الأخبار

محاولة جديدة لمد التكفيريين

93

قالت مصادر أمنية مسئولة إن قوات تأمين شمال سيناء تمكنت من إحباط محاولة جديدة لتوصيل دعم خارجى للعناصر الإرهابية الموجودة فى سيناء، حيث تم ضبط كمية من الأسلحة كانت مقبلة من غزة إلى سيناء حاولت مجموعة تكفيرية تهريبها، لكن بسبب الإجراءات الأمنية المشددة لم يتمكنوا من التسلل بها من رفح وتركوها وفروا هاربين.

ولفتت المصادر إلى أن الأسلحة التى تم ضبطها تشمل أسلحة أجنبية الصنع وأجهزة اتصالات متطورة علاوة على «أسطونات مدمجة» تتضمن طرقاً جديدة لتصنيع العبوات الناسفة والقنابل شديدة الانفجار وغير ذلك، وتُعتبر تلك المحاولة هى الثانية فى أقل من 10 أيام، حيث كانت هناك محاولة لإدخال أسلحة عبر قطاع غزة وتم إحباطها.

فيما وجهت قوات مكافحة الإرهاب فى شمال سيناء عدة ضربات موجعة لتنظيم «بيت المقدس» على جميع المحاور فى مدن الشيخ زويد ورفح والعريش، خلال الـ72 ساعة الأخيرة، وتمكنت على مدار اليومين الماضيين من تصفية 12 إرهابياً، والقبض على 22 آخرين، وتدمير مخزن متفجرات وأسلحة جنوب مدينة رفح.

وشنّت قوات تأمين شمال سيناء حملة جوية وبرية موسعة، بدءاً من منتصف ليل أمس الأول وحتى الساعات الأولى من صباح أمس، استهدفت خلالها تجمعات كبيرة لعناصر التنظيم الإرهابى فى منطقة المزارع، جنوب العريش، أثناء التخطيط لشن عمليات إرهابية متزامنة على عدد من الأكمنة والحواجز الأمنية المنتشرة على الطريق الدائرى المؤدى إلى مطار العريش.

كانت الأجهزة الأمنية تلقت معلومات عن تجمع أكثر من 30 مسلحاً تابعاً للتنظيم الإرهابى داخل 3 بؤر فى منطقة المزارع، فحلّقت مروحيات الأباتشى فوق المنطقة بالتزامن مع تحرك القوات البرية التى حاصرت الإرهابيين لمنع هروبهم، وبحسب مصادر أمنية نجحت الأباتشى فى قتل 10 عناصر داخل إحدى المزارع، فضلاً عن تدمير 14 «موتوسيكل»، وحرق 4 عشش.

وحاصرت قوات مكافحة الإرهاب خلية إرهابية تضم 15 فرداً يوصفون بأنهم من أخطر العناصر التكفيرية المتمركزة فى مدينة العريش، وسبق لهم تنفيذ عدد كبير من العمليات الإرهابية ضد الجيش والشرطة، وتم القبض على المطلوبين، والتحفظ على أسلحتهم المتنوعة، كما نُقلوا تحت حراسة أمنية مشددة إلى أحد المقار الأمنية لمباشرة التحقيق معهم.

وفى حملة ليلية بمدينة الشيخ زويد، ألقت قوات الأمن القبض على عدد من المشتبه فيهم، وتم اقتياد 3 أشخاص إلى أحد المقار الأمنية فى حى الزهور، وبحسب شهود عيان فإن التشديدات الأمنية الأخيرة جعلت الشيخ زويد أكثر أمناً، مع هروب جميع المسلحين إلى خارج المدينة، وإحكام قوات الأمن سيطرتها على جميع المداخل.

ومنذ الساعات الأولى من صباح أمس قامت سيارات عسكرية بدوريات أمنية فى جميع شوارع المدينة، بالتزامن مع إجراءات أمنية مشددة فى مدينة العريش، وسمع الأهالى أصوات طلقات نارية كثيفة، ودوى تفجيرات، فى منتصف ليلة أمس الأول، قالت مصادر أمنية إنها «إجراء استنفارى واحترازى تقوم به قوات الأمن طوال الليل»، كما شهدت مدينة بئر العبد تشديدات أمنية على الطريق الدولى، مع الكشف عن هويات جميع المارة عليه، وضبط المشتبه فيهم.

وقال جهادى سابق مقيم فى شمال سيناء إن التنظيم الإرهابى يمر بحالة انعدام توازن خلال الفترة الأخيرة، بعدما رصدت الأجهزة الأمنية جميع المصادر الخاصة بتمويله، وشددت الرقابة عليها، حتى أصبح الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ العمليات الإرهابية شديد الصعوبة، ما دفعه إلى الاعتماد على سرقة السيارات والمواد البترولية، وتهريب الأفارقة عبر الحدود إلى إسرائيل، مقابل 3 آلاف دولار عن كل متسلل، مضيفاً أن القيادى الإرهابى شادى المنيعى هو صاحب الفكرة بوصفه يمتلك خبرة كبيرة فى تهريب الأفارقة.

وأضاف أن تهريب البضائع والأسلحة عبر الأنفاق الحدودية فى رفح كان من أهم مصادر تمويل التنظيم قبل أن يتقلص ذلك المصدر بشكل كبير، بفضل تدمير قوات الجيش أعداداً كبيرة من تلك الأنفاق، مشيراً إلى أنه «بمرور الوقت، وتشديد الخناق على التنظيم فى سيناء، وفرض رقابة صارمة على البنوك، بحث التنظيم عن وسائل أخرى لتمويل عملياته، منها السطو على المساحات الكبيرة المزروعة بالمخدرات فى وديان سيناء، وبيعها لحسابه الشخصى».

وقالت مصادر أمنية فى جنوب سيناء إن أجهزة الأمن فى المحافظة كشفت مخطط عدد من العناصر الإرهابية للهروب من العمليات العسكرية فى شمال سيناء، واللجوء إلى مدن رأس سدر وأبوزنيمة وأبورديس فى جنوب سيناء، بالإضافة لمدن أخرى قريبة من وسط سيناء، مشيرة إلى أن «معلومات وردت من جهات سيادية عن محاولة تنفيذ عملية إرهابية فى المحافظة باستخدام سيارة نقل مسروقة، ومحملة بأسطوانات البوتاجاز، وكمية من المتفجرات».

وتمكنت أجهزة الأمن من رصد السيارة المتجهة إلى الجنوب فى منطقة صحراء النقب، فتم إخطار جميع الجهات المعنية للتصدى لمثل هذه السيارات، والتحذير من صرف الوقود لأى سيارات دون لوحات معدنية، بالإضافة إلى ضرورة التأكد من هوية أصحاب السيارات المقبلة من شمال سيناء، وشددت على أن «تلك المعلومات تؤكد نجاح عمليات الجيش ضد العناصر الإرهابية فى شمال سيناء، وتضييق الخناق عليها، كما تشير إلى أن المدن الثلاث، رأس سدر وأبوزنيمة وأبورديس، آمنة تماماً، ولن تسمح أجهزة الأمن فى جنوب سيناء بتحول المحافظة إلى شيخ زويد جديدة».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى