الأخبار

م الآخر| هما عاوزين إيه منا؟

 

58

لمشهد السياسي وأسلحته المعروفة والخفية بين حق النقد واستغلال المنابر الإعلامية في هدم قيم المجتمع، و حشد الرأي العام، للمطالبة بالتغيير القصري، والإبتزاز الفكري، ولي الذراع الذهني للمتلقي من بروتوكلات حكماء صهيون، أختلس بعض العبارات التي طالما إنتابني الهلع عندما أقرأها، وأجدني أراها تتحقق أمامي، وكأننا ننفذ ما يريدون، ونحن مكبلون بـ”الهبل والعبط” والسذاجة.

هذا ما قالوه في بروتوكولاتهم، وأرجو الربط بينها وبين “عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية”.

 

– الحرية السياسية ليست حقيقة، بل فكرة، ويجب إتخاذها طعمًا لجذب العامة، إذا أراد المرء أن ينتزع سلطة منافس له، خاصّةً إذا كان موبوءًا بأفكار الحرية والتحررية، فيتخلى عن بعض سلطته بإرادته، وبهذا ما على الحكومة الجديدة إلا أن تحل محل القديمة التي أضعفتها التحررية، لأن قوة الجمهور العمياء لا تستطيع البقاء يومًا واحدًا بلا قائد.

-لقد حرّكنا الثورة الفرنسيّة، وجعلنا شعارها “الحرية والمساواة والإخاء” ليردّدها الناس كالببغاوات، وهي كلمات تفتقد للاتفاق فيما بينها، حتّى ليناقض بعضها بعضًا، فلا توجد مساواة في الطبيعة، التي خلقت أنماطًا غير متساوية في العقل والشخصية والأخلاق والطاقة، وبهذا تمكّنّا من سحق كيان الأرستقراطية الأممية التي كانت الحماية الوحيدة للبلاد ضد أطماعنا، وأقمنا بدلا منها أرستقراطية من عندنا على أساس الغنى والثروة، وعلى علم الاقتصاد السياسيّ الذي روجه علماؤنا.

– إن كلمة “الحرية” تزج بالمجتمع في نزاع مع كل القوى حتى قوة الطبيعة وقوة الله، وذلك هو السبب في أنه يجب علينا ـحين نستحوذ على السلطةـ أن نمحق كلمة الحرية من معجم الإنسانية، باعتبار أنها رمز القوة الوحشية الذي يمسخ الشعب حيوانات متعطشة إلى الدماء.

– يؤمن الجمهور في جهله إيمانا أعمى بالكلمات المطبوعة، وبالأوهام الخاطئة التي أوحينا بها إليه كما يجب، وهو يحمل البغضاء لكل الطبقات التي يظن أنها أعلى منه، لأنه لا يفهم أهميه كل فئة، إن هذه البغضاء ستصير أشد مضاء حيث تكون الأزمات الاقتصادية عالمية بكل الوسائل الممكنة التي في قبضتنا، وبهذا سنقذف إلى الشوارع بجموع جرارة من عمال أوروبا، لتسفك دماء أولئك الذين تحسدهم منذ الطفولة، وستكون قادرة يومئذ على نهب ما لهم من أملاك، إنها لن تستطيع أن تضرنا، لأن لحظة الهجوم ستكون معروفة لدينا، وسنتخذ الاحتياطات لحماية مصالحنا، وسيكون خطباؤها ثرثارين بلا حد، حتى إنهم سينهكون الشعب بخطبهم، وسيجد الشعب خطابة من كل نوع أكثر مما يكفيه ويقنعه.

– بمساعدة صحافتنا، سنزيد ثقة الأمميّن زيادة مطردة بالقوانين النظرية التي أوحينا إليهم بها، إن الصحافة هي القوة العظيمة التي بها نوجّه الناس، ومن خلال الصحافة أحرزنا نفوذًا، وبقينا نحن وراء الستار (لاحظ أنّ التلفزيون لم يكن قد اخترع في هذه اللحظة، ولو كان قد اخترع، لاكتفى به اليهود عن باقي الوسائل في تحقيق خططهم!، إنّ هذا يرجع أنّ تأثير التلفزيون يشمل كلّ طوائف المجتمع، الرجل والمرأة والطفل، المثقّف والمتعلّم والأمّيّ والجاهل!).

 

– لضمان الرأي العام يجب أولاً أن نحيره بتغييرات من جميع النواحي لكل أساليب الآراء المتناقضة، حتى يضيع الأمميون في متاهتهم، وعندئذ سيفهمون أن خير ما يسلكون من طرق هو أن لا يكون لهم رأي في السياسية!

 

أعتقد أن من بين تلك الكلمات التي كتبوها هم بأيديهم، ونفذوا كثير منها يجب علينا أن نفكر مليا قبل أن نتحدث عن أي من تلك الأفكار.

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى