الأخبار

اجتماع رئيس الجمهورية مع القوى الوطنية يؤكد أنه يستمع للآراء المختلفة

41

«فكرة التشاور والحوار مطلوبة فى المرحلة الحالية حتى يتم الانتهاء من خارطة الطريق»، هذا ما أكده عدد من الخبراء السياسيين حول لقاء رئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور بالقوى الوطنية للتشاور حول النظام الانتخابى الذى نسير عليه خلال المرحلة المقبلة، مؤكدين أن هذا يعد أفضل بدلا أن يفاجأ الجميع بإعلان دستورى حول طبيعة نظام الانتخابات، خصوصًا أن المرحلة الحالية تشهد عددًا من الآراء المختلفة حول كيفية إجراء الانتخابات المقبلة.

الخبير فى مركز الأهرام الاستراتيجى الدكتور أيمن عبد الوهاب، قال إن الحوار الوطنى لرئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور مع بعض القوى الوطنية يؤكد أن الرئيس حريص على الاستماع إلى مختلف الآراء السياسية حول النظم الانتخابية وجمع أكثر من رأى.

عبد الوهاب أكد فى تصريحات خاصة لـ«التحرير» أن المرحلة القادمة تحتاج إلى التشاور، وأن الحديث الآن عن النظام الانتخابى جاء فى الوقت المناسب، لأن الجميع الآن فى حالة ذهنية مشتتة، وذلك حتى يتم الاستقرار على رأى موحد تجتمع عليه مختلف القوى السياسية لتنفيذه.

وحول رأى الأغلبية عن إجراء الانتخابات «الرئاسية» أولًا قبل «البرلمانية» أكد عبد الوهاب أن إجراء الانتخابات الرئاسية أولا هو الأفضل من أجل مصلحة الشعب، مؤكدا أن الشارع المصرى هو الخاسر الأكبر لو تمت الانتخابات البرلمانية أولا، حيث سنعود من جديد إلى نقطة الصفر وتكرار النظم السابقة التى أثبتت فشلها، لافتًا إلى أن القوى السياسية المختلفة ستدفع فاتورة عدم ارتباطها بالشارع، ولن يكون لها وجود حزبى.

عبد الوهاب أشار إلى أن هناك تخوفات كثيرة من إجراء الانتخابات البرلمانية أولًا، لأن قواعد الانتخابات خارجة عن الحالة الثورية، مؤكدًا أنه بالنسبة للنظام الذى لا بد أن يتبع فى إجراء الانتخابات البرلمانية هو النظام الفردى، لأنه الأفضل والأصلح، وذلك لوجود ميزة كبيرة له، فهو سيقلل من سيطرة التيار الدينى على الانتخابات، لأنهم يعتمدون فى نظام القوائم على اتساع الدوائر ورؤوس القوائم ويحصدون مقاعد كثيرة، وهو ما لن يحدث فى نظام الفردى، قائلًا: «لكى نضمن أن القوى الإسلامية التى خرجت من الساحة السياسية لن تعود مرة أخرى إليه من شباك الانتخابات فعلينا بالنظام الفردى».

الخبير فى مركز الأهرام الاستراتيجى للتحول الديمقراطى الدكتور عمرو هاشم ربيع قال إن اجتماع رئيس الجمهورية بالقوى الوطنية يؤكد أنه يريد أن يجمع آراء القوى المختلفة بدلا من أن يصدر إعلانًا دستوريًّا يصدم الجميع.

هاشم أوضح أن القوى السياسية الأن ترى ما هو فى مصلحتها الشخصية، لكن لا بد أن ينظر الجميع إلى المصلحة العامة التى تصب فى الشعب، لذلك لا بد أن تتم الاستجابة للشارع، وأن تكون «الرئاسية» أولا حتى يكون لدينا رئيس منتخب من الشعب أتى عبر الصناديق الانتخابية. مؤكدًا أن هناك حالة من التوتر بين القوى السياسية لعدم تحديد «الرئاسية» أولا أم «البرلمانية»، لذلك لا بد أن يتفق الجميع من أجل المصلحة العامة.

وعن نظام الانتخابات أكد هاشم أن النظام الفردى فى الانتخابات القادمة هو الأفضل، حتى لا نعيد نفس السيناريو الذى وضعنا فيه أعضاء الإخوان المسلمين من خلال سيطرة عدد من الأحزاب على اتخاذ القرار، وفرض وجهة نظرها وتوجهاتها، وهو ما نريد أن نتفاداه فى تلك الآونة. موضحًا أن النظام الفردى لا بد من أن يخضع لضوابط صارمة من خلال قانون ينظم العملية الانتخابية، ويفرض قيودًا من شأنها تحديد استخدام المال فى الانتخابات ومنع استخدام البلطجية، منوهًا إلى أن يكون قانون تنظيم العملية الانتخابية فاعلًا، وينظم التعامل مع الطعون المقدمة من قبل المعترضين على نتيجة الانتخابات والبت فيها بشكل سريع لعدم تعطيل سير العملية الانتخابية والبرلمانية فى مصر.

أستاذ العلوم السياسية الدكتور جمال زهران أكد أن اجتماع الرئيس أمر يحسب له، وأنه أراد أن يتعرف على وجهات النظر المختلفة حول النظام الانتخابى، الذى لا بد أن تسير عليه المرحلة القادمة، كما أنه أراد أن يجمع الأفكار المشتتة بين القوى السياسية حول النظام الانتخابى.

زهران رأى أن النظام الانتخابى الفردى هو النظام الذى أثبت نجاحه واستقراره، لأنه نظام ينتخب الشخص بنفسه بناءً على برنامجه وليس كجزء من كيان مثل النظام الانتخابى بالقائمة، مؤكدًا أن مصر مرت بسنوات فاشلة فى تطبيق النظام الانتخابى وهو 1984،1987، 2011، وانتهت بدستور أثبت عدم دستوريته، وتم حل البرلمان لذلك النظام الفردى أفضل.

زهران أضاف أن الأحزاب السياسية تستطيع من خلال النظام الفردى النجاح، ويمكن أن يمثلها أعضاء منهم، وبالتالى لا تغيب فكرة الحزبية، لافتًا إلى أن النظام الفردى تم تطبيقه فى معظم الدول وحقق استقرارًا فيه مثل بريطانيا، موضحًا أن النظام الفردى يؤدى أيضًا إلى المواجهة المباشرة بين الشعب ونوابه، وأنه يعطى الفرصة لغير المنتمين للأحزاب.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى