الأخبار

اهربوا إلى عمان.. والجالية: نخشى كمائن الحوثيين

tkwwfjgs19991

لم يتخيل «مؤمن»، مهندس الشبكات المصري، أن يستيقظ يوميا على وقع أصوات الغارات الجوية بعد 4 أشهر فقط من انتقاله لليمن للعمل بإحدى شركات الاتصالات.

بصوت غلبه اليأس، يقول مؤمن، الذي فضل عدم ذكر اسمه كاملا، خلال اتصال هاتفي مع «الشروق»، إن “الغارات تمتد يوميا من المغرب حتى بعد آذان الفجر، لتجبره مع رفيقه في السكن علي ملازمة المنزل”، مؤكدا أنه “لم ير الشارع منذ أسبوع”.

يصف «مؤمن» الوضع بأنه “مرير”، وأن “أي تحركات للمصريين داخل أو خارج صنعاء تهدد حياتهم بالخطر”. قائلًا: إن “الطرق السريعة الواصلة لصنعاء مليئة بنقاط التفتيش التابعة للقوى السياسية المتنازعة، فبعضها تابع للحوثيين وبعضها تابع للجيش اليمني”.

وتابع، “رغم أن الحوثيين لم يخطفوا أو يستهدفوا المصريين المدنيين في اليمن حتى الآن إلا أن المصريين العالقين باليمن يخشون الاحتكاك بهم”، مضيفًا “الطريق المحفوف بالمخاطر يجعل نصيحة وزارة الخارجية لأبناء الجالية المصرية مستحيلا، فالخارجية قالت إن الحدود مع عُمان مفتوحة، تصرفوا وارجعوا بري”.

ويشير «مؤمن» إلى أن: “الجنسية المصرية لعنة تضر حامليها أينما ذهبوا”، مقارنا حال الجالية المصرية بأبناء الجاليات السعودية والصينية والباكستانية، “فكل هذه الدول وفرت طائرات أجلت مواطنيها بعيدا عن الخطر”، على حد قوله

يتفق إسلام عزت، الذي يعول أسرته منذ 5 أعوام من عمله في مطعم صغير للمأكولات بصنعاء، مع انتقادات مؤمن، قائلا: إن “الخارجية المصرية لم تتجاوب مع صرخاته هو وآلاف الأسر، الذين قدرتهم وزارة القوى العاملة المصرية بما يقرب من 7 آلاف مصري، منهم 500 متزوجين من يمنيات”.

يقول «إسلام» لـ «الشروق» إن “المطعم استغنى عن 40 عاملا خلال الأسبوع الماضي بعد تخفيض ساعات العمل، لتبدأ من التاسعة صباحا وحتى الثالثة عصرا، لتترك وقتا كافيا للعمال للرجوع إلى منازلهم قبل بدء القصف، ومايزيد الموقف صعوبة، هو قرب إنتهاء مخزون المؤن والأطعمة والمواد البترولية، التي حرصت الأسر المصرية على تخزينها بكميات كبيرة قبل بدء الحرب، وقاربت الآن على الانتهاء، في حين تواجه البلد كارثة في نقص مواد المعيشة الأساسية”.

“كلما اتصلنا بالخارجية المصرية لمعرفة أساليب خروجنا من هنا يخبروننا بأنهم بصدد إرسال طائرات جوية”، يقولها إسلام، مضيفا أنه “يجتمع بأعضاء الجالية المصرية بشكل يومي منذ بدء الغارات على صنعاء لبحث طرق خروجهم ولو على نفقتهم الشخصية”، مشيرا إلى أنهم “اتفقوا على إرسال النساء والأطفال أولا إلى خارج اليمن حال توافر سبيل للخروج”.

أما سناء عاطف، المصرية التي تعمل بإدارة إحدى المستشفيات بعدن منذ عامين، هي وشقيقها، فقالت إنها “تعمل خلال النهار بالمستشفى ثم تنزل مع حلول ساعة المغرب مع باقي العاملين إلى سرداب سفلي تجنبا للغارات الجوية”. مضيفة أنها “لم تبرح مكانها بالمستشفى منذ بدء عاصفة الحزم خشية على روحها هي وأخيها وفشلت محاولاتهم للخروج أو التواصل مع الخارجية بعد إغلاق السفارة المصرية بصنعاء قبل أكثر من شهر”.

من جانبها، أفادت الخارجية المصرية بأنها تواصل جهودها مع السلطات السعودية والعمانية للإجلاء البحري من موانئ عدن والحديدة والإجلاء الجوي من مطار صنعاء، سواء من خلال شركات طيران يمنية خاصة أو شركات طيران تابعة لدول عربية أخرى.

وقال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، في اتصال مع “الشروق” إنهم نجحوا في إجلاء مجموعات من المصريين بحراً علي متن إحدى السفن التجارية وبراً من خلال منافذ “الطوال” مع السعودية، والمزيونة مع سلطنة عمان، موجها نداء للمصريين الراغبين بالعودة بأن يتحركوا باتجاه المعابر التي تم فتحها اليوم وهم معبر “الطوال” بمنطقة جيزان ومعبري “الوديعة” و”الخضراء” بمنطقة نجران، لتضاف الى المعابر الحدودية العمانية كمعبري “المزيونة” و “صرفيت”.

 

الشروق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى