الأخبار

والدة شهيد مدرعة رفح في آخر حوار مع ابنها:

 

77

 

خيم الحزن على أسرة المجند الشهيد، محمد عبدالعظيم محمود إسماعيل، أحد شهداء حادث تفجير مدرعة الشرطة، التى كانت تقل جنودا بمدينة الشيخ زويد، فى رفح، شمال سيناء، والذى أسفر عن استشهاد 11 بينهم ضابط، وإصابة 2 آخرين.

داخل منزل بسيط بمنطقة حدائق حلوان، جنوب القاهرة، تجلس والدة الشهيد وسط أبنائها والعديد من السيدات اللاتى تواجدن بجوارها، لمواساتها وتقديم العزاء، فى الوقت الذى حرص فيه الجيران على الوقوف بجانب أفراد الأسرة، خاصة أن والد الشهيد متوفى منذ سنوات.

«المصرى اليوم» التقت أسرة الشهيد، عقب تشييع جثمانه فى الساعات الأولى من صباح الخميس، وقدمت لهم العزاء.

قالت أمينة محمود، والدة الشهيد: «محمد كان باقى له شهور وينهى خدمته، إلا أن أيادى الغدر طالته و(زمايله المساكين اللى كل يوم يتساقطوا واحد ورا التانى)، وفى كل إجازة له وهو مسافر أقول له (أنا خايفة عليك يا محمد)، وكان يرد عليا ويقول لى اللى استشهدوا مش أفضل منى يا ماما وما تخافيش عليا».

وأضافت: «خلال الفترة الماضية، منذ 7 شهور تقريباً، كان يردد (أنا هاموت شهيد)، وذلك بعد استشهاد زمايله الـ 25 مجندا فى رفح، وفى آخر يومين قبل سفره، يوم السبت الماضى، كان فى حالة على غير العادة، فكان كلما رأى أيا من أقاربه أو جيرانه المقربين، يصافحه ويحضنه ويطلب منه أن يتصور معه بـ(الموبايل) للذكرى، وكأنه كان يودعهم».

وتابعت: «يوم الثلاثاء الماضى، كان حفل عرس (محمود) شقيقه، وظل يرقص فى هذا اليوم، وفى اليوم التالى رأيته حزيناً، سألته (مالك يا محمد)، ورد عليا (مافيش يا ماما بس علشان خاطرى لو حصل لى حاجة سامحينى)، وقتها قلبى وجعنى وحسيت إنه هيحصل له مكروه، ويوم السبت الماضى سلم على الجميع وسافر، كلمنى وهو فى الطريق بسبب إحساسه بشىء غريب خلال هذه المرة، وبعدها لم أسمع صوته حتى سماع خبر الحادث، كان من التليفزيون».

تنهمر فى البكاء وتلتقط أنفاسها، قائلة «محمد نور عينى، والده توفى منذ 15 سنة وتركه وأشقاءه (ماجدة ومحمود ومريم)، أطفال، سهرت عليهم الليالى فى تربيتهم حتى كبروا، محمد كان يشتغل خلال الإجازة لمساعدة إخواته، وكان كل همه لما يخلص الخدمة إنه يسافر دولة عربية لكى يجهز شقيقته الكبرى المخطوبة».

وقالت «ماجدة»، شقيقة الشهيد: «لم أر محمد فى حياتى مثلما رأيته خلال آخر يومين فى إجازته قبل السفر إلى رفح، فكان أكثر جمالاً وخلقاً ومسالماً معى فى أى نقاش على غير العادة، فضلاً عن طموحه فى العمل بعد إنهاء الخدمة العسكرية، من أجل مساعدة جميع إخوته».

وأضافت: «محمد كان محترما وعلى خلق، كل الناس فى المنطقة بتحبه، ورغم عدم تعليمه وحصوله على أى مؤهل دراسى، إلا إنه كان على قدر من الثقافة ويحلم باستكمال التعليم، والحمد لله على كل حال، وربنا ينتقم من كل الغدارين، اللى طفوا فرحتنا».

وطالبت أسرة الشهيد، الرئيس عبدالفتاح السيسى، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، بالقصاص من الجناة ومقاومة الإرهابيين بيد من حديد والقضاء عليهم بالكامل.

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى