الأخبار

كابوس كارتيرون.. كيف سقط الأهلي في “فخ رادس”؟

 

 

وجه جمهور الأهلى غضبه إلى مجلس إدارة النادى، وعلى رأسهم محمود الخطيب، بعد خسارة اللقب الإفريقى، أمام الترجى التونسى.

وفى حقيقة الأمر، خسر الأهلى المباراة بسبب أخطاء فنية بحتة، ولا يمكن لوم الإدارة عليها مطلقًا، فربما تتعاقد مع من تريد من اللاعبين، وتسد كل الثغرات، لكن مع كل هذه الأخطاء الخططية التى ارتكبها المدير الفنى الفرنسى باتريس كارتيرون، فإن النتيجة الحتمية هى حرمان الأحمر من تحقيق حلم «التاسعة»، وإهدار فرصة سهلة للفوز بدرة البطولات الإفريقية.

المدير الفنى رفض التخلى عن فلسفة الدفاع المتأخر رغم فشلها سابقًا
إذا كان مجلس إدارة الأهلى مخطئًا ومتورطًا فى عدم دعم الفريق بالصفقات المطلوبة، فإن الفريق، وحتى فى ظل التراجع الفنى، كان البطل المرشح لنيل اللقب قبل ساعات قليلة من مباراة العودة فى تونس، ولم يشك أهلاوى واحد فى ذلك، وبقليل من الذكاء كان بمقدور كارتيرون منح الأهلى اللقب الأسهل فى تاريخه.
ما أود تأكيده قبل كل شىء أن الأهلى خسر نهائى إفريقيا حين كانت هناك أساطير تلعب مثل بركات ومتعب وشوقى وغيرهم من النجوم، وتوج بها فى مرات أخرى مع عناصر أقل، وهذا يعود للكيفية التى تعامل بها المديرون الفنيون مع المعطيات المحيطة بالمباريات.
فإذا أردنا محاسبة إدارة الأهلى، فلا يمكن أن نحملها نتيجة مباراة الترجى فحسب، فهى بريئة من خطايا كارتيرون الكارثية، فليكن الحساب على مرحلة كاملة، ربما يكون الأسوأ فيها قادم، إذا لم يتم تصويب المسار الحالى، وهذا ما سنوضحه فى عدد الغد.
قبل المباراة نصحنا باتريس كارتيرون بأن يتخلى عن فلسفة الضغط تحت المتوسط، أى مواجهة الخصوم بعد أن يجتاز خط الوسط، وهى السياسة التى اتبعها أمام وفاق سطيف فى مباراة العودة بالجزائر، وكلفت الأهلى خسارة النتيجة والأداء، ولولا مكسب الذهاب ما كان الأهلى ليصل للنهائى من الأساس.
لم يدرِ كارتيرون أن الترجى إذا امتلك الاستحواذ بفضل عودة الأهلى المبالغ فيها إلى الخلف، سيكون العبء ثقيلًا جدًا على خطوط الدفاع، وسيكون الأمر بمثابة انتحار كما وصفنا ذلك قبل المباراة، لأن الثلاثى الهجومى فى الترجى سعد بقير، ويوسف البلايلى، وأنيس البدرى، وأمامهم المهاجم طه الخنيسى، أخطر بكثير من خط هجوم الفريق الجزائرى الذى نجح فى هز شباك المارد الأحمر.
نعم، رفض كارتيرون تكليف لاعبيه بالخروج لمقابلة الخصم من الأمام، وقبل الوصول إلى خط المنتصف، وجدنا ظهيرى الترجى: سامح الدربالى يمينًا، وأيمن بن محمد يسارًا، يستقبلان الكرة داخل وسط الأهلى عشرات المرات دون رقابة، بفضل تكليفات كارتيرون لإسلام محارب، وميدو جابر، بالدخول للعمق والعودة للخلف مع الجناحين، وهو الأمر الذى منح «الدربالى» و«بن محمد» المساحة الكافية لاستلام وتمرير الكرة، وإرسال الكرات البينية والطولية، حيث يوجد عدد كبير من المهاجمين فى صندوق الأهلى فى انتظار هذه العرضيات الخطرة.
لو تجرأ كارتيرون ولو مرة وحيدة، وكلف إسلام محارب، وميدو جابر، بالخروج لصد ظهيرى الترجى المبالغين فى التقدم، وحرمانهما من دخول وسط الأهلى بالكرة، ما وصل الترجى بالأساس لمرمى الأهلى، وما رأينا الأهداف والفرص الخطرة التى حاصرت المارد الأحمر طوال التسعين دقيقة.
قتل كارتيرون الأهلى فى الجزائر، وظهر فريق القرن فى قمة التواضع فى الجزائر فاقدًا الخطورة والاستحواذ والنتيجة، وكررها ثانية فى تونس، على استاد «رادس» فى ليظهر الأهلى فى أسوأ حالاته.
الأمر الأغرب فى استراتيجية كارتيرون، أنه لم يضع تصورًا من الأساس لحالة امتلاك الأهلى للكرة.

الفريق اكتفى بتضييق المساحات على الخصم.. ومحسن «الوديع» فشل فى تعويض غياب أزارو «المشاكس»
اختصر كارتيرون كل شىء فى كيفية حصار الخصم، وتضييق المساحات واستخلاص الكرة، وحرمانه من الوصول لمرمى الشناوى، لكن ماذا بعد استخلاص الكرة؟ لا شىء.
كان غريبًا للغاية أن يرفض لاعبو الأهلى التمرير وتناقل الكرة عند امتلاكها، لم ينجح الأهلى فى تمرير ٣ أو ٤ تمريرات متتالية، قبل أن يسجل الترجى أهدافه، كل ذلك لأن كارتيرون اتضحت خطته التى بناها على تكوين ستارة دفاعية مهمتها حرمان الخصم من صناعة الفرص و«تطفيش» الكرة عند امتلاكها.
كان هذا الاستسلام الخططى الذى يتحمل كارتيرون مسئوليته كاملة سببًا رئيسيًا فى إراحة الخصم التونسى، وإبقاء الكرة بحوزته طوال الوقت، وإنهاك لاعبى الأهلى الذين اقتصر دورهم على مطاردة الكرة، ومطاردة الخصم، الأمر الذى أنهك قواهم البدنية وأهدر قدراتهم فى أمر لا طائل منه.
كما كشف غياب وليد أزارو، عجز المدرب بصورة أوضح، وأكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هجوم الأهلى خلال الفترة الأخيرة يمكن اختصاره فى القدرات الفردية والاستثنائية للاعب المغربى «المشاكس» الذى يرهق الخصوم بمجهوده البدنى، وتحركاته التى لا تتوقف داخل الصندوق، وهى الطريقة التى يصنع بها الأهلى المساحات ويصنع منها الفرص.
كان مروان محسن كعادته، مهاجمًا وديعًا، كل ما يفعله فى حال وصلته الكرة، أن يضع جسده فى مواجهة خصمه، فى انتظار أن يلقيه أرضًا ليتحصل على مخالفة، لا يبحث مروان عن أى شىء فى كرة القدم سوى الحصول على خطأ من الخصم، وإذا لم يحدث وأن ارتكب الخصم مخالفة بحقه فإنه يتطوع ويلقى بنفسه أرضًا.
لم يحاول مروان محسن طيلة التسعين دقيقة اختراق دفاعات الترجى سوى مرة وحيدة، كان بعيدًا جدًا عن الأطراف، ولم يقدم أى عون لزملائه، وظهر عاجزًا كما لم يظهر أى مهاجم للأهلى منذ سنوات طويلة، ولا أعرف إلى الآن كغيرى من ملايين المصريين، لماذا يجامل هانى رمزى مروان محسن، ويختاره فى قائمة المنتخب الوطنى؟.

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى