الأخبار

إحساسك إيه لما ترمى السنارة تطلعلك فردة جزمة؟!

 

262

ساعة تشير إلى الثالثة بعد منتصف الليل، العشرات يقفون أمام نهر النيل الذى يحتضن الجميع، وفى أيديهم سنارات وأدوات صيد، يدندنون مع أغانى أم كلثوم، كل منهم يحاول الهروب من همومه ومشاكله وأحزانه بممارسة هواية الصيد، لا يهمهم الحصول على سمك، المهم هو التنفيس عن شحنات الغضب والضغوط الحياتية، لكنهم يكتشفون فى النهاية أن الصيد يضاعف أعباءهم اليومية بسبب ما يستخرجونه من قاع النيل. «جينا هنا ندور على راحة البال، لكن لقينا اللى يعكر علينا حياتنا، ترمى السنارة من هنا تطلعلك زبالة ومخلفات».. قالها المهندس الزراعى محمد عبدالعال، مؤكداً أنه يهوى الصيد منذ فترة طويلة لكنها أصبحت هواية صعبة بسبب ما يراه يومياً.

«زمان كان فيه سمك أكتر، ومفيش زبالة كده، دلوقتى ساعات السنارة تطلع بكيس زبالة».. قالها «عبدالعال» مؤكداً أن مخلفات المصانع والمراكب، تؤثر فى كمية السمك، والحل -حسب قوله- فى التوعية بأهمية عدم رمى المخلفات فى نهر النيل. الصيد كان إدماناً بالنسبة لـ«محمد عبدالله»، لكنه أصبح مصدر إزعاج له، بسبب قلة السمك وكثرة المخلفات التى تلقى فى النيل: «إحنا هنا بنقف بالساعات عشان نغير هوا، ونخرج نفسنا من ضغوط الحياة، لكن للأسف أصبح الصيد مصدر ضغط أكتر». معاناة حامد خليفة مع الصيد لا تختلف كثيراً، فرغم أنه يهوى الصيد منذ كان طفلاً فإنه لم يشعر بمعاناة إلا فى الفترة الحالية بسبب كثرة المخلفات التى تلقى فى مياه النيل: «للأسف عندنا نعمة مش عارفين قيمتها، ده النيل روح الحياة»، مطالباً المسئولين بتنظيف مياه النيل من الزبالة والمخلفات الصناعية.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى