اخبار عالميةالأخبار

“ذي أتلانتيك”: أمريكا هي الفائزة الوحيدة من أزمة مقاطعة قطر

 

 

 

 

اعتبرت مجلة ذي أتلانتيك الأمريكية أن استمرار العزلة القطرية المفروضة عليها من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث باتت الدوحة مضطرة لتقديم تنازلات.

وأشارت في تقريرها، أمس الأربعاء، إلى أن يوم الثلاثاء الماضي لم يكن جيدًا بالنسبة للدول المقاطعة لقطر، التي بدأت المقاطعة منذ الصيف الماضي وحاولت إقناع العالم أن قطر تدعم المنظمات الإرهابية وتتدخل في الشؤون الداخلية للدول.

لكن الولايات المتحدة، برغم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تميل للدول الأربعة، استقبلت وزارة خارجيتها يوم الثلاثاء مسؤولين قطريين بارزين وعقدوا حوارًا استراتيجيًا هامًا.

وخلال الأشهر الثمانية التي مرت على بدء الأزمة، تقربت قطر من إيران وتركيا وعمّقت علاقاتها الاقتصادية وفي مجال التسليح مع روسيا، وبدأت حملة دبلوماسية مع مسؤولين في إدارة ترامب.

ولفت تقرير المجلة الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة بعثت برسائل مختلطة حول الطرف الذي تدعمه في الأزمة الخليجية. ففي الوقت الذي دعا فيه وزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الخارجية ريكس تيليرسون إلى تغليب العقل وحل الخلافات، قال الرئيس الأمريكي إن قطر دعمت الإرهاب.

ويقول سيمون هندرسون، مدير برنامج سياسات الخليج والطاقة في معهد واشنطن، إن ما تغير في الموقف الأمريكي بالمقارنة مع بداية أزمة المقاطعة هو أن البيت الأبيض بات صامتًا. وأضاف أن ترامب توقف عن اتهام قطر بدعم الإرهاب، بينما طغت الدعوات من وزيري الدفاع والخارجية إلى تغليب لغة الحوار وحل الأزمة عبر التفاوض.

وتابع في تصريحاته لـ”أتلانتيك” قائلًا: “الإشارة الوحيدة على تغير موقف البيت الأبيض جاءت بعد أسبوعين، حينما دار حوار هاتفي بين ترامب وأمير قطر.. وكان بيان البيت الأبيض حول المحادثة وديًا جدًا”.

وأثنى ترامب على جهود الأمير تميم بن حمد في “مواجهة الإرهاب والتطرف بجميع أشكالهما”.

وذكرت المجلة أن جيران قطر وخصوصا الإمارات، سوف يلحظون هذا التغير. ويضيف هندرسون: “التقارب الأمريكي القطري بات ملحوظًا بعد هذا الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى.. وإذا لم يجعل ذلك أبوظبي تغير موقفها، فبكل صراحة لا أعرف ما الذي قد يفعل”.

قالت قطر منذ يوليو 2017 إنها سوف تعمل على مكافحة تمويل الإرهاب، ووافقت على تبادل المعلومات مع الولايات المتحدة حول الأشخاص الذين يمولون الإرهاب. كما عززت من تعاونها العسكري مع أمريكا وأكدت أنها ستعمل على توسعة قاعدة العديد العسكرية ما قد يسمح لحوالي 10 آلاف جندي أمريكي بإحضار عائلاتهم. وأنفقت قطر أيضًا 12 مليار دولار لشراء صفقة طائرات إف -15.

وقال أندرو براون، المحاضر بالمعهد الأمريكي لدراسة السياسات العامة، إنه بعد انتقادات الرئيس ترامب القوية، أدركت الدوحة أن عليها تقوية علاقاتها مع الولايات المتحدة.

أضاف براون أنه يعتقد أن الدوحة فكرة بطريقة قلت فيها: “علينا التأكد تماما من أن علاقتنا مع الولايات المتحدة على قاعدة صلبة، وعلينا مواجهة النقاط التي ذكرها ترامب، وإعادة بناء الثقة معه”.

وقالت المجلة إن الأمر نجح بالفعل، وصرح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يوم الثلاثاء: “قطر شريك قوي وطالما كانت صديقة للولايات المتحدة”. وأضاف أن واشنطن لازالت قلقة من وضع الأزمة الخليجية.

وأضاف التقرير أنه في ظل تحسن العلاقات بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية، هناك إشارات قليلة على أن أزمتها مع جيرانها في طريقها نحو الحل. فيما حاولت الإمارات والسعودية جعل قطر تشعر بألم اقتصادي وعزلة دبلوماسية قد تجبرها على تقديم تنازلات. وأشارت إلى أنهم لم يصلوا إلى المرغوب فيه ويبدو أنهم لا يحتفظون بخطة بديلة.

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى