الأخبار

من «سيد قطب» إلى الخليفة «البغدادى»

146

 

 

عمار على حسن: الجماعة تتفكك وتمضى فى سكة الندامة.. والهلباوى: قواعد التنظيم «تائهون» و«منقسمون»

بمبايعة سبع مجموعات إخوانية لتنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ«داعش»، بحسب انفراد «الشروق»، أمس، تنتقل الجماعة التى ظلت محل اتهام بالعنف والتخريب، بمؤلفات وأفكار القيادى التاريخى الراحل «سيد قطب»، إلى محل إدانة بانضواء بعض مجموعاتها تحت لواء «الرايات السود» لتنظيم السيد «أبوبكر البغدادى».

«كان متوقعا»، هكذا علق الباحث السياسى عمار على حسن، وأضاف لـ«الشروق»: «توقعت هذا منذ أبريل 2011، وكتبت وتحدثت فى الإعلام عن أن جماعة الإخوان بعد الثورة، بدلا من التحالف مع التيار المدنى، عطفا على ادعائها هذا من خلال بعض الشخصيات التى كانت تصدرها للإعلام مثل أبوالفتوح والعريان والبلتاجى، ذهبت وتحالفت مع السلفية الدعوية والجهادية بدليل ذلك التنسيق التام بين مكتب الإرشاد وجماعة حازمون كسلفية جهادية».

وقال حسن: «كنت أقول يومها إن الإخوان يظنون أنهم يسيرون هذه المجموعات لصالحهم، لكن العكس ما كان يحدث، حتى صارت الجماعة غطاء سياسيا وماليا ودعائيا لهذه المجموعات من السلفيين الجهاديين والتكفيريين».

وزاد: «بالنظر إلى ما كتبه الراحل حسام تمام الباحث المتخصص فى ملف الحركات الإسلامية عن تسلف الإخوان، يبدو واضحا اتجاه الجماعة لتكون أكثر تسلفا، مع زيادة سيطرة القطبيين عليها وعلى مكتب الإرشاد، كما أن سيد قطب أحد الأعمدة الرئيسية عند الجماعات الارهابية والتكفيرية، فكان من الطبيعى تلاقى القطبية السلفية الإخوانية مع السلفية الجهادية المسلحة».

وطرح عمار على حسن سؤالا، قائلا: «منذ متى كانت الإخوان تحدث فيها مثل هذه التمردات الواسعة، وهى جماعة تقوم على مبدأ السمع والطاعة»، وأجاب: «الجرعة القطبية والسلفية التى غذى بها شباب الإخوان إلى جانب الظرف السياسى الراهن للجماعة، جعل القطبيين هم الاكثر تحكما، رغم منشادات بعض القادة الذين لا يريدون الذهاب إلى هذا الجب العميق ويسعون للحفاظ على ما تبقى من الجماعة، لأن مبايعة داعش معناها اتجاه الجماعة إلى التفكك، وهذه سكة الندامة بالنسبة لهم أو طريق الذهاب بلا عودة».

وتابع حسن: «إذا ثبت هذا الموضوع يقينا، سيؤخذ حجة ضد الجماعة فيما بعد ويصنفها على أنها دخلت نفق الجماعات الارهابية وسيكون من الصعب عليها العودة لتسويق نفسها كجماعة دعوية وسلمية كما كانت تزعم».

فى السياق نفسه، قال الدكتور كمال الهلباوى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة تنقسم الآن إلى ثلاثة أقسام، الأول مثل داعش ويسميهم الإخوان الداعشيون، لأنهم يحرضون على العنف والقتل ويرفضون الإصلاح.

وأضاف الهلباوى لـ«الشروق»: القسم الثانى ينبذ العنف ولا يحضروا اجتماعات الجماعة بالخارج، والقسم الثالث يقف فى دور المتفرج.

وأوضح الهلباوى أن القسم الأول بدأ ممارسة العنف عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، واتخذوا ذلك أسلوبا متبعا لديهم فى سرية بينهم، وفى حالة خروجهم خارج البلاد فى دولة مثل: تركيا أو العراق أو سوريا، ينضمون لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش).

وتابع الهلباوى: الجماعة تعيش الآن حالة من الانقسام «الشيوخ ضد الشباب» والعكس أيضا، فمنهم من يريد أن تأخذ الجماعة أسلوب العنف فى التعامل، والبعض يريد أن يفتح مفاوضات مع النظام.
وأضاف الهلباوى أن أحمد عبدالرحمن، مسئول المكتب الإدارى للإخوان المصريين بالخارج، أعلن خلال الفترة الماضية أن الجماعة ستتبع النهج الثورى فى التعامل مع الدولة، وهذا يدل على حالة الانقسام والتخبط داخل الجماعة.

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى