منوعات

حكاية سائق تاكسي صدمته الحكومة برفع المحروقات

 

 

جاء ت زيادة أسعار المحروقات اليوم، على السائقين كالصاعقة، خصوصًا وأن القرار جاء في أيام عيد الفطر المبارك، تلك لحظات الفرحة التي يخطفونها في الحياة الصعبة مع أسرهم.
وأعلنت وزارة البترول، صباح اليوم السبت، زيادة أسعار المحروقات، وارتفع بنزين 80 والسولار إلى 5.50 جنيهًا، وبنزين 92 لـ 6.75، وبنزين 95 لـ7.75، وسعر أنبوبة البوتاجاز المنزلي 50 جنيهًا، وستكون تعريفة الأتوبيسات 3 جنيهات بدلًا من 2جنيهًا ونصف الجنيه، وتعتبر هذه الزيادة المرة الخامسة خلال 6 سنوات.

سائقو التاكسي الأبيض نظروا إلى تلك القرارات نظرة خامدة، لا توحي بالحياة، ولا يعرفون كيف سيواجهون ذلك الأمر؟

«كنت نائم وقت صدور القرار بعد عناء لجمع الأموال لقضاء العيد برفقة الأسرة».. هكذا قال الرجل الأربعيني علاء محمد، المتحدث الرسمي باسم رابطة التاكسي الأبيض، وهو يضحك من مصيره القادم الذي يتوقعه وهو الحبس أو الموت، على حد وصفه؛ نتيجة ضيق الحياة وما يقع عليه من مسؤوليات.
ولم يتعجب محمد من صدور القرار، لكن ما شغله هو التوقيت غير المناسب “كُنّا على علم بالزيادة بس قولنا هنعيّد، وبعدين يزودوا، خصوصًا إننا لسِّه خارجين من رمضان ومصاريفه، والدنيا بتبقى مكركبة فوق دماغ الواحد من كتر المصاريف”.

انقلب يوم المتحدث باسم رابطة سائقي التاكسي الأبيض كموج البحر، وتساءل في نفسه، كيف أستطيع قضاء حاجة أولادي وسداد مصروفاتهم في الحياة العلمية والعملية، فما يُجنيه من عمله يكفي للمنزل بالكاد: “إحنا مش عارفين نعيش، أنا كنت مكفي بيتي في الوقت اللي فات ده بالعافية قبل أي زيادة، أصل زيادة البنزين معناها زيادة في الأكل والشرب، زيادة حتى في الهواء الذي نتنفسه، مش عارفين نعيش ومش عارفين هنعمل إيه”.

صباح اليوم انتهى العيد بالنسبة إلى جميع السائقين وليس علاء محمد فقط، فألم الصدر هو الذي يتصدر المشهد بالنسبة إليهم: “بعد الزيادة دي 20 لتر البنزين هيتكلف حوالي 140 جنيهًا، يعني أنا لو مشيت 3 متر عشان أدور على زبون بس، يعني فاضي، قلبي هيوجعني، أصل كل ده عليّا بخسارة وضياع فلوس في الأرض من غير ما أعرف أفيد بيها ولادي اللي واحد في أولى ثانوي ومحتاج تل مصاريف، والآخر في أولى إعدادي”.

“صار الفقر وضيق الصدر عنوان لسائقي التاكسي الأبيض على وجه الخصوص؛ لما يجتاح حياتهم من قضايا بينهم وبين البنوك المتعثرين إليها، دون قدرة على سدادها، والسجون أصبحت ملجأ إليهم من أعباء الحياة”.. هكذا عبر ر.أ، أحد السائقين، عن حاله وحال زملائه، قائلًا: عندي 7 عيال غيري أنا ومراتي، وكلهم تعليم عالي يعني محتاجين جرمك فلوس عشان أكفيهم غير الديون اللي عليّا للبنك، ولسِّه متسدتش، أعيش إزاي وأعمل إيه”.

الكد والكفاح والتعب هم طريقه يوميًا منذ السادسة صباحًا وحتى منتصف الليل، لجمع الأموال التي تكفي أولاده: “بخرج يوميًا عشان أجمّع الفلوس اللي حتى مبتكفيش كل مصاريف البيت، من كهرباء وإيجار ومياه وأكل وشرب، كل ده زودي عليهم الديون بنك، زودي عليهم الفوائد اللي البنك بيحطها كل ما بنتأخر في السداد، بس الظاهر إن الحكومة حبّت تعيّد علينا النهاردة”.

ورأى هيثم الحريري، عضو مجلس النواب، أن سائقي التاكسي الأبيض أو غيرهم من السائقين عليهم الالتزام بالتعريفة الجديدة، لأنها ستسير على الجميع، ونطالب بأن تكون عادلة، لأنهم ليس لديهم حلًا سوى ذلك، مؤكدًا على رفضه التام لتلك الزيادة الغير مبررة، إلا أنها كانت من ضمن شروط وخطة صندوق النقد الدولي التي رسمها لمصر خلال الأعوام الآتية.

وتابع الحريري في تصريحات خاصة لـ”اليوم الجديد” قائلًا: “خطة صندوق النقد الدولي لن تؤدي إلى إصلاح اقتصادي، بل تعمل على تدهور الاقتصاد وحياة المواطنين البسطاء، نظرًا لوجود تدني في الدخول، ومعاناة اقتصادية في المواطنين في مختلف المحافظات”.

واختتم عضو مجلس النواب قوله “كل الشواهد تؤكد أن المسار الاقتصادي يسير في طريق غير صحيح، وأكبر دليل على ذلك ما وقع في الأردن خلال الأيام القليلة المنقضية، والأمر ذاته في ماليزيا، لذلك طريقنا مفعم بالمخاطر وغير صحيح على الإطلاق”.

الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى