ديكتاتورية الأغا العثمانى تقود تركيا لمزيد من العقوبات الدولية
يقود الرئيس رجب طيب أردوغان، تركيا نحو حكم الفرد الواحد، على غرار أشد الأنظمة الديكتاتورية تسلطًا، الأمر الذى أثار أنصار الحرية والديمقراطية فى الأحزاب الغربية والاتحاد الأوروبى إلى تحركات عقابية قد يواجهها النظام التركى فى وقتٍ قريب.
وتجددت دعوات غربية إلى أهمية التصدى لهذا النموذج الذى يقوِّض الحريات على مستوى الإنسانية، مؤكدين أن محاولات تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبى لم تعد مقبولة من الأساس ولا محل لها من الإعراب.
ودعا فيليب لامبرتس، الزعيم المشترك لحزب الخضر الألمانى فى البرلمان الأوروبى، إلى تحرك أوروبى جاد للضغط على النظام التركى، مطالبًا بفرض عقوبات اقتصادية على نظام أردوغان، فى ظل توجهاته وتحركاته الاستبدادية التى لم تعد مقبولة من دولة تسعى للحاق بعضوية التكتل الغربى.
عقوبات تنتظر نظام أردوغان
وأشار لامبرتس إلى أشكال عقابية على النظام التركى، من بينها عرقلة تحديث الاتحاد الجمركى وألا يكون أمراً سلسًا، معتبرًا أن “تلك هى الورقة الوحيدة فى أيدينا التى يمكننا أن نضغط بها على تركيا فى الوقت الحالى.. يجب أن نضغط فى الجوانب الأخرى أيضاً، فربما يكون علينا أن نوقف المفاوضات، لكنها توقفت على أى حال”.
حكم الرجل الأوحد ينكل بالأتراك
وبحسب ما نقله موقع “أحوال تركية”، فقد شدد على أن الرئيس التركى أردوغان يقود تركيا نحو حكم الفرد الأوحد، على غرار الأنظمة الديكتاتورية، وبعيداً عن الاتحاد الأوروبى، لافتًا إلى أنه بسبب نهج أردوغان التسلطى استبعد المسئول الأوروبى أى تحسن فى العلاقات التركية الأوروبية مستقبلاً، مرجعًا ذلك إلى المضى قُدماً صوب نظام حكم مستبد، لم يتوقف فى تركيا.
ولقب لامبرتس الرئيس التركى بالديكتاتور، قائلاً: “لا أعرف إذا كان بإمكانك أن تصف أردوغان بأنه ديكتاتور بالفعل، لكننى منحته هذا اللقب منذ فترة طويلة، إذ أن تطبيق كل شىء فى البلاد يكون تابعًا لهواه، فإذا أراد أن يطيح بأشخاص من وظائفهم، يفعل ذلك، وإذا أراد أن يعيّن آخرين بعينهم فى مناصب، يفعل ذلك أيضا دونما اعتبار لقانون”.
الديكتاتور لا يشبه ديمقراطية أوروبا
ووصف لامبرتس ممارسات الرئيس التركى فى اتخاذ القرار بشكل منفرد بأنها نمط مشابه جداً للنموذجين الروسى والصيني، وهو مالا يتوافق مع النموذج الديمقراطى الأوروبى بكل تأكيد، فلا يوجد وجه شبه بينه وبين النموذج الأوروبى”.
سلطة مطلقة.. مفسدة مطلقة
ولخص المسؤول الأوروبى سنوات أردوغان فى السلطة، مشيرًا إلى حال الرئيس التركى عندما جاء إلى السلطة أوائل الألفية، حينما كانت صورته جيدة فى أوروبا، وكان ينتهج سياسات تقدمية لدولة تستند إلى سيادة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان، وقد أعاد الجيش إلى ثكناته وبدأ محادثات سلام مع حزب العمال الكردستانى، أثناء سعيه لتقريب تركيا من الاتحاد الأوروبى للفوز بعضويته، إلا أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة!
ميول استبدادية توجه الأغا
اعتبر لامبرتس أن ميول الأغا التركى أردوغان نحو الاستبداد والديكتاتورية كانت السبب الرئيسى وراء ما آلت إليه الأوضاع فى تركيا من استبداد وتنكيل بالمعارضة وتوجه صريح نحو حكم الفرد الأوحد، قائلاً: “عندما تبقى فى موقعك لفترة طويلة جداً وتكون لديك ميول طبيعية، يكون الطريق نحو الاستبداد أسرع، وحتى فى داخل حزبه لا توجد ضوابط وتوازنات”.
وشدد على أن “الجميع فى بروكسل يتفقون على أن الرئيس التركى ديكتاتور وأنه مستبد للغاية”، مضيفًا: “نلاحظ أنه لا رغبة لديه فى الخوض فى نقاش علنى”.
لامبرتس: أردوغان «رجل بلا مبادئ» ويمول «داعش»
كما تطرق المسؤول الأوربى إلى تعاملات صريحة للرئيس التركى مع التنظيمات المتطرفة، ووصفه بـ “رجل بلا مبادئ”، وقال: “يكون عنده مبدأ فقط عندما يتعلق الأمر بسلطته.. إن تعاونه مع تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، واضح”.
وتساءل لامبرتس صراحة: “كيف كان لتنظيم الدولة الإسلامية أن يبيع النفط من غير دعم تركيا؟”، وأجاب على نفسه: “لو كانت تركيا تريد أن تحارب تنظيم داعش لكانت أظهرت ذلك، وقد كانت فى أيديهم جميع الوسائل التى تمكنهم من فعل ذلك”.