الأخبار

«نعم كاليفورنيا» أول حملة للانفصال عن الولايات المتحدة الأمريكية

بعد الإعلان عن فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية ، دشنت ولاية كاليفورنيا حملة شعبية بدأتها بمواقع التواصل الاجتماعي تدعو لانفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح دولة مستقلة.

وعلى غرار “بريكست” التي انفصلت بمقتضاها بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي سميت العريضة التي وقع عليها مليونين ونصف شخص حتى الآن بعريضة ” كاليكست” ، التي من المفترض أن يقدمها المسئولين عن الحملة للنائب العام الأمريكي ، تمهيدا لعمل استفتاء شعبي للانفصال عن أمريكا بحلول عام 2019.

في الوقت نفسه تداول النشطاء والمسئولين عن الحملة شعار ” نعم كاليفورنيا” وأنشأوا  لها صفحة على الـ”فيس بوك” ، وموقعا إلكترونيا يعرض من خلاله ما يسمى بالكتاب الأزرق الذي يحمل رؤية شاملة لطبيعة دولة كاليفورنيا المستقلة ولماذا الحاجة للاستقلال؟

وعرض الكتاب في بدايته موارد كاليفورنيا باعتبارها ولاية ثرية وواحدة من ضمن قائمة أكبر 10 دول اقتصاديا في العالم ، وكيف أن كاليفورنيا تخسر سنويا 16 بليون دولار ببقائها ضمن الولايات الأمريكية بسبب الضرائب الفيدرالية التي تدفعها، وكذلك سيوفر التحكم في موارد الولاية الطبيعية التي يذهب 46% منها للدولة الأمريكية بأسعار أقل من سعر السوق الكثير من الأموال للولاية.

كما وجد أنها عقب الاستقلال لن تنفق بلايين الدولارات على التسليح كما تفعل الولايات المتحدة باعتبار دولة كاليفورنيا دولة سلام ، لذا فستوفر 50 بليون دولار سنويا ، ستستفيد منهم في تحسين مستوى معيشة مواطنيها وتحسين خدمات الصحة والتعليم بعدما تخرج كاليفورنيا من دائرة الحروب الأمريكية والفكر الامبريالي الأمريكي للسيطرة على العالم ، وعدم الرغبة في الخضوع لمنظومة الانتخابات الأمريكية التي تكون نتائجها غير عادلة وبالتالي يخضع سكان الولاية لرئيس لم ينتخبوه وأعضاء لمجلس الشيوخ ليس لهم الحق في انتخابهم.

واستكمالا للأسباب الداعية لضرورة الانفصال ، فإن حكومة الولايات المتحدة تنتهج نظام تجارة يشكل عبئا يضر بالاقتصاد في ولاية كاليفورنيا عن طريق جعل التجارة أكثر صعوبة وأكثر تكلفة للشركات وهو شيء مرهق ، فالشركات تكون غير قادرة على الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية التي من شأنها أن تكون متاحة إذا أصبحت دولة مستقلة ، فضلا عن أن سياسة أمريكا في عهد ترامب بالانسحاب من كافة اتفاقيات التجارة الحرة ستضر بمصالح كاليفورنيا وتتعارض مع قيمها.

كما أن كاليفورنيا هي الولاية الأكثر تنوعا في الثقافات والسكان في الولايات المتحدة وهذا شيء مثار للفخر بين سكان الولاية ، حيث أن هذا التنوع هو جزء أساسي من ثقافة سكانها وجزء لا يتجزأ من اقتصادها ، إضافة إلى أن دولة الولايات المتحدة أهملت لسنوات في نظام الهجرة ، ولم تف باحتياجات كاليفورنيا كمدينة اقتصادية كبرى وأضر ذلك الكثير من الأسر كاليفورنيا، إضافة إلى أن الاستقلال يعني أن تكون ولاية كاليفورنيا قادرة على تقرير سياسات الهجرة والحافظ على تركيبتها الفريدة من السكان، والثقافة، والاقتصاد.

وفي ما يخص الصحة فقد صدر قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة من قبل حكومة الولايات المتحدة لخفض تكاليف الرعاية الصحية وتوسيع مظلة التأمين الصحي لغير المؤمن عليهم، ولكن الملايين من سكان كاليفورنيا مازالوا يفتقرون إلى الرعاية الصحية الجيدة لأنهم لا يستطيعون ذلك والاستقلال يعني أنه يمكن تمويل برامج الرعاية الصحية وضمان حصول كل فرد على الأدوية التي يحتاجونها .

وبالنسبة للتعليم ..تمتلك ولاية كاليفورنيا أفضل الجامعات ورغم ذلك مدارسها تعد من بين الأسوأ في البلاد، وبناء عليه فإن الاستقلال يعني القدرة على التمويل الكامل للتعليم العام، وإعادة بناء وتحديث المدارس العامة، وإعطاء المدرسين في المدارس العامة الرواتب التي يستحقونها ، وعلاوة على ذلك، والاستقلال يعني التحرر من سياسات التعليم الموحدة التي لا تناسب الجميع.

كذلك ستتمكن الولاية من دفع ديونها وتوفير فرص عمل جديدة والقضاء نهائيا على مشكلة البطالة، وآخر الأسباب التي جاءت في الكتاب الأزرق أن دولة كاليفورنيا ستساعد في بناء عالم أفضل كولة مستقلة لأن أهل كاليفورنيا يجدون أنفسهم اليوم عالقين في دولة تجعل العالم أكثر خطورة وانقساما.

وأعلن شرفين بيشفار، رجل أعمال ومؤسس شركة “هايبرلوب” ، أنه سيقوم بتمويل الحملة القانونية حتى تصبح ولاية كاليفورنيا دولة مستقلة.. وفي خلال ساعات قليلة، قدم العديد من كبار الشخصيات في مجال التكنولوجيا دعمهم للخطة، وكان أكثر من  100 من كبار المستثمرين في مجال التكنولوجيا قد قدموا خطاباً مفتوحاً الصيف الماضي  يحذرون فيها من أن رئاسة ترامب “ستكون كارثة للابتكار، كما انتقدوا السياسات المالية ومقترحات الهجرة التي تبناها ترامب.

دافع بيشفار عن خطة انفصال كاليفورنيا عن أمريكا ، وأضاف أنها يمكنها إعادة دخول الاتحاد الأمريكي بعد أن تصبح بلداً مستقلاً، وبعد انتهاء رئاسة ترامب.. ومع مرور الوقت ينضم لحملة ” نعم كاليفورنيا ” الآلاف من المعارضين لسياسات التمييز العنصري وحملة العداء والكراهية التي تزايدت بشكل كبير بعد فوز ترامب.

اخبار اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى