الأخبار

خبراء أمنيون يكشفون سر “الشائعات” التى تضرب مصر فى الآونة الأخيرة

اجتاحت الشائعات والأكاذيب ربوع مصر خلال بضعة الأيام الماضية، عقب رواج معلومات خاطئة عن أحداث شهدتها البلاد مؤخرًا، عبر وسائل افتقرت إلى الحياد وهدفت إلى إثارة البلبلة، وضرب الاستقرار، وزعزعة الأمن المصرى، وقدم مختصون فى مجال الأمن الحلول للقضاء على تلك الشائعات.

ولعل أبرز الأحداث الشاهدة على ذلك، الحريق الذي شب في أحد مخازن البتروكيماويات التابعة لشركة هليوبوليس للصناعات الكيماوية، مساء الخميس الماضي، واتجهت قنوات إعلامية معادية لمصر، وخلايا إلكترونية، إلى الترويج لشائعة أن الحريق وقع في مطار القاهرة الدولي، وأنه تم وقف الملاحة الجوية ورحلات الطائرات من وإلى المطار.

غير أن البيان الرسمي للقوات المسلحة المصرية، والجهات الرسمية، أكد أن الحريق جاء في مخزن تابع لمصنع هليوبوليس للصناعات الكيماوية، نظرًا لارتفاع درجة حرارة الجو، بما خالف المعلومات التى تم ترويجها، وتبين أنه لم تحدث أي انفجارات داخل أسوار المطار، وأن الانفجار الذي حدث خارج محيط مطار القاهرة تماما، وأن حركة الملاحة الجوية لم تتوقف بعد.

من بين الشائعات أيضًا، الترويج بأن واقعة قتل أطفال المريوطية الثلاثة، الذي تم العثور على جثثهم الثلاثاء الماضي، جاءت بسبب سرقة الأعضاء، حتى أنه بسبب الشائعات، توجهت أمهات برفقة أبنائهن إلى مقر الواقعة أسفل كوبري المريوطية لتحذير أطفالهن من الانسياق وراء أِشخاص مجهولين، لأنه لو حدث ذلك سيكون مصيرهم هو القتل، فى سبيل أن وزارة الداخلية ومن خلال التحريات، توصلت إلى السبب الحقيقي لقتل الأطفال الذي لا يمت لجريمة سرقة الأعضاء بصلة.

وفي واقعة حادث قطار (القاهرة ـ قنا)، الذي انقلبت منه 3 عربات في محطة المرازيق بالبدرشين بمحافظة الجيزة، ظهر الجمعة الماضية، تم الترويج إلى أن هناك وفيات لا حصر لها، ليتضح بعد ذلك أن الحادث نتج منه إصابة العشرات فقط دون وقوع ضحايا.

وعن تلك الشائعات، يقول الخبير الأمني، اللواء محمد نورالدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الكارهين لمصر حاولوا محاربتها أولا من خلال الفتنة الطائفية لكنهم فشلوا، ثم جاء دور الظاهرة السوداء والعمليات الإرهابية لكن بتعاون رجال القوات المسلحة والشرطة تمت السيطرة عليها، ومنعها بشكل كبير، موضحًا أنه الآن جاء الدور على حروب الجيل الرابع.

وأضاف نورالدين، أن حروب الجيل الرابع تتمثل في إطلاق الشائعات والأكاذيب لإثارة البلبلة بين الشعب المصري، لكن علاجها يكمن في يد المسئول الذي يقع في دائرته حادث ما، بأن يبادر بإصدار بيان يتضمن حقائق ما وقع بالضبط حتى لا يكون الناس فريسة لأي جهة كارهة لمصر.

وأشاد بموقف وزير الطيران المدني، الذي بادر بالذهاب إلى مطار القاهرة، بمجرد وقوع حريق مخزن مصنع البتروكيماويات، والتأكيد للمواطنين على أنه بداخل المطار، وأن حركة الملاحة سارية، وطالب بأن يكون هناك غرفة عمليات لإدارة الأزمات في مجلس الوزراء، تبادر بإصدار بيانات تتضمن الحقائق عن أي قضية تشغل الرأي العام، حتى لو كان مقتضبًا، انتظارًا لاكتمال الصورة.

أما اللواء خالد متولي، مساعد وزير الداخلية الأسبق لمنطقة سيناء، يرى أنه مما لاشك فيه أن مصر تسير بخطى سليمة في الاتجاه الصحيح من كافة النواحي الاقتصادية والأمنية والسياسية، لكن الأعداء لا يرغبون في ذلك.

وأضاف متولي، أن السبب الرئيس في الشائعات هو مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر”، لأن كل شخص يكتب ما يريد، ومن ثم هناك كتائب إلكترونية للجماعات الإرهابية لنقل الشائعات عبر الكتابة على ساحات التواصل الاجتماعي، والترويج لتلك الكتابات، مثلما تسري النار في الهشيم.

وتوقع متولي، بأن تزيد حرب الشائعات على مصر مستقبلاً، وأنها ستكون وسيلة أعداء أرض الكنانة في محاولتها لإسقاط الدولة المصرية، وأنها حرب موجهة يجب مكافحتها بالرد الفورى الرسمي عليها بالحقائق.

فيما قال اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن مصر تخوض حربًا حقيقية منذ الثالث من يوليو 2013، من جانب جماعات الإرهاب، التي يتم تدعيمها من أجهزة كارهة لمصر، وأكد أن تلك الحرب لم تتوقف عند العمليات الإرهابية فقط ضد منشأت الدولة ودور العبادة، لكنها امتدت إلى حرب الشائعات بهدف إثارة البلبلة بين المواطنين، مشددًا أن مصر قادرة على مواجهة كل هذه الحروب.

الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى