الأخبار

«البغدادى» كما صنعه الأمريكان

 

176

 

 

يتسابق كل خبراء العالم وكتابه فى تحليل كل كلمة يقولها أبوبكر البغدادى، من بينهم الكاتب الأمريكى الشهير ديفيد إيجناتيوس الذى كتب عنه مؤخراً معتمداً على مصادره الاستخباراتية الواسعة، قائلاً: «قدرة البغدادى الملهمة التى تحشد هذا الدعم الكبير تثير قلق المسئولين الأمريكيين، فأتباعه على استعداد للقيام بأى شىء والذهاب إلى أى مكان بما يخدم مصالح داعش، فهم يجمعون بين شغف المتعصبين، وبين درجة غير عادية من التنظيم، والمهارة الفنية، والتخطيط التكتيكى».

ونقل عن مسئول أمريكى آخر فى مكافحة الإرهاب قوله: «البغدادى هو زعيم إرهابى لا يرحم، ولديه طموح وموهبة فى تنفيذ عمليات تكتيكية واستراتيجية عسكرية».

ووصف المسئول البغدادى بأنه «عنيد وانتهازى فى قدرته على الابتعاد عن قيادة القاعدة الأساسية، والخروج من تحالفات زعماء القبائل العراقية والسورية».

وتابع المسئول الأمريكى: «ربما يتمتع البغدادى بمهارة أكبر فى هذا المجال مقارنة بمعلميه، مثل أسامة بن لادن أو أبومصعب الزرقاوى، قائد تنظيم القاعدة فى العراق، فقد استطاع تحقيق الحلم الوحيد لابن لادن، وهو تشكيل «الإمارة» الخاصة به، تحت حراسة الدبابات، والأسلحة الثقيلة، فضلاً عن قدرته على تجنيد زعماء القبائل السنية بقدرات تفوق براعة الزرقاوى، حيث أدت التكتيكات التى تبناها الزرقاوى القائمة على العنف المفرط إلى ابتعاد الشعب العراقى عنه، البغدادى هو زعيم داعش الذى يحظى بالقبول وسط المقاتلين التابعين له، ويعتمد على مجموعة من الملازمين الموثوق بهم، ولكنه أعطى القادة المحليين سلطة اتخاذ القرارات، إضافة إلى اعتماده على أسلوب القيادة غير المركزية». وأضاف المسئول: «هذا النهج متبع من جانب العصابات الإجرامية، مع استخدام البغدادى الأساليب الأكثر وحشية لإرهاب وترويع المدنيين، إضافة إلى تمويل العمليات من خلال أساليب الإكراه المعتادة بالنسبة لجماعة إجرامية منظمة، وتعكس كاريزما زعيم العصابة التى يتمتع بها البغدادى الفترة التى قضاها فى السجن بمعسكر بوكا، السجن الذى تديره الولايات المتحدة، ويخشى القادة العسكريون الأمريكيون من أن تصبح هذه المعسكرات بمثابة مدرسة تضم الجهاديين».

ويتابع «إيجناتيوس» أن السيرة الذاتية لـ«البغدادى»، التى نُشرت على المواقع الجهادية عبر شبكة الإنترنت، تؤكد أنه «شخص تقى، بالإضافة إلى ما تتمتع به عائلته من قيم وأخلاق».وكان والده زعيماً قبلياً ممن «يحبون القيم الدينية»، ويُعرف عن جده أنه «كان مواظباً على أداء الصلاة، وكان حريصاً على صلة الرحم، وعلى تلبية احتياجات الأسر البسيطة». ورغم أن «البغدادى» نادراً ما يتحدث علناً، فإن «خطابه بليغ، ولغته قوية، ويتمتع بالفطنة والذكاء على نحو واضح». ويخلص «إيجناتيوس» فى النهاية إلى أن البغدادى «زعيم بارع ومنضبط ويلجأ إلى استخدام العنف، وعنده كاريزما، وبارع فى التأثير على الرأى العام للمسلمين»

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى