الأخبار

لماذا أرسلت السودان جنودها للمشاركة في الحرب باليمن؟

26

 

 

أرسلت السودان، اليوم الثلاثاء، الدفعة الثانية من الجنود التي تتكون من 400 جندي، إلى عدن جنوب اليمن للمشاركة في حملة التحالف العربي للقضاء على التمرد الحوثي وإعادة الشرعية للرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته.

وقال وزير الدفاع السوداني، عوض أحمد بن عوف، في تصريح لـصحيفة “الوطن” السعودية: إن “الجنود الذين وصلوا إلى عدن يشكلون الدفعة الثانية من القوة التي تعهدت الخرطوم بإرسالها للمشاركة ضمن قوات التحالف العربي، وهناك 6 آلاف مقاتل من قوات الصاعقة والقوات البرية وقوات النخبة على أتم الاستعداد للمشاركة، متى ما طلبت قيادة التحالف”.

ووصلت القوات السودانية، إلى ميناء الزيت بالبريقة، بمحافظة عدن، مجهزة بكل ما تحتاجه من أسلحة وآليات وأدوات اتصال، كما تم دعمها بالمدرعات من طراز BTR-70 وآليات عسكرية أخرى.

وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد أحمد خليفة الشامي، إن كتيبة المشاة التابعة للجيش السوداني، التي وصلت إلى عدن السبت الماضي، مجهزة بكامل عتادها العسكري وهي جزء من لواء من المقرر أن يتم نشره داخل الأراضي اليمنية وفقا لقيادة التحالف، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي هو استعادة الأمن وتطبيع الحياة وإعادة الشرعية.

وأكد أن التعاون العربي من خلال “عاصفة الحزم” ربما يشكل نواة لقوات ردع عربية في المستقبل.

وكانت دفعة أولى للقوات السودانية تقدر بنحو 300 جندي، وصلت إلى ميناء الزيت في مدنية عدن، السبت.

من جانبه، قال الخبير العسكري ورئيس هيئة الأركان السابق في الجيش السوداني، عثمان بلية، إن مشاركة لواء من الجيش السوداني ستشكل إضافة حقيقية لقوات التحالف، بسبب الخبرة التي يتمتع بها الجندى السوداني.

وأوضح أن مشاركات الجندي السوداني السابقة وخوضه معارك في مناطق ذات طبيعة مختلفة أكسبته خبرة تراكمية يمكن أن تحدث الفارق خاصة في المعارك البرية.

ولكن لماذا شاركت السودان في هذه العملية؟

قطع العلاقة مع عبدالله صالح

أنهى الرئيس السوداني عمر البشير علاقته بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وذلك بعد ساعات من لقاء جمعه بوزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان في العاصمة الرياض، وأعلنت السودان أيضاً إغلاق كافة مكاتب الممثليات والجمعيات الإيرانية في البلاد.

وكان الرئيس السوداني قد زار الرياض، مارس الماضي، والتقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن ثم التقى وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.

المساعدات الاقتصادية

أعلن وزير الدولة بوزارة المالية والاقتصاد الوطني السودانية، عبد الرحمن ضرار، أن البنك المركزي السوداني تسلم مليار دولار من المملكة العربية السعودية في شهري يوليو وأغسطس الماضيين.

ومنذ بدء العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، تعهدت الرياض، باستثمارات جديدة في قطاع الزراعة في السودان، وتقول السودان إن المساعدات الاقتصادية لا علاقة لها بدعم الخرطوم للحملة.

إغلاق الجمعيات الإيرانية

قررت السلطات السودانية إغلاق كافة مكاتب الممثليات والجمعيات الإيرانية بالبلاد.

وقام السودان نهاية العام الماضي، بإغلاق المكاتب الثقافية الإيرانية بالخرطوم وطلبت من مدير المكتب الثقافي الإيراني بالبلاد مغادرة العاصمة السودانية.

الخوف من المد الشيعي

قررت السلطات السودانية إغلاق عدد من المراكز الثقافية الإيرانية في البلاد في شهر سبتمبر قبل الماضي، في خطوة غير متوقعة في خضم التقارب بين الخرطوم وطهران، رغم مخاوف من انتشار الفكر الشيعي في الدولة ذات الأغلبية السنية.

قص مخالب القط

واعتبر محللون استراتيجيون وأمنيون سودانيون، أن المشاركة السودانية أمر حتمي يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية للمنطقة برمتها، فقد وصفها الخبير الاستراتيجي اللواء متقاعد محمد عباس الأمين بالحيوية في ما يتعلق بالقضايا التي تخص الأمن القومي، مشيرا إلى دفع السودان أثمانا باهظة بسبب مناصرته احتلال الكويت في السابق.

ورأى أن هناك اتجاها إيرانيا لخنق كافة الدول العربية عبر الاستيلاء على مضيقي هرمز وباب المندب باستخدام الحوثيين كمخلب قط، مشيرا إلى أن الجانب الإيراني “يريد تدمير الخطة الإستراتيجية السعودية للنفط والتي تحولت من الخليج إلى البحر الأحمر”.

ولم يستبعد أن يكون الملف النووي الإيراني حاضرا في القضية، “مع وجود إشارات إلى وجود تنازلات أميركية أوروبية لإيران بالتنازل لها عن السيطرة على اليمن وعن منافذ الحياة الاقتصادية الخليجية”.

وأكد الأمين، أن البحر الأحمر يشكل عمقا استراتيجيا مهما للسودان، مما يجعله محقا في المشاركة وبقوة لقطع الطريق على إيران وأطماعها في المنطقة.

الموقع الجيوسياسي

بينما يرى مدير مركز الشرق الأوسط اللواء متقاعد عثمان السيد، أن السودان من أكثر الدول المعنية بما يجري في اليمن، “لأنه معني بما يجري في البحر الأحمر الذي يمثل شريان حياته الوحيد”.

وقال إن محاولة الإيرانيين -عبر الحوثيين- السيطرة على اليمن ومن ثم البحر الأحمر لأجل تهديد الخليج لن تتوقف عند الدول الخليجية حال نجاحها”.

ويعتقد أن أي اضطرابات في البحر الأحمر أو أي نزاع فيه سيؤدي إلى مشكلة حقيقية للسودان، مشيرا إلى تنبيهات سابقة قدمت للحكومة السودانية بشأن التمدد الإيراني في المنطقة، ومحاولة طهران استغلال علاقتها بالسودان لتدمير المنطقة العربية بكاملها.

تحالف الأعداء

من جهته، أشار الخبير الاستراتيجي العميد متقاعد ساتي محمد سوركتي، إلى وجود تحالفات جديدة في المنطقة، مشيرا إلى ما وصفه “بالعلاقة بين المشروع الصهيوني والمجوسي وما يحدث في اليمن”.

ويرى أن الأمر ليس صراعا بين الطوائف الإسلامية “لأنه لا يحقق إلا أهداف المشروع الصهيوني والطوق الذي يودون فرضه على العالم الإسلامي”.

ويعتبر أن المشاركة هي لمصلحة السودان “بالوقوف ضد المد الإيراني أولا، والحفاظ على شريان حياته في البحر الأحمر ثانيا”، مؤكدا في الوقت ذاته إمكانية أن يحقق السودان كثيرا من المكاسب المستقبلية السياسية من خلال خطوته الجديدة”.

 

 

 

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى