الأخبار

تركيا تحتل عفرين بمساعدة ميليشيات الإخوان وموافقة إيران

بعد أن احتلت القوات التركية وميليشيات الإخوان المسلحة السورية، مدينة عفرين إثر عملية عسكرية استمرت نحو شهرين، وخلفت العديد من القتلى، ثارت عدة تساؤلات حول الدور الإيرانى والإخوانى فى إسالة دماء الأبرياء وتهجير مئات الآلاف من المدنيين.

ليس غريبا على جماعة الإخوان أن تكون داعمًا رئيسيًا لتركيا فى عملياتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية، دون مبالاة لنتائج تلك المعركة التى تحولت إلى مذبحة بشرية قتلت كل ما هو يابس.

أما إيران فكانت تصريحاتها تحمل تناقضًا كبيرًا حول احتلال أنقرة لعفرين، فعبر وسائل الإعلام ظلت توجه دعوات للسلطان العثمانى بالانسحاب من الشمال السورى والحفاظ على السيادة، ومن جانب آخر تُظهر تأييدها ودعمها مساعى أردوغان فى مواجهة الإرهاب.

لم يكن لتنطلق عملية تركيا فى عفرين دون موافقة ساسة الأتراك والإخوان والإيرانيين، بمباركة الولايات المتحدة، دون مراعاة لمعاناة الشعب السورى الذى عانى من ويلات الحرب منذ 7 سنوات.

وهذا ما ظهر من خلال تعقيب أمريكا بأن منطقة عفرين لا تدخل ضمن نطاق عمليات التحالف الدولى الذى تقوده ضد تنظيم داعش، فى مؤشر واضح على التوافق مع تركيا وإيران والإخوان على رأسهم لمباركة العملية العسكرية فى المدينة الكردية.

وعلى الرغم من اختلاف مشاريع ساسة تركيا وإيران فى المنطقة إلا أنهم لم يتوانوا عن عقد صفقات مقايضة ويتوافق عليها الجميع من أجل خدمة أهدافهم الاستراتيجية.

الحقيقة أن مساع حلفاء الشر “تركيا وذراعها الإخوان وإيران” هى طمس الهوية الكردية وإنهاء حلم قيام دولة ذاتية، وتقسيم الأراضى السورية من ناحية أخرى للسيطرة على البحر المتوسط من شرق الفرات وحتى غربها.

ومهما كانت التفاهمات والمواقف حيال العملية العسكرية فى عفرين، فإن المدنيين السوريين هم الطرف الخاسر الوحيد، وقد يدفعون ثمنًا باهظا يضاف إلى السنوات السبع الماضية.

ما نود الإشارة إليه أن التودد التركى الإخوانى لإيران، يمكن وصفه بمؤامرة لكسر هيمنة الولايات المتحدة، خاصة فى ظل العلاقات المتوترة، وهذا ما أكده وزير الخارجية جاويش أوغلو عندما أعلن فى زيارته أمام روحانى أنه لا أطماع لبلاده فى سوريا، وأمريكا تهدف لضرب العلاقات الثنائية بيننا.

ورغم معاناة المدنيين فى الشمال السورى، إلا أن حلف الشر نجح فى حجز موقع مهم لتركيا بعد أن كانت مهددة بالحرمان الدور الهام على غرار إيران وأمريكا.

الغريب هنا، أن المجتمع الدولى وحتى تلك اللحظة لم يصدر أى موقف تجاه غزو تركيا والإخوان لعفرين، وظل فى موضع المراقب للاتفاقيات التركية مع دول “إسرائيل وإيران والناتو”، والتى مهدت لعملية غصن الزيتون.

ما سعت إليه أنقرة عبر التغيير الديموجرافى وتهجير سكان عفرين حقق أهدافه المرجوة، خاصة أن أردوغان يعتزم استبدال الأكراد بآخرين سواء كانوا لاجئين فى تركيا أو نازحين من مناطق سورية أخرى، فى مؤشر واضح على مطامع الدولة العثمانية فى شرق الفرات.

أخيرًا، يجب العلم أن السلطان العثمانى لطالما أكد على عدائه لأكراد سوريا الذين أقاموا إدارة ذاتية فى شمال وشمال شرق البلاد التى قسموها إلى 3 أقاليم، بينها إقليم عفرين.

 

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى