الأخبار

بروفايل| نور الشريف

 

108

من يحاول أن يبحث فى تاريخ الفن المصرى منذ النصف الثانى من القرن الماضى، سوف يراجع جيداً ويدقق النظر فى الأعمال الفنية التى تم تقديمها فى السينما أو التليفزيون أو المسرح، وربما لن يجد فناناً يملك رصيداً يماثل نور الشريف، ليس فقط من حيث الكم، ما يقرب من 300 عمل بين التمثيل والإخراج والإنتاج فى السينما والمسرح والتليفزيون، كما أنه يملك أيضاً تراثاً ثرياً بين أعمال ذات قيمة فنية وثقافية عالية وأخرى تجارية وجماهيرية دون الانزلاق فى منحدر الابتذال، سواء من حيث التنوع والتباين فى الأدوار والموضوعات الأفكار التى تم طرحها ومناقشتها.

نور الشريف الذى أتم منذ يومين عامه التاسع والستين، بعد رحلة طويلة للعلاج قضاها فى «لندن» خلال الفترة الماضية، احتفل بهذه المناسبة مع زوجته الفنانة بوسى وابنتيه مى وسارة، وبعض الأصدقاء المقربين للعائلة.

منذ أن قدمه المخرج حسن الإمام فى ثلاثية نجيب محفوظ، فى دور كمال عبدالجواد، وحتى فيلمه الأخير «بتوقيت القاهرة» مع المخرج الشاب أمير رمسيس، مشوار طويل طرق خلاله نور الشريف كل أبواب الإبداع منحازاً للقيمة فقط أولاً وأخيراً، لم يشغله الكسب المادى وتكوين ثروة من الفن، فأسس شركة إنتاج قدم من خلالها أعمالاً مميزة مثل «قطة على نار»، «دائرة الانتقام»، «ضربة شمس»، «ناجى العلى»، «حبيبى دائماً».. وغيرها، وقدم مخرجين لأول مرة شاء القدر لهم فيما بعد أن يقودوا العملية الفنية مثل سمير سيف ومحمد خان ومحمد النجار وغيرهم.

يمثل نور الشريف حالة فريدة فى الفن المصرى والعربى، ليس فقط لكونه يمتلك مشروعاً فنياً امتد عبر أكثر من 50 عاماً، انشغل فيها بتقديم أعمال مميزة وتصدّر المشهد الفنى فى سنوات طويلة بها، لكن أيضاً لقدرته على التناغم مع كل متغيرات الساحة الفنية بذكاء شديد وضعه فى مكانة استثنائية فى الحركة الفنية.

كان عام 1994 واحداً من السنوات المهمة فى حياة «الشريف»، قدم فيه رائعته التليفزيونية «عمر بن عبدالعزيز»، وفيلم «الطيب والشرس والجميلة». يقف مخرجاً على خشبة مسرح الهناجر لمجموعة من الشباب فى مسرحية مستوحاة من نص أدبى لبهاء طاهر بعنوان «محاكمة الكاهن»، لندرك تركيبة فنية تثبت عشقه للفن فقط قبل أى شىء.

ينفرد نور الشريف بين أبناء جيله بعدة أمور وضعته فى الصدارة وخارج المنافسة، منها تنوع أدواره ونوعيات أفلامه التى شارك بها، حيث شارك فيما يقرب من 25 مسرحية ما بين مسرح الدولة والقطاع الخاص أخرج منها 3 مسرحيات «سهرة مع الضحك» و«محاكمة الكاهن» و«الأميرة والصعلوك»، والأعمال الدرامية باللغة العربية الفصحى وحقق نجاحاً كبيراً من خلال مسلسلى «عمر بن عبدالعزيز» و«هارون الرشيد».

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى