فن وثقافة

مخرج “يوم الدين”: الجذام مرض اجتماعي.. ورسالة الفيلم إيجابية ومبهجة

قال مخرج ومؤلف الفيلم أبو بكر شوقي في حديثه، إنه صنع فيلما تسجيليًا قصيرا منذ 10 سنوات عن مستعمرة الجذام، ثم عاودته الفكرة من جديد بعدها بـ 5 سنوات كي يصنع فيلما روائيا طويلا عن مرض الجذام نفسه، مشددا على أنه كمخرج لا يفكر في صناعة فيلم مهرجانات، فهو فقط يفكر في صناعة فيلم يحب أن يشاهده في السينما كمتفرج.

وروى شوقي كيف اختار بطلي العمل راضي جمال وأحمد عبدالحافظ، منوها أنه اختار راضي كان سهلا؛ لأنه سأل في المستعمرة عن شخص خفيف الظل يمكن أن يؤدي بشكل جيد أمام الكاميرا، فرشحوا له راضي جمال، أما دور “أوباما” فلم يكن الاختيار سهلا، وتطلب وقتا طويلا.

وتابع شوقي: كنت أريد طفلا من أسوان، ذهبت إلى الجنوب وإلى النوبة ونظمت كاستنج لكني لم أجد الشخص المناسب، قبل أن يخبرني أحدهم بأن طفلا يدعى أحمد عبدالحفيظ، من أصول نوبية ويعيش في القاهرة يمكن أن يناسب الدور، وبالفعل ذهبت إليه ووجدته الأنسب والأفضل لدور أوباما.

وعن بداية التفكير في فيلم طويل عن الجذام، أكد شوقي أنه كان يدرس في إحدى جامعة نيويورك، وحين بدأ التفكير في مشروع تخرجه استقر على فكرة الجذام التي كان قد اختبرها من قبل في فيلم تسجيلي هو أيضا مشروع تخرجه في معهد السينما بالقاهرة.

وأشار إلى أن قصة بشاي في الفيلم حقيقية بالكامل، وأنه ربما هناك تشابهات بين حياة البطل الحقيقية ورحلته في الفيلم، إلا أن الخيال يبقى هو البطل، وكشف عن أنه حين قابل راضي جمال (بشاي)، وحكى له النصف الأول من القصة، أكمل راضي القصة للنهاية وكأنه يعرفها، وتابع: في فرق طبعا بين الفيلم والحقيقة، زي إن في الحقيقة راضي علاقته كويسة بأهله وبيزورهم دايما في المنيا.

وأضاف شوقي: أن الجمهور لديه صورة أن “يوم الدين” فيلم مهرجانات ولا يمكن مشاهدته في السينما بقولهم هو فيلم مبهج مفيهوش كآبة، رسالته إيجابية للغاية”.
ولفت شوقي إلى صعوبات التمويل التي واجهها طوال رحلة صناعة الفيلم،وقال: كان في صعوبة لأنه أول فيلم طويل ليا ولـ دينا زوجتي كمنتجة وذهبت لرجال أعمال ليس لديهم علاقة بالسينما، وناس كتيرة قالت لأ وناس تانية وافقت، وإحنا محظوظين بدخول المنتج محمد حفظي في مرحلة البوست برودكشن (ما بعد الإنتاج)”.

وأردف: سافرت إلى مصر كلها مع مسار النيل عشان أبحث في جذور الفيلم، من أبو زعبل لحدود السودان وكنت عايز أشوف مصر على حقيقتها، تيمة الفيلم هي البحث عن الموطن والأهل، وهي نفس رحلة بشاي وأوباما”.

أما عن بداياته، فقال أبو بكر شوقي إنه درس الإخراج في معهد السينما، كما درس الاقتصاد في الجامعة الأمريكية بالقاهرة؛ لأنه كان يريد دراسة وتعلم أشياء مختلفة”.

ومن جانبه قال بطل الفيلم، راضي جمال إنه تعرف على أبو بكر شوقي من خلال شخص يدعى ميلاد، وهو موظف سابق بمستعمرة الجذام، لافتا إلى أن الجذام أخف وطأة من أمراض كثيرة لا علاج لها، وهنا علق المخرج أبو بكر شوقي: الجذام مرض اجتماعي أكثر من كونه مرضا عضويا.

وتابع راضي أن الفيلم أراد أن يخبر الناس أن الجذام ليس مرضا خطيرا، موضحا أن الخائفين من مواجهة المجتمع من متعافي الجذام هو الجيل القديم من المرضى، أما الأجيال الجديدة فلا تخجل من نفسها.

وقال الطفل أحمد عبدالحفيظ، إنه يهوى التمثيل وأن أهله وافقوا على عمله بالفن، منوها أنه يحب مسلسلات الأكشن وأنه تعلم في يوم الدين كيف يقف أمام الكاميرا ولا ينظر إليها.

الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى