الأخبار

محبة بعد عداء 50 عاما

 

63

بعد قطيعة وحصار داما لأكثر من 50 عاما بين الولايات المتحدة الامريكية وكوبا، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس الأربعاء، عودة العلاقات رسميا مع كوبا، لتنتهى بذلك آخر فصول الحرب، وبدء فصل جديد من ” تحالف الشيطان “والذي يغلب المصالح المشتركة، غير ملتفت لتاريخ صراع التجويع والتآمر والدموع والدم .

أزمة الكاريبي

بدأ الصراع حين أقرت الولايات المتحدة الأمريكية حصارا اقتصاديا وماليا على كوبا منذ 22 أكتوبر 1962، بهدف إزاحة حكومة الرئيس السابق “فيدل كاسترو” الاشتراكية، والتي رأت فيها واشنطن تهديدًا كبيرًا لمصالحها في المنطقة.

وفي أكتوبر من عام 1962 تجددت الأزمة بين أمريكا وكوبا، ما يعرف بأزمة “الكاريبي”، وهي مواجهة بين أمريكا والاتحاد السوفييتي المتحالف مع كوبا، والتي حدثت عام 1962، والتي كانت أقرب أزمة كادت أن تؤدي لقيام حرب نووية.

إسقاط النظام الكوبي

وفي أغسطس 1962، وفي أعقاب عدة عمليات فاشلة للولايات المتحدة لإسقاط النظام الكوبي (غزو خليج الخنازير وعملية النمس) شرعت حكومتا كوبا والاتحاد السوفييتي في بناء قواعد سرية لعدد من الصواريخ النووية متوسطة المدى في كوبا، والتي تعطي الإمكانية من ضرب معظم أراضي الولايات المتحدة.

بدأ هذا العمل بعد نشر صواريخ “ثور” في بريطانيا ضمن مشروع إميلي سنة 1958 ونشر صواريخ جوبيتر في إيطاليا وتركيا سنة 1961، حيث أصبح بهذا لدى أمريكا المقدرة على ضرب موسكو بأكثر من 100 صاروخ ذي رأس نووي.

ووصلت الأزمة ذروتها في 14 أكتوبر عندما أظهرت صور استطلاع التقطت من طائرة التجسس الأمريكية “لوكهيد يو-2” عن وجود قواعد صواريخ سوفيتية نووية تحت الإنشاء في كوبا.

غزو كوبا

ما جعل الولايات المتحدة في التفكير جدياً في مهاجمة كوبا عن طريق الجو والبحر، ثم استقر الرأي بعمل حظر عسكري عليها، فأعلنت الولايات المتحدة أنها لن تسمح بتسليم أسلحة هجومية لكوبا، وطالبت السوفيت تفكيك أي قواعد صواريخ مبنية أو تحت الإنشاء في كوبا وإزالة جميع الأسلحة الهجومية.

وعبر قنوات سرية من الاتصالات بدأت اقتراحات لحل الأزمة، حيث انتهت في 28 أكتوبر 1962، عندما توصل كلّ من الرئيس الأمريكي جون كينيدي، وأمين عام الأمم المتحدة يو ثانت إلى اتفاق مع السوفيت لإزالة قواعد الصواريخ الكوبية شريطة أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا وأن تقوم بالتخلص بشكل سري من الصواريخ البالستية المسماة بجوبيتر وثور، حيث أزال السوفييت بعد أسبوعين من الاتفاق جميع أنظمة الصواريخ ومعدات الدعم، وانتهى رسميًا الحظر على كوبا يوم 20 نوفمبر 1962 في الساعة 6:45 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

وبعد أحد عشر شهرًا من الاتفاق وفي سبتمبر 1963 تم إبطال مفعول جميع الأسلحة الأمريكية في تركيا. ثم حدث كنتيجة لمفاوضات إضافية إنشاء الخط الساخن بين موسكو وواشنطن.

إسقاط طائرتين يجدد الأزمة

وتفاقمت حدة التوتر مرة أخرى بعدما أسقطت كوبا طائرتين في الولايات المتحدة في فبراير 1996، وردًا على هذا، سن البيت الأبيض قانون “هلمز – بورتن” في مارس لتشديد الحصار الاقتصادي على كوبا.

حرب اقتصادية

وفي مايو 2004، أعلن الرئيس الأمريكي السابق “جورج دبليو بوش” عن خطة جديدة ضد كوبا ليشدد مرة أخرى القيود المفروضة عليها، وتنص الخطة على أنه سيتم تخصيص 59 مليون دولار أمريكي لتمويل أنشطة مناهضة لكوبا خلال فترة مدتها عامين وخفض الحوالات النقدية من الأمريكيين من أصل كوبي إلى النصف وفرض حد على زيارات الأسر بين البلدين.

التطبيع مع واشنطن

وقد وجه الزعيم الحالي لكوبا “راؤول كاسترو” منذ توليه مهام منصبه في عام 2008، دعوات متكررة لتطبيع العلاقات بين هافانا وواشنطن.

وأعرب “راؤول كاسترو” عن أمله في أن تضع إدارة الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” نهاية للحصار، إذ إن التقدم يمضي ببطء ولم يتم تخفيف سوى عدد من القيود خلال فترة الرئاسة الأولى لأوباما.

وفي 8 سبتمبر الماضي، مدد أوباما إجراءات وقيود الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض ضد كوبا، باعتبارها ذات مصلحة وطنية للولايات المتحدة، بحسب ما جاء في مذكرة بعثها إلى وزير العلاقات الخارجية جون كيري ووزير الخزانة جاك ليو.

نهاية الحصار

جاء إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بعودة العلاقات رسميا مع كوبا، نهاية لتوترات عشرات السنين بين الجارتين، حيث قال:” سننهي سياسة عفا عليها الزمن في العلاقات مع كوبا وسيتم افتتاح سفارة في هافانا”.

وأشار “أوباما”، إلى أن واشنطن ستعيد النظر في تصنيف كوبا كدولة راعية للإرهاب، مؤكداً علي التعاون بين أمريكا وكوبا في مجالات مختلفة بينها مكافحة الإرهاب والمخدرات.

الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى