتسمت مواقف الإدارة الأمريكية، بالعديد من التناقضات فيما يخص أزمة قطر مع الدول العربية الرافضة للإرهاب، وفى الوقت الذى أخذت تصريحات ترامب صف الدول العربية الرافضة للإرهاب فى أعقاب الأزمة، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، دعمه للإجراءات التى اتخذتها الدول الأربع ضد قطر، إلا أن البيت الأبيض كشف عن أن «ترامب» تحدث مع أمير قطر تميم بن حمد، هاتفيًا، وعرض عليه المساعدة على حل الأزمة الدبلوماسية مع الدول العربية.

ومؤخرًا خرجت وزارة الدفاع الأمريكية، بتصريحات تؤكد قوة العلاقات مع قطر، بما يعنى عدم الدخول طرفاً فى الأزمة بالانحياز لأى من الجانبين.

خالف البنتاجون الرئاسة، وأعلن أن أزمة الخليج لم يكن لها تأثير، ولا يتوقع أن يكون لها أى تأثير فى العمليات العسكرية الأمريكية فى هذا البلد، الذى يأوى قاعدة عسكرية أمريكية مهمة هى قاعدة «العديد».

وفى ظل تناقضات الموقف الأمريكى دعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قطر لوقف تمويل الإرهاب، محاكياً تصريحات المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر التى اتهمت فيها الدوحة بدعم الإرهاب، وقطعت بناءً عليها العلاقات مع قطر.

وقال «ترامب» إنه ساعد هذه الدول على اتخاذ قرار قطع العلاقات مع قطر خلال زيارته للسعودية الشهر الماضى.

وقد فسر عدد من الدبلوماسيين استمرار التناقض فى مواقف إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، حيث إنه تارة يدعم مواقف الدول العربية الرافضة للإرهاب فى قطع العلاقات مع قطر، وتارة يطالب بضرورة إنهاء الأزمة بشكل فوري، بأن ترامب يسعى لتحقيق أكبر قدر من المصالح بسبب هذه الأزمة، موضحين أن أمريكا لا يهمها أن يحل الصراع بين الدول العربية وقطر، ففى حين تسعى مؤسسات رسمية منها وزارتا الخارجية والدفاع لتهدئة الموقف، خرج ترامب بتصريحات مختلفة تماما.

ومن جانبه، أكد عادل الصفتى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن أمريكا تسعى لتحقيق مكاسب لها على حساب الدول الأربع الرافضة للإرهاب وقطر، موضحا أن ترامب يستغل هذه الأزمة بشكل كبير، وذلك من أجل تحقيق مصالح له.

وأشار «الصفتى» إلى أن أمريكا لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة لذلك، فإنه كانت هناك تناقضات واضحة خلال الشهر الماضى داخل الإدارة الأمريكية تجاه أزمة قطع الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية بقطر، ففى حين تسعى مؤسسات رسمية منها وزارتا الخارجية والدفاع لتهدئة الموقف، خرج ترامب بتصريحات مختلفة تماما.

وبين «الصفتى» أن تصريحات ترامب التى جاءت فى تغريداته على تويتر وكانت تنحاز للسعودية، جاءت خلافاً حتى لما صدر عن البيت الأبيض حول التواصل مع كل الأطراف لحل الأزمة دبلوماسياً، كما أن البيانات والتصريحات التى خرجت من وزارتى الدفاع والخارجية تشير إلى الحرص على عدم الانحياز لأى طرف.

وأوضح محمد المنيسى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه للأسف كان هناك تصور خاطئ بأن الأزمة ستنتهى خلال فترة قصيرة، موضحًا أن الأزمة ستستمر لشهور، وقد يصل الأمر لسنة أو أكثر، وذلك لوجود ايران وتركيا وانضمت إليهما عمان مؤخرًا فى دعم قطر.

وأشار «المنيسى» إلى أن موقف أمريكا ليس متناقضًا، وذلك لأن مراكز اتخاذ القرار فى امريكا متعددة وليس مقتصرة على موقف الرئاسة فقط، مفيدًا بأن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع وجمعيات التفكير لها دور فى اتخاذ القرار، وقد يكون لها توجه مخالف عن الرئاسة.

وأشار «المنيسى» إلى أن المصلحة الأمريكية هى التى تحكم علاقة أمريكا بهذه الأزمة، مفيدًا بأن البنتاحون الأمريكى يدرك أهمية احتفاظ أمريكا بعلاقات متميزة مع السعودية ومصر.

 

 

 

 

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى