الأخبار

“النجار”: “بدون تيران تصبح قناة السويس في مهب الريح”

 

 

علق أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام سابقًا، على مناقشة مجلس النواب لاتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والمملكة العربية السعودية، مؤكدًا أنه بدون جزيرة تيران، تصبح قناة السويس في مهب الريح والتجارة الرخيصة بالجيولوجيا، لا علاقة لها بالعلم أصلا!”.

كتب “النجار”، في تدوينة مطولة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، اليوم الأحد، “بدون تيران تصبح قناة السويس في مهب الريح والتجارة الرخيصة بالجيولوجيا لا علاقة لها بالعلم أصلا!”.

تابع: في تقرير الاتجاهات الاقتصادية الاستراتيجية عام 2007 كتبت دراسة عن القناة والسد بعد نصف قرن من تأميم القناة، وكان رأيي أن الدفاع الاستراتيجي النهائي عن القناة كمرفق اقتصادي هو جزيرة تيران والمضيق الذي يفصلها عن شبه جزيرة سيناء وهو الممر الوحيد للسفن الكبيرة الداخلة لخليج العقبة، وإزاء فكرة حفر قناة من أشدود إلى إيلات كبديل لقناة السويس والتي اعتبرتها خطا أحمر وتهديدا اقتصاديا بالغ الخطورة لمصر.

أضاف: “كتبت هذا النص “إذا تجاوزت إسرائيل كل الصعوبات وقررت تجاوز هذا الخط الأحمر، فإنه لن يكون أمام مصر حتى في ظل خياراتها السياسية الراهنة، سوى استعادة السيطرة الوطنية على مضيق تيران والمضائق المحيطة بجزيرتي تيران وصنافير وفرض رسوم على مرور السفن الداخلة لميناء إيلات أو الخارجة منه، تساوي الرسوم التي كانت ستفرض على المرور في قناة السويس”، وتلك الرسوم ستكون على السفن المارة لدولة ثالثة وليس على السفن المتوجهة للأردن أو فلسطين المحتلة، وحينها لن يكون لتلك القناة أي قيمة ولن تمثل أي تهديد لقناة السويس”.

واصل: “أما في حالة التفريط في جزيرتي تيران وصنافير، وهو فعل من أفعال الخيانة العظمى على ضوء حقائق التاريخ والجغرافيا والارتباط الاستراتيجي وكلها تؤكد مصريتهما بما أسس للأحكام القضائية النهائية بمصرية الجزيرتين، فإن المشروع الصهيوني لبناء قناة أشدود-إيلات كبديل لقناة السويس يمكن أن يرى النور ويكتمل خلال ثلاثة أو أربعة أعوام سواء بتأجير مملكة عائلة سعود لجزيرة تيران للولايات المتحدة بما يجعل الجزيرة والمضيق الحاكم لخليج العقبة تحت حمايتها، لتصبح قناة السويس مجرد ترعة للألعاب المائية! ولللتذكير بالتاريخ فإنه عندما أممت مصر قناة السويس كانت القوى الغربية الكبرى مصدومة ورافضة كليا لسيادة مصر على أهم ممر مائي ينقل عشر التجارة العالمية ومؤهل لمضاعفة هذه الحصة، وبالتالي فإنها ستدعم بكل قوة خيار تحويل هذا الممر لصنيعتها أي الكيان الصهيوني الذي تأسس بالاغتصاب ويستمر بالعدوان”.

أردف: أما الخبل الذي يسوقه البعض باسم العلم والارتباط الجيولوجي فإن عار على العلم والوطنية معا، وللعلم فإن الكتلة القارية العملاقة “جندوانا لاند” التي كانت تضم آسيا وإفريقيا تعرضت لكسر هائل في القشرة الأرضية أنتج الأخدود الإفريقي العظيم والبحر الأحمر والبحر الميت في عصر جيولوجي قديم من ملايين السنين وقبل ذلك الكسر كانت شبه الجزيرة العربية كلها جزء مما يسمى اليوم بالصحراء الإفريقية الكبرى، ولا علاقة لهذا الأمر بالدول أو بحدودها، فالحدود ترتبط بتكون الجماعات البشرية واستقرارها وتوطنها وارتباطها بالأرض عبر التاريخ.

وتابع: ويتم تقسيم المسافة البحرية بين دولتين ووضع خط وهمي في منتصف المسافة في حالة الجزر الخالية والتي لا يوجد أي ارتباط لها بأي من الدولتين المتنازعتين، أما الجزر المرتبطة سياسيا بسيادة أي من الدولتين أو مرتبطة بشريا وتاريخيا بأي منهما فإن هذه القاعدة لا يعمل بها ولا قيمة لها، وعلى سبيل المثال فإن الكثير من الجزر اليونانية مثل جزيرة هالكي يفصلها أقل من 10 كيلومترات عن الشاطئ التركي، بينما تبعد أكثر من مائة كيلومتر عن اليونان الأم أو شبه جزيرة المورة، لأن القاعدة هنا تقوم على التوطن البشري والارتباط الاستراتيجي وأسبقية السيادة، وفي كل هذه الأمور والدلائل والبراهين القاطعة على مصرية الجزيرتين يمكنكم الرجوع لمقال “تيران وصنافير وفقه تأسيس الأوطان” المنشور في أبريل عام 2016 على هذه الصفحة

الفجر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى