الأخبار

انقسام حاد في مصر ـ محجبات ومنقبات بين معارضي مرسي

 

لا يخفى على أحد دور المرأة المصرية في الحركة السياسية منذ خروجها لأول مرة في تظاهرات ضد الاحتلال البريطاني إبان ثورة 1919. ولم يختلف موقفها بعد حوالي تسعين عاماً حين خرجت للمشاركة في ثورة جديدة ضد حكم مبارك المستبد. والآن وفي الموجة الجديدة من الأحداث المشتعلة وفي أجواء شبه ثورية تطل علينا وجوه المصريات في ميادين مصر.

الانقسام في المجتمع المصري انتقل إلى النساء المصريات أيضا، فبعضهن يعارضن قرارات الرئيس سواء بإصداره لإعلان دستوري أعطاه صلاحيات كاملة ثم تراجع عنه بعد تظاهرات عارمة، أو بطرحه لمسودة الدستور للاستفتاء، وعلى الجانب الآخر كان هناك المؤيدات لتلك القرارات وإن اكتفين بالبقاء في المنازل وعدم الخروج في تظاهرات التأييد التي نظمها التيار الإسلامي.

الانقسام في المجتمع المصري بين مؤيد ومعارض للرئيس انتقل للمرأة المصرية أيضا

إيمان محمد، وهي سيدة منقبة لا تنتمي لأي من أحزاب التيار الإسلامي بشكل رسمي لكنها ممن يطلق عليهم “المحبين” لجماعة الإخوان المسلمين، ترى في قرارات الرئيس الطريق إلى النهضة. وتناولت إيمان لـ DW عربية عن الإعلان الدستوري الملغى، والذي أثار غضب فئات كبيرة من الشارع المصري، فقالت: “من المؤكد أن الرئيس كان يرى فيه سبيلا لتحسين أوضاع البلاد ووقف عرقلة قراراته النهضوية بالطعن عليها من قبل بقايا النظام السابق لكنه ألغاه الآن ما يعني أن الرئيس يستمع إلى معارضيه”.

وتطرق حديث DWعربية مع إيمان إلى الاحتقان القائم الآن في الشارع المصري والاشتباكات التي حدثت في محيط قصر الاتحادية (القصر الرئاسي) بين أتباع جماعة الإخوان المسلمين المؤيدين وأنصار المعارضة المعتصمين والتي أسفرت عن وقوع قتلى ومصابين من الجانبين. وقالت إيمان بهذا الصدد: “ما كان ينبغي على المعارضين أن يذهبوا إلى الاتحادية من الأساس؛ كما أن من حق أي فئة من فئات الشعب الحفاظ على رئيسها المنتخب ضد من كانوا ينوون اقتحام قصره”.

وترى إيمان رغم ذلك أن الاعتداء كان من جانب شباب المعارضة والتي برهنت عليه بسقوط “شهداء” جميعهم من الإخوان المسلمين على حد قولها. وتطرقت إيمان إلى مشروع الدستور في حديثها لـ DW عربية وشددت على أنه “جيد ويجب أن يطرح للاستفتاء وحينها يقول الشعب نعم أو لا، أليست تلك هي الديمقراطية؟”.

وساندتها عبير، والتي تحفظت على ذكر اسمها بالكامل، في رأيها بخصوص الاستفتاء.وقالت عبير لـ DW عربية: “الاختيار يجب أن يكون للشعب عبر صناديق الاقتراع”. وحول مطالب المعارضة بإلغاء الاستفتاء ومشروع الدستور المطروح لرؤيتهم انه لا يمثل كل فئات الشعب بل تيارا بعينه، هو التيار الإسلامي، عبرت عبير عن استيائها من تلك الاتهامات.

الانقسام وصل إلى النساء المنقبات ايضا

وشرحت عبير وجهة نظرها لـ DWعربية بالقول: “المعارضة كان لها ممثلوها داخل اللجنة التأسيسية للدستور وهم من انسحبوا بإرادتهم؛ ثم لماذا كل هذا الخوف من الإسلام والتيار الإسلامي؟”. وأعربت عبير عن مساندتها لقرارات الرئيس التي يتخذها في هذه المرحلة مهما كانت لثقتها الكاملة فيه- على حد تعبيرها. وفي ختام حديثها لـ DW عربية تمنت عبير أن تقول الصناديق نعم للدستور حتى تستقر الدولة وتتقدم على حسب رأيها.

محجبات ومنقبات بين معارضي مرسي

وعلى الجانب الآخر، تحفظت أميمة إسماعيل، وهي سيدة منقبة أيضا، على الطريقة التي يتعامل بها التيار الإسلامي مع الأوضاع السياسية في البلاد باسم الدين- على حد قولها. وتقول أميمة في هذا الصدد لـ DW عربية: “الناس خائفة من أن يحكم الدين مصر لأن هذا التيار بطريقته المتطرفة يكرهون الناس في الدين”. وعن الدستور تقول أميمة إنه يحيطه الغموض وهو بحاجة إلى تفسير.

وعن الوضع غير المستقر وتظاهرات المعارضة والتأييد التي تشهدها ميادين مصر لاسيما الاشتباكات في محيط قصر الاتحادية الأربعاء الماضي، انتقدت أميمة الرئيس مرسي على تأخره في الرد على مطالب الشعب وعدم وضوح قراراته وخطاباته. وحثت أميمة مرسي على “التخلي عن انتمائه لجماعة الإخوان”، مطالبة إياه أن يستخدم سلطاته من “نطاق وسطي وأن ينظر للجميع على أنه شعب مصر وليس فقط جماعته”.

وفاء ممتاز لا تكتفي بالاعتراض على قرارات الرئيس بل تطالبه بالتنحي

وكان موقف وفاء ممتاز، أكثر حسماً فيما يتعلق بموقف الرئيس مرسي إذ طالبته بالرحيل. وترى وفاء تصرفات مرسي أبعد من أتكون تصرفات رئيس مصر وهي أقرب إلى تصرفات “أمير جماعة”، على حد تعبيرها. وعن الإعلان الدستوري الملغى ومشروع الدستور المطروح للاستفتاء تقول وفاء: “لقد نقض كل وعوده بالتوافق واحترام الدستور والقانون وفقد مصداقيته. ولا يكفي أن يقول: قال الله وقال الرسول حتى نمشي خلفه كالعميان”.

 

أخبارك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى