اخبار عالمية

السفير السعودي ببرلين: نحقق في قضية خاشقجي بعناية شديدة.. وعلينا انتظار النتائج

 

 

سلطت صحيفة سبق، الضوء علي تصريحات هامة للسفير السعودي لدي برلين، الأمير خالد بن بندر بن سلطان، في حواره  لصحيفة “welt” الألمانية، والذي أكد خلاله أنه ابتعد عن ألمانيا لمدة عام بسبب حادثٍ مؤسف، وعاد بناءً على تعليمات الملك، وولي عهده، مشيراً إلى أنه تلقى اتصالاً من وزير الخارجية عادل الجبير؛ الذي قال له “الملك وولي العهد يريدانك أن تعود إلى برلين على الفور .. الجميع في ألمانيا يجب أن يعلم أننا نريد بناء علاقة أوثق بين بلدينا”.

وذكر الامير خالد بن بندر؛ أن ما يطلبه السعوديون من كل دولة هو الاتصال بهم وبحث ومناقشة أيّ موضوع قبل التحدث علانية، قائلاً: “شعرنا أن لا أحد يريد أن يسمع وجهة نظرنا، نحن السعوديين نريد بناء علاقات مفتوحة وصادقة مع شركائنا، فمنذ عودتي أجرينا محادثات جيدة للغاية مع ممثلين مختلفين للحكومة الألمانية، من الواضح أنه يجب علينا أن نكون شركاء، فالمملكة تتغيّر حالياً بسرعة كبيرة، ويمكن لألمانيا أن تستفيد من هذا بشكل هائل، ويجب على الألمان والسعوديين أن يستثمروا معاً، وأن يعثروا على شركات مشتركة في كلا البلدين، فيمكن لألمانيا أن تساعدنا على أن نصبح اقتصاداً أقوى وأكثر حداثة، والسعوديون والألمان يتواصلون بشكل مختلف، علينا أن نتغلب على هذه الحواجز، وأنا أعتمد على عديدٍ من الشباب السعوديين الذين يدرسون في ألمانيا ويمكنهم الجمع بين كلا العالمين”.

 

وعن نشأته في أسرة ملكية، قال: “أنا محظوظ جدا؛ لأن أكون جزءا من عائلة حققت الكثير من الإنجازات خلال الـ 300 عام الماضية، وأذكر أن جَدي قال لي مرة “أنت أمير والأمير مهمته خدمة الناس”، مضيفاً أن والده الأمير بندر بن سلطان الذي يشتهر كأحد أشهر الدبلوماسيين خبرةً في العالم، نصحه قائلاً: “لديك أذنان وفم واحد؛ يجب أن تستمع أكثر مما تتحدث”.

 

وحول حادثة وفاة جمال خاشقجي؛ قال: “حكومتنا تحقّق في القضية بعناية شديدة، علينا أن ننتظر نتائج التحقيق، في النهاية، سنعرف مَن فعل ذلك ومتى؟ وقد ألقت سلطاتنا بالفعل القبض على 18 مشتبهاً فيهم في المملكة العربية السعودية، وتمّ إعفاء موظفين في الجهاز الأمني؛ من الواضح أن هناك خطأ ما، ونحن غير سعداء بذلك، وهي مأساة لعائلته وأيضاً للوطن، أنا حزين جداً وسوف تتم معاقبة المسؤولين عن ذلك”.

 

وأكّد السفير السعودي أن المملكة لا تتعامل مع المنشقين والمعارضين بهذه الطريقة؛ حيث إنهم لا يزالون مواطنين سعوديين، وإن كانت لديهم بعض المشكلات يتم الاهتمام وإخبارهم دوماً بأن وطنهم موجود لهم، وليست سياسة المملكة ولا ثقافتها ولا طبيعتها فعل أي شيء يتناقض مع ما تدافع عنه، مؤكداً أنه لا يوجد أحدٌ فوق القانون، ولا حتى أعضاءالأسرة المالكةوحول ما يروِّج له البعض عن وجود علاقة لولي العهد بقضية جمال خاشقجي؛ ذكر أن هذه ليست الطريقة التي تُدار بها الأشياء، وليس له أيّ علاقة بذلك، وليس لديَّ أدنى سبب للشك في ذلك.

وقال: “كثير من الناس لديهم رأي حول الأمير محمد بن سلمان دون أن يعرفوه، ومن السهل أن تجد سياساته جريئة، جذرية، سريعة، لكن تذكر أنه تولى منصبه في وقتٍ خطيرٍ للغاية، كنا نندفع نحو الجدار (طريق مسدود)، بسبب النمو السكاني الكبير في العقود القليلة الماضية، كان جيل كامل من الشباب السعوديين على وشك الانضمام إلى اقتصاد بعيد كل البُعد عن تحقيق النمو اللازم والتوظيف وتحقيق تطلعات جميع هؤلاء الشباب”.

كيف أنقذنا الجدار

وعن بعض إصلاحات ولي العهد، قال: “عندما تمّ تعيين الأمير محمد بن سلمان، في منصب ولي العهد، كان واضحاً إذا لم نبدأ في تحويل اقتصادنا على الفور، فكلنا سنصطدم بذلك الجدار (أزمة)، لكن ولي العهد عالج أخيراً هذه المشكلات، لقد قام بأشياءٍ كان يحلم بها الشباب هنا منذ سنوات”.

لهذا يريدونه أن يفشل

وأضاف: “يحتاج المرء فقط إلى التحدث معه لمعرفة ولي العهد، أنا نادراً ما ألتقي شخصاً يتعامل مع كل قضية ذات أهمية بمثل هذه الجدية، وبمثل هذا التفكير ومثل هذا الاهتمام بالتفاصيل، وانخراطه في النقاشات والاستماع، ويكون دائماً بناءً ومتفائلاً، ودائماً عقلانياً جداً وهذا هو سبب تعدُّد أسئلته حول كل موضوع، دائماً يتساءل: ماذا يجب علينا توفيره للجيل القادم؟ لماذا نهدر الكثير من الطاقات؟ لماذا نفعل دائماً أشياءً بهذه الطريقة وليس بطريقة مختلفة تماماً؟ لماذا ولماذا ولماذا؟ إنه يسأل دائماً لماذا؟ ويجد إجابات جيدة مراراً وتكراراً، إنه شخصٌ عميق التفكير للغاية؛ لكن البعض لا يريدون شيئاً أكثر من رؤيته يفشل؛ لأنه طموح.

 

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى