الأخبار

«محمد» اعتاد التبرُّع بالدم كل 6 أشهر.. وعندما أصيب والده اكتشف أن «البنوك» تستغل المتبرعين

68683_660_2002663_opt

 

 

محمد محجوب.. شاب ريفى، فى منتصف العقد الثالث، يبدو من مظهره أنه قوى، رغم اعتياده على التبرع بالدم كل 6 أشهر، لإنقاذ الحالات الحرجة والفقيرة، لأشخاص لا يعرفهم.

منذ أيام، ذهب محمد إلى بنك الدم بالمستشفى الجامعى بالزقازيق ليتبرَّع بدمه من جديد، وأجاب كل أسئلة الأطباء، وخلال دقائق استلقى على ظهره فوق كرسى، بدأ دمُّه يجرى فى خرطوم ضيق لينساب أخيراً فى قربة الدم. تطلب منه الممرضة أن يُحرك أصابعه حتى يسهل نزول الدم من جسده بسرعة، ليأتى أحد الأهالى إلى البنك وقلبه يخفق خوفاً على أخيه الذى سقط فى حادث طريق مروِّع، وكان بين الحياة والموت. استعطف الموظف فى البداية لكن لم يسفر استعطافه عن شىء، حتى وقعت مشادة كلامية بينهما وطرد الموظفُ الرجل المغلوب على أمره. طلب منه محجوب أن يكون رحيماً بالناس، فهو لا يعرف معاناتهم، فما كان منه إلا أن نهره هو الآخر، وقال له «لو مش عاجبك قوم انت كمان»، فأقسم محمد على عدم التبرع فى ذلك المكان مرة أخرى، لأنه كان يتبرع بدمه لوجه الله ولمثل هذه الحالات.

مرض والد محمد المفاجئ، أجبره على الذهاب إلى بنك الدم ليطلب 6 أكياس دم لإصابته بنزيف فى المخ. فهرول إلى هناك وظل جالساً مع أقرانه لمدة 3 ساعات، وفى النهاية حصل على كيس دم واحد رغم أن فصيلة أبيه «o+»، وهى فصيلة متوافرة بشكل كبير. يقول محمد: «تبرع 2 من العائلة ودفعنا 200 جنيه رسوم الحصول على كيس دم واحد، بالتأكيد كيس واحد لا يكفى مريضاً يحتاج 6 أكياس بشكل عاجل، ذهبتُ إلى مستشفى (صيدناوى) التابع للجامعة، وأخبرونى هناك بأنه لا يوجد، وقفت حائراً لا أقوى على التفكير حتى نصحنى البعض بأن أذهب إلى المركز الإقليمى لنقل الدم بمستشفى الأحرار، وبالفعل ذهبت إلى هناك، وحصلت على 3 أكياس فقط، بعدها أصبحتُ أشعر بأن بنوك الدم هنا تستغل المواطنين والمتبرعين، خصوصاً عند حالات الحوادث، لأننا فى القرية تعودنا على الخروج بشكل سريع لإنقاذ المرضى والتبرع بالدم، ولا تستعجب إن وجدت سيارات محمّلة عن آخرها بالشباب، بالطبع بنوك الدم تفضِّل ذلك وتحصل على أكبر كمية من دم هؤلاء، وفى المقابل رفعت سعر الكيس من 65 جنيهاً إلى 113 جنيهاً. والدى المسن يحتاج الآن إلى 2 كيس دم، لا أدرى من أين سأوفرهما له وهو يصارع الموت بالمستشفى».

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى