الأخبار

«حضانة المـوت» فـى حى الهرم

 

103

الماء المغلى ينهى حياة رضيع.. الإدارة تتهم الأم بالتسبب فى الحادث.. والمستشفيات ترفض استقبال الطفل

أسرة المجنى عليه تحرر محضرًا ضد الجناة.. وضباط قسم الطالبية: «لو شفتوا صاحب الحضانة إبقوا بلغونا»

فى الصباح ودعت رضوى طفلها، بعد أن أودعته فى حضانة قريبة من محل سكنها لإنهاء بعض المهام المنزلية: «كنت اتركه فى الحضانة ساعة ونصف على الأكثر، لخوفى عليه من الحر الشديد أثناء قيامى بشراء احتياجات البيت» على حد قولها. لم تكن تتصور رضوى أن ساعة ونصف فى الحضانة ستنهى حياة رضيعها مصطفى أحمد، بعد معاناة عدة أيام من الحروق التى أصابت ذراعه ونصفه السفلى.

رضوى مصطفى التى لم تتخط عامها الثلاثين، تروى لـ«الشروق»، وقائع ما جرى فى الحضانة ورحلتها، مع المستشفيات لعلاج طفلها الذى لم يكمل عامه الثانى، ورحلتها وزوجها فى أقسام الشرطة فى محاولة لمحاسبة المتسببين فى الحادث.

المأساة بدأت يوم ٢٣ أبريل، عندما قررت رضوى إيداع طفلها مصطفى فى الحضانة: «قلت يروح الحضانة يلعب بدلا من ذهابه معى للسوق». وتستكمل الأم التى جلست على سرير الضحية: «بعد ساعة ونصف طلبت من حارسة العقار أن تذهب للحضانة وتأتى بمصطفى، لكنها رجعت تصرخ وتقول الواد مجلوط»، لم تستوعب رضوى معنى كلمات حارسة العقار «ما فهمتش يعنى إيه بس الرعب اللى كان فى عينها حسيته.. ونزلت أجرى فى الشارع لقيت ابنى بيصرخ ونصفه السفلى مسلوخ»، حاولت رضوى طوال حديثها مع «الشروق» استجماع قوتها والتحكم فى دموعها: «لم أتمالك أعصابى سقطت على الأرض وأعصابى راحت مش قادرة أشيله».

الحضانة التى تكتمت على الحادث، حاولت الصاق التهمة بوالدة الطفل، وانها كانت على علم بإصابته وأصرت على إحضاره لمقر الحضانة لإلصاق التهم بإدارتها.

رضوى التى تسكن بحى الهرم، أكدت أن لديها شهود عيان على سلامة نجلها قبل إيداعه فى الحضانه، ومنهم صاحب السوبر ماركت الذى اشترت لطفلها منه شيكولاتة، وحارسة العقار، وبعض الجيران.

وبحسب والدة المجنى عليه، فإن سبب الحروق التى تعرض لها مصطفى، كانت جراء سقوط «ماء مغلى عليه»، معلومات الأم حول الحادث، لم تكن من مرافقى مصطفى والمشرفين عليه فى الحضانة، فقد اختفوا تماما بعد الحادث، أما صاحب الحضانة، فقد اكد أن: «الداده اللى بتشطف الولد تركته فى الحوض والولد لعب فى الحنفية وتحولت المياه من فاترة لساخنة جدا».

ليالٍ من العذاب قضاها مصطفى أثناء محاولات عائلته علاجه فى المستشفيات، تدخل الجد مقاطعا الأم «كل المستشفيات الخاصة لا يوجد بها أقسام للحروق.

وتستكمل الأم حديثها: «ذهبنا فى البداية لمستشفى الهرم كل ما فعلوه وضع محلول ملح وكريم مرطب على الجزء السفلى من جسد ابنى، ولم يقولوا لنا شيئا ولم يسجلوا ابنى فى سجلات المرضى.

مستشفى قصر العينى القديم، كان الوجهة الثانية لعائلة مصطفى: «غادرنا مستشفى الهرم وذهبنا للقصر العينى، وغادرنا بعدها لأنهم لم يفعلوا شيئا».

فى صباح اليوم التالى، بدأت عائلة مصطفى جولة على عدد من المستشفيات الخاصة، والتى رفضت استقبال الحالة، مقدمين لهم النصح بضرورة التوجه للمستشفى العسكرى بحلمية الزيتون.

فى تمام الساعة الثامنة من نفس اليوم، كانت الأسرة فى المستشفى، واستقبلهم الأطباء بدهشة مرددين عبارة لم تفهمها رضوى «عبدالله تانى، نفس الحالة نفس المنظر»، وتبين أن عبدالله هو طفل آخر لم يتجاوز العامين حدثت له واقعة مشابهة فى إحدى حضانات المعادى، واحتجز فى العناية المركزة ٢١ يوما ويعالج الآن خارج مصر.

وتقول الأم: «قضينا ٤ أيام فى المستشفى وفى اليوم الخامس ابنى مات فى حضن أبوه».

الاهمال الذى تعرض له الرضيع، لم يتوقف عند الحضانة والمستشفيات فقط، بل امتد بحسب رضوى إلى الشرطة: «حررنا محضرا ضد الحضانه ومالكها بقسم شرطة الطالبية، وحتى الآن لم يتخذ أى إجراء ضدهم».

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى