الأخبار

تواجه خطر الانقراض.. تعرف على الطيور آكلة النار والطعام من أكياس الأشخاص

تحلق الغربان الهندية متربصة فوق أحد المعابد بولاية غوجرات حتى تجد ضالتها وهي كميات من الزبدة موضوعة على شموع المعبد المشتعلة وحينها يقرر الغراب قرارًا صعبًا ليهبط من السماء مقتحمًا نيران الشمعة فيسقطها بحركة خفيفة من رأسه لتنطفئ ويأخذ غنيمته من الزبدة الشهية؛ لذا تعتبر تلك الطيور وكأنها تأكل النيران لما تبديه من سلوك فريد بين الحيوانات.

ويقول البروفيسور لوي لفيفرا، من جامعة ميجيل الكندية، لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن وجود طيور قادرة على أداء سلوكيات فريدة مثل ما تفعله الغربان الهندية هو دليل على قدرة تلك الطيور على مقاومة الانقراض والتأقلم سريعًا مع التغيرات المختلفة، ولا يعد ذلك حصرًا على الغربان بل أظهرت الكثير من الطيور دونا عن بقية المخلوقات قدرتها على التعايش.

وللتأكد من تلك النظرية رصد فريق علمي بحثي بإشراف الدكتور سايمن دوكيتيز، من مركز البيئة والغابات الإسباني، 204 دوريات علمية عن سلوكيات غذاء الطيور لتحديد كل سلوكيات غذائية فريدة لنوع طيور بنوعه وعدد تكرار تلك السلوكيات مقارنة بدرجة تعرض ذلك الطائر لخطر الانقراض والهدف من ذلك التعرف على مدى تأثير تحوير الطيور وتطويرها لسلوكيات جديدة للصيد أو البحث عن الطعام في تناقص خطر الانقراض على ذلك النوع من الطيور.

وتم نشر نتائج الدراسة في دورية البيئة الطبيعية والتطور.

ويضيف لفيفرا المشارك بالبحث، أن ما توصلت إليه الدراسة من نتائج يذكره بتجربته الأولى مع الطيور، حينما كان يختبر قدرتها على إخراج الطعام من العلب المغلقة، وكانت تنجح بشكل متكرر بتلك المهمة.

ومن بين أكثر نتائج الدراسة إذهالًا اكتشاف أن طيور الغاق النيوزلندية تستغل الفوضى التي تحدثها السفن في المياه لتوقع بفريستها من الأسماك المتخبطة في التيار بينما ينثر طائر مالك الحزين الأخضر، طعم من الخبز في المياه لتجتمع عليه الأسماك فيصيدها، وكذلك تتناول طيور الكاردينال الشمالية الرحيق من زهور الزينة الصناعية بينما يتأقلم مالك الحزين الأزرق لصيد السناجب من ملاعب الجولف.

والأشهر من ذلك بكل بساطة سرقة طيور النورس بسرقة أكياس الشيبسى من زوار الشواطئ الغافلين.

وأما عن دراسة ميدانية أجراها لفيفرا في جزيرة باربيدوس رصد خلالها وجود سلوكيات أخرى فريدة لدى طائر الدغناش بسرقة باكيتات السكر من على طاولات السائحين ومن ثم تأخذها بعيدًا لتفتحها وتأكل ما فيها، وأما طيور الكراك علي نفس الجزيرة فهي تصطو على طعام القطط المجفف فتبلله بالماء ومن ثم تأكله.

ويقول دوكيتيز المشرف على الدراسة إنه رغم احتياج تلك الطيور للتعلم خطوة بخطوة لتطوير مثل تلك السلوكيات إلا أن الطيور على تلك الجزيرة ليس لديها خيار لأنه لا يوجد ثم شئ طبيعي يمكن أكله على جزيرة سياحية مثلها.

وتشير الدراسة إلى أنه بالرغم من تكيف الكثير من الطيور مستعينة بذكائها على الظروف في مواجهة الانقراض إلا أن ثم طيور ذكية لا ينفعها ذكاءها أمام التهديدات الخاصة التي تواجهها مثل طيور الببغاء فهي من أذكى الطيور، ولكن صيدها من قبل الإنسان بشكل واسع يجعل ذكاء تلك الطيور في مقاومة الانقراض يذهب سدًا علاوة على أن الببغاء طائر قليل التكاثر ما يجعل تعافي أعدادها بطيء.

ويقول بروفيسور علم سلوك الطيور دانيال بالديروس من جامعة نيويورك، إنه بالرغم من ذكاء طيور بعض الجزر وقدرتها الفائقة على التأقلم إلا أن هناك حالات واضحة لجزر محت فيها الحيوانات الأليفة مثل القطط، مجتمعات طيور بأكملها بمعنى أن ذكاء الطائر ليس يحميه تمامًا من مختلف التهديدات البشرية.

shorouknews

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى