الأخبار

فقد شقيقه الأصغر فأصبح أخا للأطفال الأيتام

150

 

365يوماً، عاش “مصطفى” فيهم دون شقيقه الأصغر، لم يذهب عن مخيلته تفاصيل الحادثة التي أنهت حياة شقيقه “أحمد”، وانقذته من موت محقق، بعد تعرضه لحادث سيارة على الطريق السريع كان فيه هو السائق، أفقده الشقيق الوحيد متأثرا بفراقه والشعور بالذنب طوال حياته.

مصطفى بركات، وهب نفسه لإسعاد الأطفال الأيتام في دور الرعاية بمنطقته في مدينة نصر وعدة مناطق ومحافظات أخرى، يعيدون إليه سيرة الأخ الأكبر، ينادونه بـ”أبيه مصطفى” كما اعتاد شقيقه الأصغر، وهو يتكفل بسعادتهم ورعايتهم كأنهم أخواته: “حياتي كلها باقت متعلقة بيهم من يوم فراق أخويا، وإحساسي بالذنب ناحيته، لأني أنا اللي كنت سايق العربية وقتها، وفضلت شهرين منهار في البيت من بعد الحادثة عشان أستوعب أنه مات، ومن يومها قررت أروح للأطفال الأيتام اللي في سن أخويا أحمد وألعب معاهم وأرعاهم زي ما كنت بعمل معاه بالظبط وكلهم بقوا إخواتي لأني بشوف فيهم صورة أحمد قدامي”.

يستمتع بسماع ضحكاتهم البريئة المتماثلة بضحكات شقيقه “أحمد”، يطير فرحاً بنداء “أبيه مصطفى”، يشغف بالنظر إلى نظرات عيونهم المحدقة إلى الهدايا والألعاب الذي لا يتوقف عن شرائها لهم: “أخويا أحمد مكنش ليا غيره في الدنيا وعلى طول كان معايا في كل حته، ومن يوم الحادثة بدأت أروح الأول دور الرعاية اللي جمب بيتي ولما حسيت براحة بوجودهم حوليا، قررت أروح دور أيتام في أكتر من منطقة حوليا وكل مكان أسافره زي إسكندرية أو الفيوم لازم أزور فيه الأطفال الأيتام اللي فيها وأسعدهم”.

ويقول “مصطفى”، الذي تخطى عامه الـ27،: “أحمد بالتأكيد في مكان أفضل مننا كلنا عند ربنا، ودي أكيد رسالة من عند ربنا عشان أكون سبب في إسعاد الأطفال اللي زيه ومحتاجين حد يسأل عليهم ويرعاهم، وما حدش عارف فين الخير، وكفاية عندي فرحتهم وسعادتهم اللي بشوف فيها أحمد أخويا وبتصبرني على فراقه لما بسمع منهم كلمة أبيه مصطفى اللي اتحرمت منها”.

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى