منوعات

عبدالوهاب| مشروع مؤذن لم يكتمل..

 

 

تمر اليوم الذكرى 27 لرحيل الموسيقار المصرى محمد عبد الوهاب صاحب الباع الطويل فى مجال الموسيقى والغناء، إذ قام بتلحين الأغانى للكثير من الفنانين والفنانات المصريات.

انصراف الطفل عن رغبة أبيه:

ولد فى 13 مارس 1902 بحى باب الشعرية فى القاهرة، والده الشيخ محمد أبو عيسى، كان يعمل إمامًا فى جامع سيدى الشعرانى، ووالدته تدعى فاطمة حجازى وهى ربة منزل، وله أختين شقيقتين.

أراد والده أن يصبح ابنه مثله مؤذناً، فألحقه بكتّاب الجامع، ليكون بالأزهر فيما بعد، والتزم الطفل فى أول الأمر بحفظ عدة أجزاء، ولكنه سريعا انشغل بالغناء والطرب، فأهمل تعليمه، وحرص على ارتياد الموالد والأفراح التى يغنى بها شيوخ الغناء مثل عبد الحى حلمى، سلامة حجازى، وصالح عبد الحى، ثم عقد النية على الالتحاق بمعهد الموسيقى العربية، وفيها تعلّم العود على يد القصبجى، بالإضافة إلى دراسته فن الموشحات.

مدرس الأناشيد:

عمل مدرسا للأناشيد بمدرسة الخازندار، ثم ترك الوظيفة ليعمل كمنشد فى كورال بفرقة على الكسار، ثم فرقة الريحانى عام1921، وفى السنة نفسها سافر إلى بلاد الشام، ثم تركها ليكمل دراسة الموسيقى، ويستطيع المشاركة فى الحفلات الموسيقية.

مواجهة عبد الوهاب لأحمد شوقى:

أحيا عبد الوهاب الحفل الذى أقيم بأحد الكازينوهات بالإسكندرية، وحضره كبار المسئولين، والمشاهير، منهم أحمد شوقى والذى منعه من الغناء وهو صغير، الأمر الذى أثّر فى نفسيته، فعاتبه قائلا لماذا منعتنى وأنا صغير من الغناء؟ فأخبره أمير الشعراء أنه فعل ذلك خوفا على صحته، ومن هنا قرر شوقى تبنى عبد الوهاب، حيث قضيا سويا 7سنوات، كان لها الأثر الأكبر فى نفسه، وعلمه شوقى كل أمور الحياة من أكل وشرب، كما عرفه كيفية الحديث، كما اهتم بتعليمه، فأحضر له مدرس لتعليمه اللغة الفرنسية، وأقسم له بأن يجعله مشهورا، فقدمه فى جميع الحفلات، وعرفه على الشخصيات المشهورة مثل طه حسين وعباس العقاد، والمازنى، بالإضافة إلى الشخصيات السياسية مثل سعد زغلول، ومحمود النقراشى، فلمع نجم عبد الوهاب، لذا ذكر كثيرا بأن فضل أحمد شوقى عليه لا يعد، ولحّن له الكثير من القصائد مثل النيل نجاشى، دمشق، مضناك جفاه مرقده.

النجاح ليس سهلا:

هاجمه الآخرون، كما غار منه المطربون، فحاربوه مثل منيرة الهندية، والتى طردته من أوبريت كليوباترا ومارك أنطوان، وهاجمه المازنى والعقاد فى كتاب “الديوان”.

لم يعبأ عبد الوهاب بتلك الصراعات، واستمر فى فنه، حتى تألق فى الستينات، والتى كانت طفرة فى عالم الموسيقى، فلحن لكبار الفنانينا والفنانات والتى من أبرزهم: أم كلثوم.

المنافسة بين أم كلثوم والموسيقار:

كان أول لقاء بينه وكوكب الشرق عام 1925 بمنزل أبو الموسيقار أبو بكر خيرت، واشتركا فى عمل “على قد ما الليل يطول”، ثم اندلعت المنافسة بين الصديقين، فانقطعت الزيارات بينهما، حتى لقبتهما وسائل الإعلام بالعدوين، وعلى الرغم من ذلك، لحن لها طقطوقة “قال إيه حلف ما يكلمنيش”، لكنها رفضت الغناء. واستمرت المخاصمة حتى عام 1949، ثم رجعت الماء إلى مجراها، والتقيا فى احتفال 23 يوليو، وفيه عاتبهما الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على عدم تعاونهما فى عمل فنى مشترك، وبالفعل قدما عملا مشتركا عام 1964 فى أغنية “أنت عمرى”، والتى اعتبرت طفرة فى عالم الموسيقى، ثم تلتها أمل حياتى، أنت الحب، هذه ليلتى، فكرونى.

لحن الموسيقار للعديد من الفنانات مثل: ليلى مراد والتى غنى لها أغانى فيلمين وهما: “غزل البنات”، “عنبر”، وللفنانة نجاة الصغيرة لحن ثلاثة أغانى وهم: “آه لو تعرف، القريب مننك بعيد، شكل تانى”، ولا ننسى أغنية وردة وهى: “أسأل دموع عنيا”، وللعندليب: “فاتت جنبنا، تبتدى منين الحكاية، أهواك، ظلموه، شغلونى”.

زوجاته:

الأولى من أمرأة تكبره بـ25 سنة، وذلك فى بدايه طرقه الفنى، ثم انفصلا بعد عشر سنوات، ويقال أن لها دور فى إنتاج أول فيلم له “الودرة البيضاء”

ثم تزوج للمرة الثانية عام 1944 من إقبال، واستمر زواجهما 17 عاما، و أنجبت له خمسة أطفال، وانفصل عنها عام 1957.

الزيجة الثالثة:

جاءت الزيجة الثالثة والأخيرة من نهال قدسى.

وفاته:

توفى فى مساء 4 مايو 1991، نتيجة جلطة بالمخ، بسبب انزلاقه من سجادة الأرض، وشيعت جنازة عسكرية له فى 5 مايو بناء على طلب الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك.

 

 

 

 

مبتدأ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى