الأخبار

سوريا.. شح في كل شيء عدا اللاجئين

130

 

 

“أطفال اللاجئين هم أكثر من يؤثر في، لأنهم يمضون حياتهم في المخيمات دون الذهاب إلى مدارس. يستمرون في اللعب وفي الضحك ولكن كل هذه الأيام هي فرص ضائعة بالنسبة للأطفال وهذه ليست الحياة التي تليق بهم”، هذا كان تعبير أرثارين كازين، مديرة برنامج الغذاء العالمي في حديث لسكاي نيوز عربية بخصوص أزمة اللاجئين السوريين.

تروي كازين “قالت لي طفلة سوريا في أحد المخيمات إنني أخاف من الليل لأنني لا أستطيع أن أنام، تفزعني أصوات القصف والطائرات وألوم على أمي أنها أحضرتني إلى هذا المكان”.

“كثير من اللاجئين السوريين الذين أقابلهم في المخيمات كانوا يملكون تجارة صغيرة أو متوسطة الحجم، وكان لديهم دخل ومسكن والأن يجدون أنفسهم مضطرون للعيش لاجئين في المخيمات”، كما تقول كازين.

“غالبيتهم يعربون لي عن شعورهم بالإحباط الشديد وباليأس”.

وأكدت المسؤولة أن “برنامج الغذاء العالمي يعتمد على كرم الدول المانحة في التعامل مع الأزمة السورية ولكن، مع استمرار الأزمة وعدم وجود حل يلوح في الأفق، التحدي هو أنه سيكون لدينا 4 مليون لاجئ سوري بنهاية العام وسيحتاجون إلى 42 مليون دولار أسبوعيا”.

وحذرت كازين من تداعيات الأزمة السورية على توفير المساعدات في مناطق أخرى “مثل اليمن حيث يقدر عدد من يحتاجون إلى الغذاء بعشرة ملايين شخص، ونقدم مساعدات لنحو 5 مليون منهم”.

“مع استمرار الأزمة السورية  وتفاقمها، وحيث أننا ننفق كل ما نحصل عليه أولا بأول، فقد يؤثر ذلك على المساعدات المقدمة في البلدان الأخرى”، حسب المسؤولة.

واشارت إلى أن أهم الدول المانحة للبرنامج هي الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا واليابان. وأكدت أنه في ظل الأزمة السورية “قدمت دول الخليج والصين مساعدات مهمة للبرنامج”.

وحذرت كازين من تفاقم معاناة اللاجئين السوريين بحلول فصل الشتاء “الذي يتسم بالقسوة في الدول المجاورة التي لجأوا إليها، خاصة أن كثيرين منهم يعيشون في أماكن لا توفر لهم الحماية من تقلبات الطقس”. “لهذه الأسباب يكون لزاما علينا التأكد من وصول المساعدات إلى مستحقيها”.

من جهتها قالت عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي “نحتاج إلى 30 مليون دولار كل أسبوع لتوفير الحد الأدنى من الغذاء للاجئين السوريين”، كما تؤكد عبير في حديث مع سكاي نيوز عربية.

وتشير ايضا إلى أنها تعني بذلك “سلة غذائية توفر الحد الأدنى من السعرات الحرارية التي تبقي الانسان حيا بطريقة صحية”.

“ارتفعت أسعار الغذاء بنسبة رهيبة وصلت إلى 400 بالمئة في بعض مناطق سوريا، وسجلت أعلى زيادة في درعا وريف دمشق بسبب شدة المعارك التي تمنع وصول الشاحنات التجارية، وليس فقط المساعدات الإنسانية، ما يحول دون حصول الانسان على احتياجاته الطبيعية”.

وتقول عطيفة “هناك أزمة في الخبز، وعلى الرغم من أنه لازالت هناك مخابز حكومية تقدم الخبز المدعوم إلا أنها لا تفي بالحاجة، ما خلق سوقا سوداء. وارتفع سعر ربطة الخبز من 175 إلى 300 ليرة سورية”.

وفي ضوء تناقص المحاصيل الزراعية وصعوبة وصول المواد الغذائية إلى مناطق عديدة، وجد برنامج الغذاء العالمي أن هناك 4 مليون سوري أمنهم الغذائي مهدد ويحتاجون إلى مساعدات.

“بناء على ذلك التقييم، قررنا توسيع عملياتنا، وكان هدفنا أن نوفر عدد من نساعدهم من 2,5 مليون إلى 3 مليون سوري خلال أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر، وأن تصل قدرتنا اللوجستية إلى 4 مليون سوري في أكتوبر”، حسب المتحدثة.

“لكن بعد أن وصل العدد في يوليو إلى 2,9 مليون شخص، استجدت صعوبات جمة في أغسطس حالت دون الوصول إلى المستحقين، إذ تزايد عدد نقاط التفتيش التي تعرقل تدفق المساعدات، إضافة إلى تزايد حدة المعارك، خصوصا في المحافظات الشمالية الشرقية مثل الحسكة، فلم نتمكن من الوصول إلا إلى 2,4 مليون أي أن هناك 600 ألف شخص ممن يعتمدون على مساعداتنا لا يصل إليهم الطعام”.

وتعرب عطيفة عن تخوف المنظمة من الآثار السلبية للوضع على اللاجئين وتقول “نحن في منتهى القلق على مصير العائلات التي لا نستطيع الوصول إليها”.

انقطاع الطعام ليس المشكلة الوحيدة، فالأزمة الخانقة التي يعيشها المواطن السوري في هذه المناطق تتمثل أيضا في انقطاع الكهرباء وعدم توافر الدواء والعلاج وندرة المياه، أي أن الاحتياجات الأساسية للشخص العادي غير متاحة مما يهدد حياته.

وأدى عدم توافر هذه الاحتياجات إلى تزايد أعداد النازحين إلى دول الجوار.

” الوضع الإنساني بصورة عامة صعب جدا، والأسوأ هو أنه لا توجد بادرة للتحسن. ومؤخرا رصدنا أنه خلال 10 أيام فقط دخل 45 ألف سوري من المحافظات الشمالية الشرقية – من الحسكة وحلب والقامشلي- إلى كردستان العراق حسب عطيفة.

حدة المعارك ووقوعها بين نيران المعارضة من جهة والقوات النظامية من جهة أخرى لم يكن السبب الوحيد لهروب هذه العائلات، بل كان سبب نزوحها الأول هو المعاناة في سبيل الحصول على الاحتياجات الأساسية.

عمليات النزوح تزيد باستمرار، سواء داخل أو خارج سوريا، والأسرة الواحدة أصبحت تنزح 6 مرات في المتوسط متنقلة من بيت إلى أخر ومن منطقة إلى أخرى.

وتؤكد عطيفة أن “نحو 10 ألاف سوري ينزحون يوميا”. وهذا التزايد يأتي في مرحلة يزداد فيها الضغط على دول الجوار وهي دول تعاني اقتصاديا في الأساس، وأصبحت قدرة المنظمات الدولية على استيعاب الأزمة تفوق امكانياتها.

وتقول المسؤلة إن منظمتها “نحاول قدر الإمكان تحسين نوع الغذاء المقدم إلى اللاجئين” وفي سبيل ذلك لجأت إلى العمل بنظام القسائم الغذائية، أو الكوبونات، كما في مخيم الزعتري بالأردن ودوميز في شمال العراق” حيث أقيمت متاجر في المخيمات وحددت أخرى خارجها تقبلها.

تقول عطيفة “هذه القسائم تعطي إمكانية شراء 15 نوعا من السلع المختلفة مثل الألبان والبيض وأطعمة أخرى، ما يوفر فرصة التنوع الغذائي للأسرة، لأننا غالبا ما نقدم مواد جافة مثل الزيت والأرز والبقوليات القابلة للحفظ والتخزين دون تلف”.

إضافة إلى العامل الغذائي، يوجد بعد نفسي إيجابي لنظام القسائم التي تعطي الشعور بنوع من الحياة الطبيعية، بما تحمل من عمليات شراء وانتقاء من المتاجر كما تضخ أموالا للاقتصاد المحلي.

وتقول عطيفة “في لبنان ضخينا ملايين الدولارات وهناك 300 محل يتعامل بكوبونات اللاجئين”.

وتقدر الحكومة اللبنانية عدد اللاجئين السوريين بنحو مليون سوري منهم 700 ألف مسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين و”نقدم نحن مساعدات ل 550 ألف منهم”، حسب عطيفة.

سكاى نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى