الأخبار

بعد حضوره محاكمة مرسي.. روبرت فيسك يروى شهادته

 

184

 

رأى الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك أن محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، التي بدأت أولى جلساتها أمس وأُجلت إلى 8 يناير المقبل، مثالا بالغا على الانقسام الحاصل في مصر.

وأجلت محكمة جنايات القاهرة محاكمة مرسي و14 من جماعة الإخوان المسلمين إلى جلسة 8 يناير، في الاتهامات الموجهة إليهم في قضية أحداث الاتحادية في 5 ديسمبر الماضي. وعٌقدت المحاكمة في أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.

وحضر فيسك المحاكمة التي لم تذع منها إلا لقطات أوضحت وصول مرسي ودخوله قفص الاتهام مع المتهمين الآخرين. وأشار فيسك في مقاله المنشور في صحيفة “الإندبندنت” إلى رد مرسي على القاضي “أنا رئيس الجمهورية”.

وأضاف فيسك، أن قاعة المحكمة كانت أشبه “بالسيرك” ما بين صياح الصحفيين وهتافات من وراء القضبان من قبل قيادات الإخوان، ومشادات بين محامي الجماعة وبين الصحفيين والمراسلين، واكتفاء ضباط الشرطة بالمشاهدة.

وأشار فيسك إلى مرسي الذي ارتدى بدلته وهذب لحيته، وظل خلف القضبان يحتضن زملاؤه الذي لم يراهم منذ الاطاحة به في 3 يوليو.

وتابع فيسك “منظر المحاكمة ما هو إلا استكمالا لحلقات المأساة التي تعيشها مصر منذ ثورة 25 يناير، ووقوف ثاني رئيس منتخب للمحاكمة بتهمة قتل المتظاهرين والتي يمكن أن تصل عقوبتها إلى بالإعدام”.

“لكن موضوع الإعدام بدا وكأنه غير حقيقي، بدليل أنه لو كان كذلك لما تمسك مرسي برأيه أنه مازال رئيسا للبلاد، وما شاهدنا حالة الهرج والمرج التي عمت القاعة”.

وذكر فيسك أن “هذه المحاكمة التاريخية كانت بهدف إظهار ما اذا كانت مصر تسير بخطى جيدة تجاه الديمقراطية من بعد الثورة أم لا، أو إذا كانت الحكومات العربية تستطيع ان تعبر عن شعوبها، أو حتى من أجل هؤلاء الذين كافحوا ويكافحون بشجاعة من أجل كرامتهم وحريتهم، مشيرا إلى أن هؤلاء لابد أن يشعروا “بضجر” لظهور الفريق أول عبد الفتاح السيسي قائد الجيش”.

أما عن معاملة رجال الشرطة للمراسلين الأجانب؛ فقال فيسك “يبدوا أنهم كانوا في حالة مزاجية جيدة، وذلك بعد ان ابتسموا في وجوهنا وأخذوا هواتفنا، وجوزات السفر وأعطونا أرقاما بها، ليسمحوا لنا بالدخول للمحاكمة”.

وأشار الكاتب البريطاني للأحاديث الجانبية بين مرسي والبلتاجي والعريان الذين ارتديا ملابس السجن البيضاء، وإلى هتافاتهم بأن هذه المحاكمة “غير عادلة غير شرعية”، معربين عن رفض محاكمتهم أمام “قضاء مجرم” على حد تعبيرهم، بالإضافة إلى صياح العريان بأن “كل من ألقي القبض عليه تعرض للتعذيب وحرم من الاتصال بمحاميه”.

كما اشتكى كذلك محاموهم من عدم إعطاء هيئة القضاء لهم الوقت الكاف للتحضير لهذه القضية، وتساؤلاتهم حول إصرار الشرطة على التقاط عدة صور لهم .

وركز فيسك على ما قاله مرسي بصوت عال واثق بعد أن طلب ميكروفون، ورفض القاضي طلبه: “انا رئيس الجمهورية، الانقلاب جريمة، المحكمة المنعقدة الآن هي المسؤولة عن تلك الجرائم، كل ما يحدث الأن هو محاولة للتغطية على الانقلاب، أنها لمأساة أن يقوم القضاء المصري العظيم بالتستر على مثل هذه الجرائم”، كما نقل فيسك في مقاله.

ولخص فيسك ما راه في المحاكمة موضحا أن “هذه المحاكمة كانت مثالا صارخا لانقسام الأمة”، وقال “إن مرسي ربما يكون لديه قاعدة قانونية يستند إليها في اعتراضه على جلسة المحاكمة، لكن هناك الكثير من الناس يؤمنون أنه لم يٌنتخب، ولم يتصرف أبدا كرئيسهم، وأُطيح به بخزي وعار في يوليو الماضي لأنه كان يخطط لأن يقوم نفسه بانقلاب”.

من ناحية أخرى وصف فيسك المشهد من أمام الأكاديمية والذي ظهر فيه رجال الشرطة يُعدون أسلحتهم أمام المئات من مؤيدي مرسي.

 

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى