الأخبار

ثلاثة أسباب وراء دخول الشرطة الجامعة

281

 

 

«نحن فى مهمة مؤقتة لتأمين الطلاب والامتحانات».. هذا ما أكده اللواء مجدى عبد العال نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة فى أثناء وجوده أمس فى ساحة جامعة القاهرة مع عدد كبير من القيادات الأمنية لتفقُّد انتشار قوات مكافحة الشغب ورجال المباحث فى جميع طرقات وساحات جامعة القاهرة، بعد الأحداث الدامية التى شهدها الحرم الجامعى مساء الخميس.

نائب مدير مباحث الجيزة قال إنه لن يتم التعامل مع الطلاب داخل الجامعة بإطلاق الغاز المسيل للدموع تحت أى ظرف، لافتًا فى الوقت ذاته إلى أن تشكيلات أفراد مكافحة الشغب والمباحث كفيلة بالسيطرة على أى محاولة لإفساد الامتحانات وضبط محاولات التخريب دون التعامل بشكل عشوائى داخل الجامعة.

اللواء كمال الدالى مدير أمن الجيزة كان حريصًا على الوجود داخل جامعة القاهرة منذ صباح أمس الباكر والاجتماع مع الدكتور عز الدين أبو ستيت نائب رئيس الجامعة وقيادات أمن الجامعة الإدارى للتنسيق حول تحركات قوات الأمن الكثيفة داخل الجامعة، وهى القوات التى قدرها نائب مدير مباحث الجيزة بـ6 مدرعات مكافحة شغب، 4 منها داخل الجامعة أمام كليات الآداب والحقوق وقاعات الامتحانات ودار العلوم، واثنتان أمام أبواب الجامعة بخلاف اثنتين أخريين أمام محيط المدينة الجامعية، مشيرًا إلى أنه تم الدفع بتشكيلات من قوات مكافحة الشغب بمصاحبة كل مدرعة مع عدد من ضباط البحث الجنائى.

مشهد انتشار القوات غير المسبوق داخل ساحات جامعة القاهرة كان مثار جدل كبير بين الطلاب وأعضاء التدريس، فبينما رحّب عدد من الطلاب بذلك بترديد الهتافات المؤيدة للشرطة والتقاط الصور مع القوات، استفزّ آخرون القوات برفع إشارة رابعة والطَّرْق على أعمدة الإنارة.. لكن القلق بدا واضحًا بين أعضاء هيئات تدريس الكليات من استمرار الوجود الأمنى بشكل دائم داخل الجامعة وعودة الممارسات القمعية القديمة، وهو ما دفع أساتذة مجموعة «استقلال الجامعات 9 مارس» إلى الدعوة إلى مؤتمر طارئ لمناقشة تلك التطورات.

تمركُز قوات الأمن داخل أعرق الجامعات المصرية مشهد اعتبره كثيرون مقدمة لعودة الشرطة إلى الجامعات، مستندين إلى تصريحات الدكتور جابر نصار الأخيرة التى أشار فيها إلى أن عودة الشرطة إلى الجامعات قرار سيادى لا يخصّ الإدارات الجامعية. لكن الدكتور حسام عيسى وزير التعليم العالى صرَّح مِرارًا بأنه لا عودة للحرس الجامعى تحت أى ظرف، وأن وجود الشرطة أمر مؤقَّت، وهو نفس ما أكده وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم عندما سُئل عن ذلك.

مخاوف النَّيل من استقلال أعرق جامعة مصرية نفاها العقيد ياسر مناع نائب مدير جهاز الأمن الإدارى التابع لجامعة القاهرة الذى قال فى تصريحات له أمس «وضع جامعة القاهرة مختلف تمامًا عن جامعة الأزهر، ورغم تمركز قوات الشرطة داخل الجامعة فإن قوات الأمن الإدارى هى التى تتعامل مع الطلاب داخل الجامعة، وهى المسؤلة عن تفتيش المترددين على الجامعة وتأمين قاعات الامتحانات.

تساؤلات المترددين على جامعة القاهرة تركزت أمس حول أسباب تراجع كل من الداخلية وإدارة الجامعة عن موقفها. الإجابة المعلنة جاءت على لسان رئيس الجامعة الذى رجع ذلك إلى قرار المجلس الأعلى للجامعات ومجلس الوزراء الذى كلف الشرطة بتأمين الامتحانات ودخول الجامعات دون إذن فى حالات الطوارئ والشغب. لكن أسبابًا أخرى كشفت عنها الأحداث المتلاحقة داخل الجامعة، فى مقدمتها استغاثة الدكتور محمود كبيش عميد كلية الحقوق بوزير الداخلية بعد تحطيم مكتبه وتصاعد أعمال الشغب، بالإضافة إلى محاولة طالب تفجير عبوة ناسفة بدائية الصنع من المسامير والزجاج أمام مقر إدارة أمن الجامعة الإدارى قبل ساعة من دخول الشرطة. أما السبب الأبرز الذى بدا واضحًا فى تحركات الأجهزة الأمنية أمس فيتعلق بمحاولة القبض على عدد من المسؤولين عن عمليات التخريب التى تمَّت مؤخرًا داخل وخارج الجامعة من بعض قيادات طلاب الإخوان الذين استغلوا الساحات الجامعية فى عقد اجتماعاتهم وإعداد خطط إحراق سيارات الشرطة والهروب وسط زحام الطلاب من المطاردات والملاحقات الأمنية لهم إذ تم استغلال وجود بعضهم لأداء الامتحانات، وتم رصدهم وتعقُّبهم وإلقاء القبض عليهم بعد تعذُّر ذلك خلال الأسابيع الماضية بسبب مبيت هؤلاء الطلاب خارج منازلهم.

مصادر جامعية أكدت لـ«التحرير» إن من بين مَن رُصدوا وأُلقِىَ القبض عليهم خلال الساعات الماضية طلابا رصدتهم كاميرات المراقبة فى أثناء ارتكابهم أعمال إحراق غرف أمن الجامعة وكلية دار العلوم، وإلقائهم زجاجات المولتوف على قوات الشرطة خارج الجامعة، مشيرا إلى أن بعض هؤلاء ضُمِّنَت أسماؤهم فى مذكرة الاتهامات التى أرسلتها الجامعة إلى النيابة العامة خلال تلك الأحداث، ولم يتيسر ضبط هؤلاء الطلاب فى ذلك الحين بسبب عدم وجودهم فى منازلهم وظهورهم فقط داخل الجامعة فى أثناء عمليات التخريب.

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى