الأخبار

المناخ يساعد على انتشار “كورونا”

 

32

 

 

عانت مصر خلال العقود الماضية من وباء “الطاعون” و”الكوليرا”، ومؤخراً ظهر شبح فيروس “الكورونا” فى الأفق، ليهدد حياة المصريين، بعد أن حصد عشرات الأرواح من أبناء المملكة العربية السعودية والحالة التى ظهرت لمهندس مصرى قادم من السعودية.

ولم يثبت وجود الفيروس إلى الآن فى الأراضى المصرية رغم ظهور أول إصابة بالفيروس أمس ولكنه شخص وافد من السعودية، الدولة الأولى فى حمل المرض، وفى سياق متصل، استطلعت بوابة الوفد آراء عدد من الأطباء والخبراء للتعرف على  الاستعدادات الوقائية فى مصر لمنع ظهور الفيروس وانتقاله .

ومن جانبه أكد الدكتور عادل عبد العظيم أستاذ بقسم الأمراض المعدية فى كلية الطب البيطرى جامعة القاهرة أن فيروس الكورونا لم يثبت وجوده إلى الآن فى مصر، إذ أن الجمال التى أخذت عينة منها كانت وافدة من السودان و تشاد وإثيوبيا، أى أنها ليست جمال محلية، مضيفا أن العينة لم تكشف عن وجود الفيروس ذاته داخل الجمال، ولكن وجدت بها أجسام مناعية للفيروس مما يعنى تعرضها للإصابة، فضلا عن أن تعرضها للإصابة لا يعنى أن تظهر عليها أعراض الإصابة.

وأشار عبد العظيم إلى أنه إلى الآن لم يثبت انتقال المرض من حيوان إلى إنسان أو من إنسان لآخر بالدليل القاطع، لافتا إلى أن كل حالات الإصابة البشرية التى وجدت فى ألمانيا وهولندا كانوا جميهعا مقيمين فى المملكة العربية السعودية مما يعنى انتشار المرض بها.

كما أوضح أستاذ قسم الأمراض المعدية بالطب البيطرى أن فيروس الكورونا ينحصر فى المنطقة الشرقية من السعودية، نظرا لكثرة زراعة النخيل بها، ويجذب الخفافيش التى هى المصدر الرئيسى لظهور هذا الفيروس و انتشاره، مؤكدا على أن الجمال المصابة بهذا الفيروس لا تلعب دورا فى نقله.

وفى سياق متصل، ذكر عبد العظيم أن أهم طرق الوقاية من المرض وانتشاره فى المزارع المصرية هو وجود عملية متابعة للجمال المصرية، ومراقبة الجمال الوافدة وأخذ عينة منها ويتم حجزها فى الحجز البيطرى لمدة 14 يوما و إن ظهرت عليها أعراض المرض يتم إعدامها فورا، أما بالنسبة للوقاية البشرية إنها تكمن فى تجنب المناطق التى تتواجد بها الخفافيش، فضلا عن فحص القادمين من السعودية وتظهر عليهم أعراض إصابات تنفسية.

وأضاف عبد العظيم أيضا أن فترة حضانة المرض تتراوح من أسبوع إلى 10 أيام، تكون أعراضها شبيهة بأعراض مرض الإنفلونزا، مؤكدا أنه لا يوجد حتى الآن لقاح لعلاج أعراض الكورونا، مناشدا المواطنين بالتوجه فورا إلى مستشفى الحميات فى حالة ظهور أعراض أى إصابات تنفسية، لافتا إلى أن وزارة الصحة لم تسجل أى حالة إصابة آدمية بالفيروس حتى الآن.

ووافقه الرأى الدكتور أحمد أبو شنب عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، بأن فيروس الكورونا لم يتمركز فى مصر إلى الآن، مشيرا إلى أن هذا الفيروس لا يصيب الجمال فقط بل يتعرض له العجول و القطط و الكلاب و نوع من أنواع الدجاج أيضا، كما أنه ينتقل إلى الجهاز التنفسى و بنسبة كبيرة ينتقل عن طريق الهواء.

كما أضاف أبو شنب أن “الكورونا” ليست فيروسا واحدا بل أنه عائلة كاملة من الفيروسات، و عند إصابة الإنسان بها فإنه يتعرض لفصيل واحد فقط منها، ضاربا المثال بفيروس “السارس” الذى انتشر سابقا فى الصين و هو يعتبر جزء من الكورونا، مشيرا إلى أن أعراض الكورونا تتشابه كثيرا مع الأنفلونزا مما يحدث تخبطا فى تشخيص المرض و غيره.

وذكر عضو نقابة الأطباء البيطريين أن المشكلة لا تكمن فقط فى وجود الفيروس بل فى تحوره، و الذى ينتهى بما يسمى “العدوى الثانية” و هى قد تكون بفيروس مشابه أو آخر مختلف تماما، لافتا إلى أن التطعيمات و الأمصال المتوفرة هى للقطط و الكلاب فقط، بينما لا يوجد علاج حتى الآن للإصابة البشرية.

فى حين أكد الدكتور محمود عمرو الدكتور بالمركز القومى للسموم و أستاذ الأمراض المعدية بطب القصر العينى أن المناخ فى مصر الآن يساعد على انتشار فيروس الكورونا، معللا ذلك بالوفود المصرية التى تسافر لأداء الحج و العمرة فى الفترة المقبلة، و التى فى الغالب سيترعض جزء منهم إلى العدوى، و قد يعود به إلى مصر.
و أضاف عمرو أن من أهم الإجراءات الوقائية التى تتخذها مصر هو تشديد الرقابة الصحية فى المطار و الموانئ و لا تكون رقابة شكلية، كما أن من يأخذ تأشيرة السفر إلى مصر من بوجه خاص من دول الخليج العربى و المملكة العربية السعودية لأنهما الدول الأكثر حملا للمرض لابد من وضعهم تحت الملاحظة عقب مجيئهم لمدة 24 ساعة حتى يتم التأكد من عدم حملهم للمرض و فى حالة الإشتباه لابد من الإبلاغ فى أقرب وحدة صحية ليتم اكتشاف المرض مبكرا.

كما أشار أستاذ الأمراض المعدية إلى أن أعراض المرض شبيه بأعراض الأنفلونزا و النزلات الشعبية من تكسير فى الجسد و رعشة أحيانا و مشاكل صدرية، مناشدا فى ذلك جموع المواطنين لضرورة التوجه فورا إلى المشافى فى حالة الشعور بأى من هذه الأعراض مؤكدا على أن سرعة اكتشاف المرض ستقضى عليه وتنقذ المريض و تنقذ من سيتم عدوتهم من خلاله.

واقترح عمرو أن يرتدى المسافرون لأداء فريضتنى الحج و العمرة “ماسكات خفيفة” تقيهم التعرض للمرض أثناء أداء المناسك نظرا للتزاحم الشديد الذى قد ينتقل من خلاله المرض، لافتا إلى أنه لا يوجد مصل خاص بالمرض، كما أن الاستعدادات للوقاية من المرض بسيطة و متوفرة فى كافة المستشفيات المصرية.

فيما أبرز الدكتور بالمركز القومى للسموم أنه ثبتت بالفعل انتقال الإصابة بالمرض من شخص لآخر فى حين لم تثبت حتى الآن انتقال المرض من الحيوان إلى الإنسان.

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى