الأخبار

«الضغط العالي» يواصل حصد «أرواح»

36

 

10 قتلى نتيجة صعق الكهرباء فى عام واحد.. والأسلاك تمر وسط البيوت وفوق السلالم
كابل يقتل «فارس» فوق سطح منزله.. و«رحمة» تستند لعمود فيلتهمها التيار
لقى شاب حتفه متفحما في عزبة الهويس التابعة لقسم ثان المنصورة في الدقهلية، إثر تعرضه لصعق كهربائي من الضغط العالي الملاصق لسطح منزله، وهي الحالة العاشرة خلال عام واحد.

وقال مدير إدارة الحماية المدنية بالدقهلية، العميد أسامة شعبان، إن المتوفى يدعى محمد إبراهيم شعبان، (28 عاما)، وتوفى بعد ملامسته أسلاك الضغط العالي أثناء تنظيفه سطح منزله، ما أسفر عن اشتعال النيران في جسده وتفحمه.

وأضاف «شعبان»، أن النيران امتدت لأخشاب وبواقي قش فوق سطح المنزل، بينما تسببت قوة التيار في دفع المتوفي إلى سطح المنزل المجاور له؛ نظرًا لقرب الأسلاك من أسطح المنازل، مشيرًا إلى أنهم اكتشفوا جثة الضحية مصادفة أثناء تسلق القوات المنزل المجاور في محاولة للسيطرة على النيران.

وقال تامر طايع، (30 عاما)، حلاق، إن الضحية وقع في منزله بعدما دفعه التيار، لافتا إلى أن النيران التهمت جميع محتويات منزله والمنزل الملاصق له.

توفى «محمد» قبل يومين من وضع زوجته مولودهما الثاني، لكنه ليس الضحية الأولى لأسرته نتيجة الصعق بأسلاك الضغط العالي، فقد سبقه ابن شقيقته «فارس» الذى قالت والدته «وفاء»: إنه وابنة خالته كانا يلهوان على سطح المنزل فتعرض للصعق نتيجة قرب كابل الضغط العالي، الذي لا يبعد عن سطح المنزل سوى نصف متر، بينما التهمت النيران ابنة خالته وأحرقت أجزاء من جسدها لاتزال معالمها واضحة حتى الآن.

وأضافت أن «الحادث جعلنى شديدة القلق على ابنى الأصغر الذى لم يعد لدى غيره بعد وفاة شقيقه، فأصبحت أمنعه من الخروج إلى سطح المنزل خوفا على حياته».

وتابعت: «على المسؤولين إيجاد حل فوري وسريع قبل أن يلتهم الضغط العالي أطفال المنطقة، فهم يتحملون نتيجة الإهمال الواضح في وضع هذه الشبكات».

وبعد وفاة «فارس» تبعته «رحمة»، (13 عامًا)، التي خرجت في فبراير الماضي، لشراء حلوى من أحد المحلات المجاورة لمنزلها، واستندت على أحد أعمدة الكهرباء، فتعرضت للصعق وتسبب ذلك في توقف قلبها عن العمل.

وقالت حنان والدة الطفلة، إنها ذهبت بابنتها إلى مستشفى المنصورة الدولى، ودخلت في رحلة من العذاب بالتنقل بها بين المستشفيات الحكومية، إلا أن نقص الأجهزة تسبب فى وفاتها قبل إسعافها، وأوضح التقرير الطبى الخاص بحالتها، أن سبب الوفاة توقف في عضلة القلب إثر تعرضها لصدمة كهربائية.

ودفع تكرار الواقعة أهالى العزبة إلى قطع طريق «المنصور دمياط»، مطالبين الحكومة بإنقاذهم من خطوط الكهرباء التى تمر وسط منازلهم، وتغتال أهالى المنطقة بشكل شبه يومى.

ورصدت «الشروق» معاناة أكثر من 60 أسرة تهدد أسلاك الضغط العالى حياتهم منذ عدة سنوات، وقال حامد حراز مدرس، 32 سنة، «الأسلاك تمر وسط البيوت وفوق السلالم، ما يتسبب فى عدة حوادث كل عام، وفى فترات الشتاء تزداد قدرة الهواء على نقل التيار، ما يهدد كل من يقترب من الأسلاك بالخطر».

وأشار إلى أن عددا من السكان الموجودين أسفل أسلاك الضغط العالى حرروا العديد من الشكاوى للمسئولين لحل الأزمة وإنقاذهم لكن دون جدوى، مطالبا المحافظ ووزير الكهرباء بالتدخل ونقل الأسلاك للأراضى الزراعية أو تشكيل لجنة، لبحث المشكلة.
وتابع جد أحد الضحايا «حفيدى شدَته الكهرباء وهو واقف على السلم، بينما فصلت الشركة التيار لمدة 5 دقائق فقط وأعادته من جديد، وكأن شيئا لم يحدث»، مؤكدا أن الحكومة منحتهم تصاريح بالبناء، دون تحديد أقصى عدد للأدوار المتاحة لحمايتهم من الضغط.

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى