الأخبار

مكاريوس خرج من نجع حمادى قاصدا الإمارات فانتهت رحلته فى محطة مصر

الوداع الأخير.. رحلة مكاريوس خريج الهندسة انتهت فى محطة سكك حديد مصر قبل ساعات من تحقيق حلمه فى الوصول إلى الإمارات.

لم يكن يدري أن رحلته سوف تنتهي قبل أن يصل إلى تحقيق حلمه في السفر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد انتهت الرحلة على محطة سكك حديد مصر مع عشرات الضحايا الذين وقعوا ما بين شهيد ومصاب، لتنتهى معها آماله وطموحاته بالسفر إلى الخارج لتحسين أحواله وأحوال أسرته المعيشيه.

رحلته إلى دولة الإمارات التى استعد لها وكان فى طريقه إلى مطار القاهرة للتوجه إليها عبر طائرة مصر للطيران كانت بعد ساعات قليلة من وقوع حادث قطار محطة مصر، لكن الرحلة اقلعت دون مكاريوس بعدما فشلت صيحات ميكروفون المطار فى ايجاد مكاريوس، ولم يدر طاقم الطائرة وركابها أن مرافقهم في الرحلةا انتهت رحلته فى الدنيا إلى الأبد لينضم إلى كتيبة شهداء محطة رمسيس الذين راحوا ضحية الإهمال.

الأحلام راودت خيال مكاريوس راضى وديد- 27 عامًا، لتحقيق مستقبل أفضل بعدما فشل فى العثور على وظيفة عقب تخرجه في كلية الهندسة، كانت شبيهه بأحلام عائلتة البسيطة التى تقطن بمدينة نجع حمادي، وتضم والده الذي أحيل إلى المعاش بعد فترة حافله بالعطاء فى إدارة نجع حمادى التعليمية، ووالدته التى تتولى شئون المنزل، وشقيقيه بيشوي ومكسيميوس اللذان عقدا آمالًا كبيرة على شقيقهم الأكبر.

ليلة الوداع لأسرته بنجع حمادى، لم يكن فيها ما يعكر صفوها بل كانت مليئة بالفرحة آملًا فى مستقبل واعد بعدما تحققت فرصته فى السفر لدولة الإمارات التى صرف من أجلها كل غال ونفيس، حيث ودع أهله ومع دقات الساعه الواحدة من منتصف ليل الثلاثاء توجه إلى محطة سكة حديد نجع حمادى، ليستقل القطار متجهًا إلى القاهرة ليتوجه بعدها إلى مطار القاهرة و بعدها إلى دولة الإمارات التى كان قاصدها منذ لحظة خروجه من منزله، لكن القدر شاء أن تتوقف رحلته داخل محطة سكك حديد مصر.

لم يخطر ببال أسرة مكاريوس، أن يكون ضمن ضحايا حادث محطة مصر، لكنهم من باب الإطمئنان حاولوا الاتصال على نجلهم مرات ومرات دون فائدة، وبعد ساعات عثر على هاتفه وبطاقته الشخصية فى منطقة الحادث المروع، ليتم بعدها الاتصال بذويه وإخبارهم بأن نجلهم ضمن ضحايا الحادث الأليم.

منذ وصول الخبر إلى أسرته بمدينة نجع حمادى، تحول منزلهم إلى ساحة لاستقبال المعزين وسط صرخات النساء حزنًا على مكاريوس الذى وصفه المحيطون بأسرته بأنه من الشباب الذين يتمتعون بسمعه وعلاقات طيبة مع جيرانه.

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى