الأخبار

لما الشتا يدق البيبان «عم عبده» بيفلس

50

 

 

الساعة تشير إلى الثانية والنصف بعد منتصف الليل، الشتاء يدق الأبواب ودرجة الحرارة تنخفض كلما مر الوقت. يجلس «عبدالفتاح» الذى يناديه الأطفال بـ«عم عبده»، كعادته أمام المراجيح حتى الساعات الأولى من الفجر، فى انتظار طفل لركوب المرجيحة!، أحياناً يجلس بجانبه «ياسر» وهو مساعده، لا يستغنيان عن بعضهما، يتحدثان طوال الليل، أحياناً ينام أحدهما بجانب المراجيح، على أمل أن توقظه أصوات الأطفال صباحاً. «كل ما الشتا يقرب، الأطفال رجلها تخف من هنا».. قالها «عم عبده» الذى يعمل منذ 40 عاماً فى مراجيح السيدة زينب، مؤكداً أنه يشعر بحب شديد لهذه المهنة فهى تذكره بماضيه، فحينما كان طفلاً، لعب على نفس المراجيح الموجودة حالياً، وكانت مصدر السعادة بالنسبة له. «فى الصيف الشغل بيبقى كويس إلى حد ما، بيجيلنا عيال من كل مكان بالسيدة زى المدبح والمربع ودوران زينهم، ومن برة السيدة كمان، لكن فى الشتا، بيبقى قليل حتى مفيش عيال كتير بتيجى بعد المدرسة، بسيط جداً» يقولها «عبده»، مؤكداً أن اللعبة بجنيه، وأحياناً بدون مقابل، إذا كان الطفل لا يملك مالاً، ويريد شراء السعادة: «يعنى هقول للعيل ماتفرحش؟».

تعلم «عم عبده» هذه المهنة من والده وخاله وجدته: «كنت بشوف إن أهم حاجة عندهم فرحة العيل، وبعدين يدفع أو مايدفعش مش مشكلة»، مؤكداً أن هناك عائلات تأتى بأطفالها ويؤكد أفرادها أنهم يسعدون برؤية أطفالهم وهم يلعبون على نفس المراجيح التى لعبوا عليها وهم فى مثل سنهم.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى