الأخبار

انتخابات تركيا على صفيح ساخن.. و5 مرشحين ينافسون أردوغان

أيام قليلة، وينطلق سجال الانتخابات الرئاسية التركية، خاصة مع ازدياد حدة المنافسة بين مرشحي الأحزاب السياسية، حيث تسعى المعارضة للإطاحة بنظام رجب طيب أردوغان الذي ينفرد بالسلطة ويكرس حكمه لقمع كل من الأصوات الرافضة لسياساته. ويبدو من الوهلة الأولى أن الحزب الحاكم “العدالة والتنمية” يسعى إلى تفتيت كل الأصوات المناهضة لأردوغان، وذلك من أجل ضمان بقائه في الحكم منفردًا. وظهر ذلك من خلال تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، حيث تعهد بمواصلة تغيير ملامح بلاده إلى الأفضل، فيما اعتبر رئيس الوزراء بن علي يلدريم أن الانتخابات الرئاسية والنيابية المبكرة المرتقبة الأحد المقبل، ستكون ميلادًا جديدًا لتركيا. في المقابل، تحدثت تانسو تشيلر، أول رئيسة وزراء لتركيا، في تجمّع نظمه حزب العدالة والتنمية الحاكم في إسطنبول قائلة: “دفعني الحس الوطني إلى الحضور لدعم أردوغان، منتقدة في الوقت ذاته تحالف الأمة الذي شكلته أحزاب معارضة”، معتبرة أن أهداف الأحزاب المشاركة فيه وسياساتها وثقافاتها مختلفة في ما بينها، بحسب الحياة السعودية. اقرأ أيضًا: أزمات أردوغان لا تنتهي في الشرق الأوسط.. وزعيم المعارضة يتعهد بحلها المثير أيضًا أن “تشيلر” استبعدت أن يجد هذا التحالف حلولًا للمشكلات التي تعاني منها تركيا، سواء في الإرهاب والسياسة الخارجية والاقتصاد. تصريحات أول رئيسة وزراء لتركيا تشير في باطنها إلى عجز نظام أردوغان عن مواجهة الإرهاب، ومعالجة الأزمات التي تعاني منها البلاد على المستوى الخارجي، وهو الأمر الذي أوصل تركيا إلى حافة الانهيار. لكن أردوغان يعتقد أن سياساته نجحت في تغيير ملامح تركيا إلى الأفضل، واستطاع تحويلها من بلد عاجز عن دفع رواتب موظفيه، إلى آخر لا يترك موظفيه وحدهم في مواجهة التضخم، حسب الأناضول. فيما يرى وزراء السلطان العثماني أن الانتخابات ستكون بداية طريق لارتقاء تركيا، وميلادًا جديدًا لها، منتقدين في الوقت ذاته امتناع أحزاب المعارضة عن وضع خطط واضحة لمحاربة التنظيمات الإرهابية، معتبرًا أنها تكتفي بإطلاق شعارات، فيما ينجز حزب العدالة والتنمية مشاريع. في المقابل ظهر المرشح عن الحزب الحاكم أحمد توتولماز، وهو يهدد الذين لن يصوتوا لمصلحة “العدالة والتنمية”، قائلاً: “نراقب بعناية، وندرك جيدًا من يقف إلى جانبنا ومن ليس كذلك، وسنظهر ثقتنا في من هم إلى جانبنا، ولكن صباح 25 يونيو، سيدفع الذين ليسوا معنا الثمن”. اقرأ أيضًا: «إينجه» يشق طريقه نحو رئاسة تركيا.. ويستعد لإزاحة أردوغان تهديدات حليف أردوغان تؤكد أن العدالة والتنمية سيواصل التنكيل بكل معارضيه، حتى وإن كانت الاختلافات اقتصادية، في خطوة تشير إلى إمكانية تزوير الانتخابات. صحيفة “جمهوريت” المؤيدة للمعارضة، قالت: إن “محرم إينجه يسعى إلى حشد من 5 إلى 15 مليون شخص يقيمون في إسطنبول، للمشاركة في تجمع ينظمه بالمدينة عشية الاقتراع”. ويطرح “إينجه” تحديًا جديًا على أردوغان، إذ يتميز بكاريزما شخصية، وينافس الرئيس في قدراته الخطابية، حيث شهدت مدينة يالوفا، شمال غربي تركيا، مسقط رأسه معركة طاحنة بين الرجلين. على جانب آخر، حذر صلاح الدين ديمرطاش، المرشح الرئاسي عن حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في تركيا، من “حكم الرجل الواحد” في تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان. “ديمرطاش” أعرب عقب خروجه من الحبس الاحتياطي، عن اعتقاده بأنه في حال فوز أردوغان وحزبه الإسلامي المحافظ (العدالة والتنمية) بالانتخابات التي ستجرى في 24 من الشهر الجاري، فإن مصير تركيا سيكون “معلقًا بالكامل على رحمة شخص واحد”، بحسب محطة “تي آر تي”. اقرأ أيضًا: لماذا انسحب عبد الله جول من الانتخابات التركية؟ المرشح الرئاسي حذر من أن تركيا ستتحول إلى بلد مستبد وطغياني ومهدم ديمقراطيًّا، مشيرًا إلى أن حزبه “الشعوب الديمقراطي” يقف في المقابل مع الديمقراطية. كان الرئيس السابق لحزب “الشعوب الديمقراطي” سجن منذ نوفمبر 2016 في بلاده بعد اتهامات وجهتها له السلطات، بينها الانتماء إلى حزب العمال الكردستاني المحظور “بي كيه كيه”. وفيما يلي معلومات عن بعض المنافسين للسلطان العثماني رجب طيب أردوغان: محرم إينجه يبرز اسم محرم إينجه كأقوى منافس لأردوغان، حيث عرف البرلماني العلماني بتوجيهه الانتقادات اللاذعة للرئيس كما يشكل حزبه المعارضة الأكبر لحزب أردوغان بالبرلمان التركي، بل يمثل توجهات القاعدة الأكبر من العلمانيين الأتراك الذين يسعون للمحافظة على علمانية الدولة بوجه التمدد الديني لحزب العدالة والتنمية. اقرأ أيضًا: معركة الانتخابات التركية تشتعل.. والمرأة الحديدية تتحدى أردوغان ميرال أكشينار أما ميرال أكشينار، فهي تسعى لكسب تأييد الناخبين اليمينيين المحافظين القوميين على غرار أردوغان، لذلك يرى محللون أنها قد تنجح في استقطاب عدد كبير منهم مما قد يصب في مصلحة (إنجه)، ويعمل على تفتيت قاعدة المؤيدين للرئيس الحالي. كرم الله أوغلو وبرينتشيك تتناقص فرص كل من كرم الله أوغلو وبرينتشيك في تشكيل أي منافسة تذكر، حيث لا تحظى أحزابهم بالشعبية الكافية للوجود بالبرلمان التركي. خلاصة القول، إن ما تشهده تركيا اليوم من صراعات داخلية قد يزيد من حالة الاحتقان بين أبناء الشعب العثماني، ويمهد إلى احتمالية تزوير الانتخابات القادمة لصالح الحزب الحاكم الذي ينفرد بالبرلمان والسلطة.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى