الأخبار

مؤتمر “العيش المشترك” ينطلق بالقاهرة اليوم

التقدم والرخاء والازدهار من أهم الغايات والأهداف التى تسعى الدول والأمم إلى تحقيقها، ولا يتم تحقيق تلك الغايات إلا من خلال توافر العديد من الشروط والمقومات، ومن أهم هذه الشروط وجود سبل وأخلاقيات راقية من أجل العيش المشترك واحترام التنوع والتعدد البشري والثقافي، فلا يمكن أبدًا أن يكون التنوع سببًا وذريعة لنشوب الصراعات والنزاعات والتي تجلب بدورها الخلافات على جميع المستويات الاقتصادية والثقافية والسياسية والتعليمية، بل لابد أن يكون التنوع فرصة للتكامل وتحقيق الازدهار والرخاء للأوطان، فاحترام الآخر والتكامل مع إمكاناته ومهاراته يؤدي إلى العيش المشترك بشكل أمثل، والاستفادة من إمكانات المجتمع بأقصى كفاءة ممكنة وعدم إهدارها في الصراعات والنزاعات.

واليوم السبت 24 نوفمبر، وعلى أرض مصر الكنانة، وتعزيزًا لجهود الرئيس عبدالفتاح السيسي في دعم ونشر ثقافة التسامح والسلام، تقيم منظمة التسامح والسلام برئاسة الدكتور حمدي قنديل مؤتمرها الدولي العاشر بعنوان: “العيش المشترك – ملتقى الشعوب ضد الحروب”.

وأكد الدكتور حمدى قنديل، رئيس المنظمة أن المؤتمر يهدف إلى دعم ثقافة التسامح والسلام والعيش المشترك لمواجهة العنف والتطرف الفكرى، والتعصب، والتمييز، والعنصرية، وتكريم نخبة من الشخصيات الأكثر تأثيرًا فى الوطن العربى، ويدعو لبث رسائل المحبة من خلال هذا اللقاء الذي سيوحد المشاعر والأفكار لنقلها لكل متلقي فى جو من الرغبة فى نشر الحب والتسامح والسلام في شعوب أضناها تعب الحرب، وأزمات سياسية وثقافية. كما يهدف إلى تدعيم دور الأمن القومي في نشر ثقافة التنوع والتكامل، وتأكيد دور المرأة، ومؤسسات المجتمع المدنى، والتربية فى نشر قيم العيش المشترك، ويستعرض المؤتمر تجارب الدول المشاركة وأفكارها وخبراتها.

وأوضح أن محاور المؤتمر تدور حول: الصراعات الدولية وأزمة الهويات، والإعلام وإشكاليات التنوع، والمؤسسات الاجتماعية، وإرساء أخلاقيات المشترك، وقضايا العيش المشترك المعاصرة،  ودور المنظمات الدولية في تحقيق العيش المشترك، والتراث والفنون وتحقيق التكامل المجتمعي، ودور التسامح والعيش المشترك فى التنمية والتقدم.

يحضر المؤتمر لفيف من الوزراء و السفراء والمفكرين وأساتذة الجامعات ونخبة من الفنانين والشخصيات العامة على رأسهم الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية الأسبق،  والسفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، والدكتور صديق عفيفي رئيس أكاديمية طيبة ضيف الشرف،  والدكتور يحيي عطية رئيس الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية بكلية التربية بجامعة عين شمس المشرف العام على المؤتمر، والدكتور أشرف مؤنس رئيس مركز الشرق الأوسط للبحوث بجامعة عين شمس، والفنان الكويتي الكبير نبيل شعيل،  والفنان المصري عبد الرحيم حسن والوزير المفوض الدكتورفوزي الغويل مدير إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية.

* فى مثل هذا الشهر، وتحديدًا في 25 نوفمبر1867 ولد طلعت حرب رائد الاقتصاد الوطنى، والذى قام بتأسيس بنك مصر وهو أول بنك وطني برأسمال مصري 100%، وكان ذلك حلمًا بعيد المنال لم يكن ليتحقق إلا بإصرار وعزيمة رجل واعٍ بمشكلات وطنه حريص على إيجاد حلول وتغيير الواقع الصعب لبلاده إلى الأفضل، لذا تجد سيرته حافلة بالإنجازات والأفكار والرؤى والمبادرات بخلاف إنتاجه الأدبي والفكري.
ذات يوم ذهب مصطفى أمين إلى بنك مصر ليحصل من طلعت حرب على تفاصيل قصة نجاحه، وما كاد يدخل مكتب الاقتصادى الكبير حتى شكره على مقاله المنشور في روز اليوسف، فسأله: أي مقال؟ فأجابه: المقال المنشور عني بعنوان “الرجل الصامت”، نفى مصطفى أمين كتابة المقال، فضحك طلعت حرب، وقال له: شكرت قبلك 17 شخصًا على المقال وتقبلوا الشكر!

عيبنا أننا ندعي فضائل غيرنا، ونوزع نقائصنا على الآخرين، لو فتشنا في جيوبنا لوجدنا شيئًا، ولكننا نضيع الوقت في التفتيش عما في غيرنا لسرقته.

إن طبيعة العبيد – كما قال طلعت حرب – تشوه كل عمل ناجح، وبدلا من استعمال المعاول في البناء والإنشاء تستعمل في الهدم والتدمير، واستطرد طلعت حرب فى حديثه قائلا: عندما أنشأت بنك مصر، قال الحاقدون سوف أفلس بعد عام، وعندما أنشأت شركة المحلة الكبرى قالوا: إنني فعلت ذلك لأن بنك مصر سيفلس، وعندما أنشأت شركة مصر للتمثيل قالوا: أنشأتها لأن المطرب زكي عكاشة صديقي، وعندما أنشأت شركة الكتان قالوا: إني أنشأتها لأجد عملًا لمهندس قريبي،عودت نفسي على ألا أتضايق من الشائعات والأكاذيب اعتبرتها ضريبة نجاح يجب أن أدفعها، فالفاشل لا يتذكره أحد بالخير أو بالشر، أما الناجح فيمكن أن يتهم في شرفه وذمته ووطنيته، وكلما كبر النجاح والتميز تضاعف الغل والحقد من الفاشلين الحاقدين، فالحقود ينزع من قلبه الأسود طينًا يلقي به على كل متميز أو متفوق، وحينما ينجح في تلويث الثوب الأبيض الناصع يشعر بالرضا عن نفسه؛ لأنه يتوهم أنه حقق مجدًا ونجاحًا وإبهارًا؛ عندما يسعى الإنسان الحقود إلى تلويث غيره وإلصاق الوساخات به لا ينظر من حوله إنما ينظر في داخله، ويلصق صفاته بمن يحقد عليهم، يحاول أن يقطع رءوسهم لتطول قامته، ويحاول أن ينقل عيوبه وأخطاءه إليهم؛ حتى يتطهرلا محالة؛ لأن الحاقد يأكل نفسه، مواعظ طلعت حرب مر عليها أكثر من خمسة وسبعين عامًا، فيا ترى هل استطعنا أن نتخلص من آفة الحقد على الناجحين؟

ما أحوجنا اليوم وفي ذكرى مولده إلى تذكر هذا الرمز الوطني باعتباره قدوة ونموذجًا في الوطنية والعطاء.

الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى