الأخبار

فى سوريا وليبيا والعراق.. أردوغان يزعزع استقرار المنطقة بحلم «الخلافة»

يواصل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، جرائمه التى يرتكبها بحق دول ذات سيادة مثل سوريا وليبيا والعراق، ما يؤكد أنه سبب القلق والتوتر فى منطقة الشرق الأوسط بتدخلاته السافرة فى شؤون دول المنطقة، وهو الأمر الذى يخدم مشروعه الكبير فى العودة إلى دولة الخلافة.

عفرين على حافة الإنسانية

ففى سوريا، توالت الأحداث فى منطقة عفرين، وشهد مواطنو المدينة السورية أوضاعًا كارثية، تجسد فيها ذل الاحتلال، فما بين تهجير لأصحاب الأرض وتوطين للمحتلين والغرباء، واعتقال ومضايقات للمدنيين، وصد عن المساعدة، عاشت عفرين على حافة الإنسانية.

وبحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان، فمنذ فرض سيطرة الاحتلال التركى ومواليه على كامل منطقة عفرين فى 18 مارس 2018، بدأت تلك القوات المحتلة تنفيذ اعتقالات بحق أكثر من 80 شخصًا، بينهم العشرات، ممن تم اقتيادهم إلى مراكز اعتقال وتحقيق فى منطقة عفرين.

وتحدثت مصادر للمرصد السورى مؤكدة أنه بعد نهب معظم منطقة عفرين من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها فى عملية “غصن الزيتون”، فإن عمليات الاعتقال تحولت إلى تجارة رائجة لدى الفصائل، حيث جرت اعتقالات بحق مدنيين كانوا التحقوا بخدمة التجنيد فى صفوف القوات الكردية سابقًا، وطلبت قوات تركيا مبالغ مالية تصل لملايين الليرات السورية للإفراج عنهم.

عفرين
 

قصف بالمدفعية

وفى شهر مارس الماضى، قصف الجيش التركى ريف حلب الشمالى بشكل مكثف عقب تفجيرات عدة بعفرين الواقعة تحت سيطرة قوات غصن الزيتون وفق المرصد السورى لحقوق الإنسان أيضا، الذى أفاد بأن القوات التركية قامت بقصف قرى طاطمرش وشوارغة ومحطيهما بأكثر من 100 قذيفة ردا على وقوع انفجارات بمدينة عفرين الخاضعة لقوات غصن الزيتون الموالية لتركيا.

وتتواجد قوات حماية الشعب الكردى المعادية لتركيا بالريف الشمالى لمحافظة حلب والذى يتعرض للقصف التركى.

الجيش التركى
 

عمليات عسكرية بشرق الفرات

وقبل أن يبدأ عملياته العسكرية هدد أردوغان بتدمير الأكراد فى شرق الفرات بالشمال السورى، واصفًا المنطقة بـ”الممر الإرهاربى”، على الرغم من محادثات واشنطن وأنقرة بشأن المسلحين المدعومين من الولايات المتحدة، بذلك يواجه الأكراد حربا جديدة قرر أن يشنها عليهم أردوغان، ذلك العدو التاريخى للشعوب الكردية، خصوصا بعدما تخلت واشنطن عن حلفائها الأكراد، وسمحت لأردوغان بشن عمليته العسكرية للاستيلاء على منطقة شرق الفرات التى تخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب، وهى ميليشيا كردية متحالفة مع أمريكا، وتعتبرها أنقرة جماعة إرهابية، بزعم أنها امتداد لحزب العمال الكردستانى “بى كيه كيه”.

وبالأمس، أعلن الرئيس التركى بدء العدوان بتنفيذ العمليات العسكرية على شمال شرق سوريا.

الجيش التركى
 

خطة محكمة للتقارب من “الطوارق”

على جانب آخر، بحثت تركيا عن موقع لها فى ليبيا، فبدأت فى تنفيذ خطة للتقارب مع عدد من ممثلى القبائل الليبية.

والحقيقة أن تركيا تسعى إلى توسعة نفوذها فى القارة الإفريقية، حيث بدأت بوضع خطة محكمة للتقارب مع عدد من ممثلى قبائل الطوارق، فى خطوة استهدفت تعزيز سياسة أردوغان بمنطقة الساحل الإفريقى.

والطوارق هى إحدى أكبر القبائل فى الصحراء الإفريقية، ويعيشون فى المنطقة الشمالية، ويطلق عليهم “رجال الصحراء الملثمون”.

وزار وفد من الطوارق يضم رموزا محلية، تركيا أول أبريل 2018، فى تحرك يعد مثالا على سلسلة من الاتصالات التى جرى ترتيبها من قبل عملاء أردوغان فى ليبيا كجزء من الجهود المبذولة لاختراق الطوارق فى السنوات الأخيرة.

ويمكن القول إن أفكار السلطان العثمانى الإمبراطورية، تهدف فى المقام الأول إلى احتلال مساحات أكبر فى المنطقة الإفريقية، ودعم الجماعات المسلحة لتظل بؤرة الصراع مستمرة، وهو ما دفعه إلى اللجوء لقوة مُستضعفة بالجنوب من أجل دعمها لوجيستيا وعسكريا لإطالة أمد الانقسام بين الفرقاء.

اجتماع المخابرات التركية ومشايخ قبيلة الطوارق
 

محاولات أردوغان فى العراق لا تنتهى

ويسعى أردوغان بكل ما أوتى من قوة إلى التدخل فى شؤون العراق، تماما مثلما حدث فى سوريا وليبيا، فأعلن أن بلاده أطلقت عملية عسكرية فى سنجار، شمالا، ضد مسلحى حزب العمال الكردستانى.

وقال أردوغان: “أكدنا أننا سوف ندخل سنجار أيضا، والآن بدأت العمليات العسكرية هناك”، وزعم أن تركيا “تحارب الإرهابيين فى الداخل والخارج”.

من جهتها، ردت وزارة الدفاع العراقية، على ما أعلنه أردوغان، وقالت إنها لن تقف مكتوفة الأيدى أمام أى تدخل عسكرى خارجى فى العراق.

 

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى