الأخبار

تحقيقات النيابة في مقتل أبيفانيوس: خلافات عقائدية ومالية حول التبرعات وراء الجريمة

 

 

 

استمعت نيابة استئناف الإسكندرية، برئاسة المستشار ناصر الدهشان، المحام العام الأول إلى اعترافات الراهب المشلوح أشعياء المقاري، المتهم بقتل الأنبا أبيفانيوس، رئيس وأسقف دير أبو مقار بوادي النطرون باستخدام قضيب حديدي والتعدي عليه بالضرب علي الرأس بعد تمثيل الواقعة أمام فريق من النيابة العامة.

وقام فريق من النيابة العامة باصطحاب المتهم إلى مكان الواقعة وتم تمثيل جريمته، فجر السبت، بعد أن كشفت تحريات المباحث وتحقيقات النيابة قيام المتهم أشعياء المقارئ بالاتفاق مع المتهم الثانى فلتاؤوس بقتل رئيس الدير بعد أن تفاقمت بينهما حدة الخلافات العقائدية والمالية والخلافات حول توزيع التبرعات التى يتلقاها الدير وعدم الطاعة.

وتوصلت تحقيقات النيابة إلى أن المتهم دشّن جروب على «الواتس آب» جمع 33 راهبًا من داخل الدير هاجموا من خلاله سياسة رئيس الدير المجنى عليه فى عقائده وتوزيع التبرعات والهبات بالمخالفة لما قرره قانون الرهبنة أيضًا، وأن هذا هو السر وراء قيام البابا تواضروس الثاني عقب الحادث مباشرة بإصدار عدة قرارات موجهة للرهبان كان أهمها غلق صفحات أو حسابات على وسائل التواصل الاجتماعى والتخلى الطوعى عن هذه السلوكيات والتصرفات التى لا تليق بالحياة الرهبانية.

وكشفت التحقيقات أن المتهم اتفق مع فلتاؤوس على التخلص من رئيس الدير وقام أشعياء بتجهيز ماسورة حديد مجوفة طولها حوالي 90 سم وزنها 2 كيلو جرام، وتربصا به أمام القلاية الخاصة به ليلًا عقب خروجه للصلاة بالدير وتسلل من خلفه وباغته بالضرب على رأسه 3 ضربات متتالية أودت بحياته.

وأكد أشعياء، أمام النيابة أن فلتاؤس كان دوره مراقبة الطريق ومكان الواقعة؛ حتى لا يشاهدهما أحد من الرهبان أثناء تنفيذ جريمتهما، والتخلص من المجنى عليه الأنبا أبيفانوس رئيس الدير، انتقامًا منه لاعتياده التقدم ضده بشكاوى للجنة شئون الأديرة فى الكنيسة القبطية عن مخالفاته التى تم رفعها إلى البابا تواضروس وتم التحقيق معه، حيث سبق وصدر قرار بابعاد المتهم الأول عن الدير لمدة 3 سنوات، لكن مجموعة من رهبان ديره وقعوا على التماس طلبوا خلاله العفو عنه والإبقاء عليه بالدير وتعهّدوا بمساعدته على تغيير مسلكه الخاطئ، وقدموا الالتماس وقتها لرئيس الدير نيافة الأنبا إبيفانيوس الذى رفع الالتماس بدوره لقداسة البابا مشفوعًا بتوسل منه لقداسة البابا بقبول الإلتماس، حيث إن الدير يضم 143 راهبًا منهم 52 راهبًا يمثلون مجموعة واحدة تتبع مدرسة البابا شنودة دأبوا على مهاجمة سياسة المجنى عليه الأنبا بيفانيوس بعد اكتشاف المجنى عليه مخالفات ارتكبها إشعياء بعدم الإلتزام بقواعد الرهبنة منها التجرد والطاعة وقيامة بشراء أراضى والتجارة بالمخالفة لقانون الرهبنة.

وتابعت التحقيقات أن المتهم صدر ضده قرار لجنة شؤون الأديرة والرهبنة بتجريده، لارتكابه تجاوزات تخالف قوانين الرهبنة وفى نفس اليوم 5 أغسطس وبعد تجريده، تم اقتياده من قبل الأمن إلى مقر مديرية الأمن بدمنهور لتبدأ عمليات تحقيق موسعة ومواجهته بالأدلة، وأقوال الشهود، فلم يستطيع الصمود فى كذبه طويلًا حتى اعترف بشكل صريح بجريمته، وأرشد على أداة الجريمة.

بالفعل تم العثور على الأداة بناء على اعترافه، وهي قضيب حديد مستطيل في مخزن الخردة بالدير، وحاول الراهب فلتاؤوس، وهو من بين من تم التحقيق معه الانتحار بقطع شرايين يده وإلقاء نفسه من الطابق الرابع بالدير وتم نقله لمستشفى الأنجلو امريكان، حيث أصيب بكسور في الحوض والساق وبعض الفقرات.

كانت النيابة العامة انتدبت فريق مكون من 60 محققا من جهات مختلفة من مباحث البحيرة بإشراف اللواء جمال الرشيدى وضباط الأمن العام والأمن الوطني والأمن القومي والنيابة العامة، وتم رفع الأدلة الجنائية وتحريز كاميرات المراقبة وتمشيط الدير ومحيطه للبحث عن أي أثر يصل للقاتل، وتفتيش بعض قلالي الرهبان، وتم غلق الدير ومنع دخول أو خروج أي شخص، والتحفظ علي الاداة المستخدمة في الجريمة.

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى