الأخبار

بسبب هجوم خليج عمان.. أزمة جديدة بين بريطانيا وإيران

شهدت العلاقات بين بريطانيا وإيران سنوات من الشد والجذب على خلفية قضايا ثنائية وملفات إقليمية وعالمية، وجاء الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان ليعيد التوتر إلى تلك العلاقات، بعد أن ألقت لندن باللوم على طهران والحرس الثوري الإيراني وحملتهم المسؤولية عن هذا الهجوم. رغم نفي طهران، أكد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أن إيران مسؤولة بشكل “شبه مؤكد” عن الهجمات على ناقلتي نفط، الخميس الماضي، في خليج عمان، وقال هانت في بيان: “تقييمنا الخاص قادنا إلى استنتاج أن مسؤولية هذه الهجمات تقع بصورة شبه مؤكدة على إيران”.

وأشار إلى أن هذه الهجمات ما هي إلا استمرار لنمط سلوك إيراني يقضي بزعزعة الاستقرار ويشكل خطرا كبيرا على المنطقة، مؤكدا أنه “ليست هناك دولة أو أي طرف آخر يمكن أن يكون مسؤولا عن ذلك بشكل مقنع”.

وتطابقت تصريحات هانت مع تلك التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدا أن عملية الخميس “تحمل بصمات إيران” رغم نفي طهران أي علاقة لها بالهجومين.

تبعية عمياء

الموقف البريطاني أغضب طهران ودفع الحكومة الإيرانية إلى استدعاء السفير البريطاني لديها روب ماكير، بعدما صرحت بريطانيا بأنها تحمل إيران مسؤولية الهجوم على ناقلتي نفط بخليج عمان، بحسب “يورو نيوز”.

واستدعت الخارجية الإيرانية السفير البريطاني لدى طهران، لإبلاغه باحتجاج إيران على تصريحات وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، التي اتهم فيها الحرس الثوري الإيراني بالضلوع في الهجمات على ناقلتي النفط في خليج عمان، الخميس الماضي.

وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني، خلال لقائه مع السفير البريطاني، إنه عبر عن رفض بلاده موقف الخارجية البريطانية، مشيرا إلى أن الاتهامات البريطانية “دون دليل” وتندرج في إطار “تبعية لندن العمياء لواشنطن”، وفقا لـ”سي إن إن”.

وأكد المسؤول الإيراني أن بريطانيا هي البلد الوحيد الذي أيد الاتهامات الأمريكية بشأن الهجوم.

بريطانيا تنفي

ورغم الإعلان الإيراني الرسمي لاستدعاء السفير البريطاني، نفى ماكير أن تكون وزارة الخارجية الإيرانية استدعته بعدما أفادت لندن أن طهران مسؤولة عن الهجومين على ناقلتي نفط في بحر عمان.

وقال السفير روب ماكير، في تغريدة له، إنه “أمر مثير للاهتمام وخبر جديد بالنسبة إليّ”، وذلك غداة صدور بيان لوزارة الخارجية الإيرانية يشير إلى أنها استدعته على خلفية اتهامات حكومته لطهران.

وتابع ماكير: “طلبت اجتماعا عاجلا مع وزارة الخارجية أمس وتم ذلك، ولم يتم أي استدعاءات”، وفقا لـ”العربية”.

تاريخ العلاقات

لم تسر العلاقات بين بريطانيا وإيران على وتيرة واحدة منذ القدم، فقد شهدت محطات من الصعود والهبوط وتزايد التوتر في السنوات الأخيرة، ففي نوفمبر 2011، فرضت بريطانيا عقوبات على البنك المركزي الإيراني لأنه يخدم عملية مصرفية لتوسيع أنشطة إيران النووية.

وبناءً على تلك الخطوة خفضت إيران من علاقاتها مع بريطانيا بسبب العقوبات الجديدة التي فرضتها، وفي اليوم التالي هاجم مجموعة من الطلاب مجمع السفارة البريطانية في طهران.
وفي 30 نوفمبر 2011، ردا على الهجوم، أغلقت لندن سفارتها في طهران وأمرت بإغلاق السفارة الإيرانية في لندن.

وفي يوليو 2013، بعد انتخاب الرئيس حسن روحاني، أعلنت المملكة المتحدة أنها تدرس تحسين العلاقات مع إيران “خطوة بخطوة”.

وفي 20 فبراير 2014، تمت إعادة فتح سفارة إيران في لندن واتفقت الدولتان على استئناف العلاقات الدبلوماسية، وفي 23 أغسطس 2015، أعيد افتتاح السفارة البريطانية في طهران رسميا.

ما نود الإشارة إليه أن توتر العلاقات بين الحكومة البريطانية وطهران استمر طوال العقود الماضية رغم تغيير الحكومات الإيرانية من إصلاحية إلى متشددة ثم إلى معتدلة، وكان لحكومة روحاني الحادية عشرة والحالية أيضا محاولات ومساعٍ حثيثة لتحسين علاقات طهران بالحكومة البريطانية، وأظهر فريق روحاني أنه يرغب جديا في تحسين العلاقات، إلا أن تلك المساعي لم تصل إلى النتائج التي تسعى إليها طهران حتى الآن، ويبدو أن اتهام بريطانيا لإيران بمسؤوليتها عن هجمات خليج عمان سيزيد من تأزم العلاقات بين البلدين.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى