أخبار مصر

المسلمون والمسيحيون «إيد واحدة» لبناء أول كنيسة فى إطسا المحطة

 

 

عمَّت حالة من الفرحة بين أبناء قرية إطسا المحطة، التابعة لمركز سمالوط بالمنيا بعد الإعلان عن البدء فى إنشاء كنيسة جديدة بقريتهم وهى كنيسة السيدة العذراء والشهيد العظيم مار جرجس.

وقام العشرات من مشايخ ومسلمى القرية بلقاء الأقباط، وبعض القساوسة لتهنئتهم، والتأكيد على تقديم المساعدات كافة لإنجاز هذه الكنيسة.

وقال إسلام محمد، أحد أهالى القرية، إن أبناء قرية إطسا معروف عنهم الحب والمودة، ولا توجد أية مشكلات فيما بينهم، فالجميع يبادر لمساعدة جاره فى كل ما هو خير، فكيف لا نتماسك خلال إنشاء بيت لعبادة الله، مضيفا: “إنشاء الكنيسة هدفه الوصول لله والتآخى، ولذلك حرص أبناء القرية من المسلمين على السرعة فى تقديم التهنئة لإخوانهم من المسيحيين، والتشديد على توفير أى دعم لهم فى حالة الاحتياج إلى ذلك”.

وفى السياق ذاته، قال الشيخ سيد عبد الرازق، أحد كبار القرية: “إن اجتماع الأقباط والمسلمين فى الأحزان والأفراح هو أمر تعلموه منذ الصغر، ودام معهم طوال العمر وحتى الآن، وبناء المسجد أو الكنيسة أو غيرها من بيوت العلم هو أمر لمصلحة الجميع دون تفرقة، ولن يستطيع أحد أن يفرقنا مهما حدث من مشكلات من قبل البعض من حين لآخر”.

ومازح عبد الرازق بقوله: “أنتم تقدمون السبت ونحن نقدم الأحد وباقى الأسبوع، فمساعدة كل منا للآخر هو أمر واجب لمصلحتنا جميعًا، ولمصلحة الأبناء والأجيال القادمة ومحبتنا لن تنقطع مهما كانت الظروف”.

من جانبه، أعرب المهندس حسن صابر من أبناء القرية، عن تفاؤله بمثل تلك المبادرات التى يقوم بها الأهالى، وخصوصًا البسطاء فيما بينهم، وما يترتب عليها من آثار إيجابية فى نفوس العائلات والقرى المحيطة، مؤكدًا أن الحب والتآخى موجود فيما بيننا بشكل كبير سواء للمتعلمين أو الأميين، ولكن يجب تجسيده فى مثل تلك الأمور والأفعال وانتشاره بالقرى والأنحاء للقضاء على التعصب الموجود بين البعض.

وأكد صابر أن الأقباط أنفهم يساعدون الأهالى فى بناء أى مسجد أو زوايا خلال طوال السنوات الماضية، وهذه هى طقوس الصعيد وأبناء القرى، مشيرًا إلى أن تقديم الغداء للعمال والحضور طوال فترة البناء من خلال الأهالى المجاورين هو واجب اعتادوا عليه منذ سنوات طويلة، وهو ما قام به بالفعل أحد الأشخاص فى بناء كنيسة إطسا، حيث أعلن أحد الأشخاص ويدعى علاء الشيخ عن تبرعه بالخبز الكافى لطعام العمال طوال فترة البناء.

فيما قال مينا جرجس، أحد شباب القرية، إن الجلسة عمَّتها حالة من الفرحة والود بين الجميع، فالكل يريد أن يبادر فى المساعدة بأى شكل وأى طريقة، حيث إن الشباب بالقرية وغالبية القرى المحيطة بهم تجمعهم علاقات قوية تظهر فى المحن قبل الفرح، ودائمًا ما يسعون لإنجاز الأمور التى من شأنها المصلحة العامة دون أية مشكلات.

من جانبه، قدم القس شنودة نمر الشكر للحضور الذين أعربوا عن محبتهم للأقباط والمبادرة السريعة منهم للمساهمة فى إنشاء الكنيسة الجديدة، مؤكدًا أن كل المساجد والكنائس هى بيوت لله لنشر الدين والحب والتسامح، ومهما حدث لا يوجد ما يفرق بين أبناء النسيج الوطنى الواحد.

 

 

 

 

 

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى