الأخبار

عودة بعض مظاهر احتفالات المسيحيين “للتشبث بالحياة”

54

عادت بعض مظاهر احتفالات المسيحيين بعيد الفصح في سوريا إلى لفت الانتباه كزينة البيوت بألوان “بيض” الفصح، والمجسمات الصناعية الخاصة بهذه المناسبة ( أشكال الأرانب و الكتاكيت) في محاولة من العوائل المسيحية “التشبث بالحياة” في خضم ما تشهده البلاد من أحداث دموية.
وقالت ماري حنا، المقيمة في حي باب توما ذي الأغلبية المسيحية، في دمشق القديمة، “لقد مللنا، تعبنا من الحزن والقهر، نريد أن نعود إلى الحياة”، مضيفة “خلال الأعوام السابقة من الحرب عزفت عن وضع شجرة وبيض، لكن هذا العيد، آثرت الاحتفال، رغم كل ما يحدث نريد التأكيد على رمزية عيد الفصح لدينا نحن المسيحيين انه عيد القيامة قيامة السيد المسيح، و نصلي ان يكون هناك خلاص و قيامة لبلدنا سوريا و شعبنا “.
وأضافت السيدة حنا وهي طبيبة أطفال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) ” لاشيء سيوقف الدمار في البلاد إلا المحبة، كما أن الحرب مضى عليها اكثر من أربعة أعوام، وعدم الاحتفال لن يحل شيئا، لذلك لا فرق، إلا بلحظات الفرح التي نجنيها”.
وتحدثت زينة سالم التي تسكن في حي العباسيين و تعمل في احد المصارف الخاصة، ” أن الطرقات في محيط منطقة القصاع ( ذات الغالبية المسيحية ) أغلقت، خشية من التفجيرات، لأن فرق من الكشافة التابعة للكنائس تجولت في طرقات الحي القريبة، وقدمت معزوفات و تراتيل مسيحية بمناسبة الجمعة العظيمة، جمعة الآلام التي نؤمن ان سيدنا المسيح صلب فيها “.
ويلاحظ خلال التجوال في مناطق المسيحيين في العاصمة السورية دمشق، عودة بعض مظاهر الاحتفالات من زينة الإنارة والأضواء البراقة، رغم ما تشهده المدينة من انقطاع متكرر للكهرباء، إلا أن مناطق المسيحيين شهدت تحسنا ملحوظا خلال اليومين الماضيين في تقليص ساعات التقنين.
واوضح مطانيوس مخول وهو تاجر دمشقي عريق، عن نيته الاحتفال هذا العام، قائلا ” اقدر حزن اهالي بلدي سوريا، من كل الأطياف، نحن نتعايش بمحبة منذ مئات السنين، و انحني للشهداء، لكن أردنا اليوم تكريس مقولة السيد المسيح الذي تحدى الموت بالحياة بعد صلبه، فالموت المستمر لم يعد عائقا لوقف الاحتفالات الرمزية وخاصة أنه لم يتغير شيء خلال الأعوام الماضية، التي لم نحتفل فيها”.
وقال جورج طربين، وهو جامعي يعمل مترجما “الصلاة أساسية في الأعياد، وخاصة هذه السنة، إذ كانت المشاركة كبيرة، ولوقت متأخر، على غير العادة، كما رافق الصلاة عزف لفرق الكشافة، داخل بعض الكنائس”، موضحا أن “الجو العام اختلف هذا العيد، فالأغلبية يريدون الاحتفال والحصول على بعض لحظات الفرح”.
وشاركت العديد من العوائل المسيحية بصلاة “الجمعة العظيمة” في الكنائس، والتي كانت تقام من الساعة 12 ليلًا وحتى 12 ظهرًا، قبل الأزمة، إلا أنها أجريت هذا اليوم، من بعد 6 مساء، وحتى 12 ليلًا، فيما كانت في السنوات السابقة للأزمة تقتصر حتى 10 ليلًا، وأحيانا أقل.
وخسرت الطوائف المسيحية التي يعلن معظم قادتها الروحيين موقفهم إلى جانب ما يطلقون علية “الدولة السورية ” المتمثلة في نظام الرئيس بشار الأسد حاليا، بينما ينقسم رعاياهم بين موالي و معارض، خسرت العديد من بناتها و أبناؤها في الحرب الدائرة، كما تم تهجير آلاف منهم من مناطق إقامتهم نتيجة الأحداث، فيما هاجر عشرات الالاف منهم خارج البلاد.
أما بالنسبة للاحتفالات الكنسية الرسمية، فقد أعلنت الكنائس أن تكون كالأعياد المنصرمة، من حيث أنه لن يكون هناك مظاهر احتفالية كبيرة وستكون مقتصرة على الصلوات و القداديس داخل الكنائس، بسبب “ما تمر به البلاد من أحداث”، دون تحميل مسؤولية أو توجيه اتهامات لأحد .
وعلى الرغم من رغبة الجميع الاحتفال بالعيد، بعد سنوات، إلا أن الوضع الحالي والأزمة الحاصلة في البلاد، و الغلاء الفاحش و توقف معظم اعمال الناس ، هذه كلها كانت الحاضر الأكبر في الصلاة والتمنيات والمباركات، والسؤال الحاضر في الذهن و بين الناس و في ” الوعظات الدينية ” متى تتوقف الحرب؟!.
و يتبادل المسلمون و المسيحيون زيارات المعايدات بينهم شعبيا و على مستوى القيادات الدينية في سوريا، كما تنقل وسائل الإعلام الرسمية ” قداس العيد ” وترسل السلطات ممثلين عنها لزيارة الكنائس و الجوامع و تقديم المعايدة و المباركات .
و تحتفل الطوائف المسيحية التي تسير على التقويم الغربي ” بعيد الفصح ، عيد قيامة السيد المسيح من بين الأموات ” يوم 6 أبريل الجاري، بينما تحتفل الطوائف المسيحية التي تسير على التقويم الشرقي بهذا العيد يوم 12 من نفس الشهر.
و تبلغ نسبة المسيحيين في سوريا نحو 7% من تعداد السكان البالغ حوالي 25 مليون وفق آخر الإحصاءات شبه الرسمية العام الماضي .

مصريات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى