فن وثقافة

«النجوم والدعاية ودور العرض».. 3 عقبات فى طريق عودة المسرح الخاص

 

 

هل يعود المسرح الخاص للحياة من جديد؟.. سؤال اصبح مطروحا على الساحة الفنية المصرية مع انطلاق عروض مسرحية تجارية يشارك فيها عدد من النجوم، واعلان نجوم اخرين عن الاستعداد لتقديم اعمال جديدة على خشبة المسرح، منهم النجم محمد هنيدى، الذى اعلن اخيرا عن العودة للمسرح بعمل جديد يحمل اسم «صراع فى الفيلا»، والذى يتعاون فيه مع المخرج مجدى الهوارى والكاتب أحمد عبدالله، وعدد من النجوم منهم بيومى فؤاد والمطربة الشعبية بوسى، ونجوم الكوميديا الجدد أحمد فتحى ومحمد ثروت.
وكشف الفنان الكبير محمد صبحى عن استعداده لتقديم مسرحيته «خيبتنا» وذلك ضمن مشروعه «المسرح للجميع».
وفى تصريحات صحفية له أكد صبحى انطلاق عروض «خيبتنا» فى سبتمبر المقبل، حيث يجرى حاليا البروفات النهائية بمشاركة ابطال العمل، ومنهم الفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز والفنانة سماح السعيد والفنانة ندى ماهر بجانب فريق عمله وفرقته الثابتة التى قدم بها مسرحيته الاخيرة «غزل البنات».
وتأتى تلك التصريحات فى الوقت الذى عاد فيه النجم محمد نجم بتقديم مسرحية «الأونطجى» فى مطروح، والتى يلعب بطولتها أمام الفنانين انتصار وريكو وشريف نجم.
وفى الإسكندرية يقدم نجم الكوميديا سامح حسين مسرحية «عربى منظرة» على مسرح عبدالمنعم جابر، والتى يشارك فى بطولتها سليمان عيد وإيمان السيد وطاهر أبوليلة ونادية شكرى وأحمد الحلوانى وطارق جلال وهانى الأسمر وإيمى طلعت زكريا وشهد يسرى.
العرض من تأليف طارق رمضان، وموسيقى وألحان محمد مصطفى وعصام الدين مصطفى وديكور وملابس وائل عبدالله وإخراج هشام عطوة.
كما يعرض فى القاهرة وعلى مسرح الريحانى النجم سمير غانم مسرحيته «سيبونى أغنى» ويشاركه البطولة طلعت زكريا، والمطرب الشعبى شعبان عبدالرحيم، وطارق الإبيارى، والعمل من تأليف أحمد الإبيارى وإخراج عبدالغنى زكى.
وفى الوقت نفسه يستعد الفنان أشرف عبدالباقى وفرقته من النجوم الشباب لافتتاح الموسم الرابع لعروض «مسرح مصر» على مسرح احد فنادق نيل القاهرة.
فندق جراند نايل تاور بجاردن سيتى، والذى يشهد حاليا التجهيزات الخاصة بالعروض التى سيتم تصويرها لعرضها على شاشة قناة أم بى سى مصر.
عروض الموسم الرابع من «مسرح مصر» تم تأليفها من خلال ورشة كتابة تضم عددا من المؤلفين الشباب، وسيكتفى السيناريست نادر صلاح الدين بالإشراف عليها، اضافة للقيام بالإخراج المسرحى للعروض.
«المسرح الخاص تآكل مع الزمن وانتهى تماما، ومحاولات البعض لتقديم عروض مسرحية خارج مسارح الدولة لا يمثل عودة للقطاع الخاص».. بتلك الكلمات بادرنا الناقد والمخرج المسرحى الدكتور عمرو دوارة، والذى يرى أن هناك ثلاثة امور تحول دون عودة القطاع الخاص، فى مقدمتها قلة عدد قاعات العرض المتاحة، فضلا عن ارتفاع القيمة الإيجارية لها، كذلك ارتفاع تكلفة الاعلانات التقليدية للعروض المسرحية، وايضا مغالاة النجوم فى اجورهم، والذى يعتبرون ارتفاع السعر نوعا من التقدير لقيمته الفنية، والتى تحولت مع الوقت لما يشبه مباراة بين نجوم الفن.
وعلق دوارة قائلا: «تلك الاشياء الثلاث اصبحت تمثل اعباء كبيرة على انتاج اعمال مسرحية، وتحتاج إلى إعادة النظر فيها لو اننا نريد إحياء المسرح الخاص».
واضاف أنه يجب على الدولة ان تدعم الفرق الجادة بشكل أو بآخر مقابل تقديمها اعمالا ذات مستوى فنى راقٍ، وذلك عبر تقديم القاعات المغلقة نظير إيجارات مناسبة، ومنح المنتجين العاملين بالمسرح الخاص بعض الامتيازات التى تساعدهم على المشاركة فى نشر الفن الجاد، وتقديم عروضها بتذاكر فى متناول الاسرة المصرية.
وأكد دوارة أن المسرح الخاص يشهد ردة إلى 100 سنة مضت، وانه عاد إلى مسرح الاسكتشات والارتجالات التى بدأ بها فى عام 1916، مشيرا إلى ان عروض 2017 و2018 فى المسرح الخاص تذكرنا بمسرحيات «كشكش بيه» و«عثمان عبدالباسط» التى قدمها نجيب الريحان وعلى الكسار فى مطلع القرن الماضى.
وقال إن المسرح الخاص شهد حالة خاصة فى سبعينيات القرن الماضى باعتماده على جمهور السياحية، وهو الجمهور الذى تعامل مع المسرح باعتباره مادة للترفيه، واتجه الآن بشكل مباشر إلى الملاهى، ثم جاء فى الثمانينيات والتسعينيات جمهور الحرفيين، والذين عادوا من دول الخليجى محملين برغبة فى التعرف على هذا العالم ومشاهدة نجوم الفن على خشبة المسرح، ثم جاء بعد ذلك الجمهور والذى يتشكل اغلبه من الشباب والذين اتجهوا لمشاهدة عروض كوميدية اقرب للاسكتشات يتم انتاجها لأيام قليلة وتسجيلها للعرض التليفزيونى حيث يمثل العرض التليفزيونى الهدف الاساسى لإنتاج هذه الاعمال.
«من الصعب ان نصف بعض العروض الخاصة بانها عودة للمسرح التجارى» هكذا يرى الناقد المسرحى شكرى جرجس واقع المسرح الخاص الذى قال عنه انه تراجع لأكثر من عشر سنوات إلى حد التوقف الكامل، مشيرا إلى انه فى فترة من الفترات لم يكن هناك مسرح خاص الا مسرح جلال الشرقاوى، والذى عرف بمسرح الثورة، ولكنه ايضا توقف ايضا بعد فترة.
وقال شكرى ان اقامة عدد من العروض لفترة ثم تتوقف لا يمكن ان نقول عنه انه قطاع للمسرح الخاص، موضحا ان استمرارية هى الاساس لخلق حالة مسرحية يمكن ان نطلق عليها قطاع المسرح التجارى أو الخاص.
وأضاف أن كثيرا من المحاولات التى شهدتها الساحة فى السنوات الاخيرة للمسرح التجارى اغلقت ابوابها بسبب شباك التذاكر، وذلك لان المسرح التجارى بطبيعة الحال يبحث الربح ــ وهو أمر مشروع ــ ولكن هذا يدفعه إلى رفع قيمة التذكرة لتغطية نفقاته، وهو ما يجعل جمهوره من الطبقة الغنية، ولكن هذا الجمهور لا يمكنه ان يجعل المسرحيات تستمر طويلا فى دور العرض، كذلك فإن الطبقة العريضة من الناس تتجه للعروض التليفزيونية، والتى اصبحت اسكتشات كوميدية، بينما يتجه الجمهور الحقيقى للمسرح لعرض الدولة.
وأشار جرجس شكرى إلى توقيت الإعلان عن اطلاق هذا العدد من العروض المسرحية التجارية، والذى يأتى مع موسم المصايف، ولكنه ايضا عدد محدود جدا من العروض، وقد لا يستمر بعد الموسم.
عن عودة المسرح الخاص يقول الناقد محمد الروبى، رئيس تحرير جريدة مسرحنا، إنه سواء اختلفنا أو اتفقنا على المستوى الفنى لعروض المسرح الخاص، إلا أن عودته للتواجد على الساحة مرة أخرى بعد غياب طويل يبشر بأن المنتجين قد انتبهوا أخيرا إلى أن المسرح يمكن أن يكون وسيلة للمكسب، وهو ما يؤكد من ناحية أخرى على أن المسرح أثبت فى الفترة الأخيرة أنه مازال قادرا على المنافسة وسط وسائط فنية أخرى مثل السينما ودراما التلفزيون، خاصة أن الأخيرة كانت قد استأثرت بالنجوم فى السنوات الأخيرة.
وأوضح الروبى، أن التنافس دوما يخلق حالة من الرغبة فى الإجادة، لذلك لست قلقا على الإطلاق من عودة المسرح الخاص، بل على العكس، فالسنوات الأخيرة أثبتت إقبالا شديدا على عروض المسرح الجاد سواء تلك التى قدمها البيت الفنى للمسرح، أو مسرح الهناجر، أو قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، كذلك أكد الإقبال الملحوظ على عروض المهرجان القومى للمسرح المنتهى منذ أيام على مدى احتياجه لمزيد من مسرح بكل تنويعاته.
واختتم كلامه قائلا: «مرحبا بالمسرح الخاص، ولنترك للمنافسة الحكم فى النهاية».

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى