أخبار مصر

رئيس حقوق الإنسان: ليس هناك دولة تستطيع القضاء على الهجرة وحدها وهى تواجه الإرهاب

قال محمد فايق رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن المؤتمر الـ12 لشبكة المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان الإفريقية يناقش موضوعاً يشغل بال الملايين من أبناء قارتنا الأفريقية والعالم وهو “الهجرة”، وذلك من خلال التركيز على “الاتفاق العالمى من أجل هجرة آمنة و منظمة”.

وأوضح فايق خلال كلمته بالمؤتمر: “هذا الحدث الذى يستكمل مساراً طويلاً فى زمن مضى أعطته مصر اهتماماً كبيراً وأعطيته كل اهتمامى من أجل تحقيق هدف آخر هو أن تكون إفريقيا حرة وخالية من العنصرية”.

وأضاف: “تابعت باهتمام كبير مسار إصدار الوثيقة القيمة التى يناقشها المؤتمر، والمقترحات المهمة التى طرحتها للتفاعل مع أهدافها، وهى رغم حرصها على تأكيد طبيعتها كإطار تعاونى غير ملزم قانوناً، تظل هذه الوثيقة أساسًا لالتزام جماعى عبر إستنادها على مواثيق وعهود ملزمة، فضلاً عن الالتزام الذاتى من جانب الدول التى أقرتها، وطبيعة ارتباطها العضوى بخطة التنمية 2030 والأفريقية 2063.

وتابع: “هناك 3 أمور يتوقف عليها نجاحنا فى تنفيذ الاتفاق العالمى للهجرة يتصل أولها بتوفير بيانات دقيقة ومصنفة لاستخدامها كأساس للسياسات القائمة على الأدلة (و هى موضوع الهدفين 1 ، 3 )، والواقع أن المحاولات السابقة لتحقيق هذا الهدف خلال إعداد تقارير التنمية الإنسانية أثبتت حجم ما يمثله هذا الهدف من تحدِ يضاف إليه بالضرورة الطابع الضبابى الذى يكتنف قضايا الهجرة واللجوء والنزوح التى تتضارب فيها الأرقام والتقديرات بشكل كبير”.

وأشار إلى أن ثانيها يتعلق بالعمل على إنهاء أو تقليص الدوافع والعوامل الهيكلية السلبية التى تجبر الناس لمغادرة بلدانهم الأصلية والهجرة أو اللجوء لبلد تتوافر فيه بيئة مواتية لأن يعيشوا حياة سلمية ومنتجة وقابلة للاستمرار، وهو تحدٍ تقع بعض جوانبه خارج الإرادة السياسية للدولة.

ولفت إلى أنه لم يعد من الممكن لأى دولة أن تعالج مسألة الهجرة أو تقضى على أسبابها منفردة وهى تواجه الإرهاب، أو النزاعات المسلحة، أو الحروب التجارية، أو التغيرات المناخية والبيئية التى ينتج عنها التصحر وغيرها من أسباب الهجرة والنزوح.

وأوضح أنه يتعلق ثالثها بمدى توافر الإرادة السياسية، فما لم تتوافر هذه الإرادة دولياً فستظل أهداف هذه الوثيقة غير قابلة للتحقق على نحو مماثل لما نراه فى منظمات إقليمية أخرى راسخة فى معالجتها لقضايا لا تقل أهمية عن تلك التى نناقشها.

وشدد على أن حديثه عن التحديات لا يعنى التشكك فى قدراتنا الأفريقية على تحقيق أهدافنا؛ بل يعنى الحاجة إلى شحذ الهمم، وحشد الإمكانيات لإنجاز أهدافنا، ولدينا منها الكثير، مضيفا أن لدينا الآليات الأفريقية التى يمكن أن تدعم أهدافنا مثل منتدى سياسات الإتحاد الأفريقى، واللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب التابعة للمفوضية الأفريقية كآلية أفريقية لحماية حقوق الإنسان، فضلا عن إطار سياسة الهجرة الأفريقية 2018 – 2030 وخطة العمل الخاص بها.

وتابع: “أما عن الشبكة الأفريقية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ( Nanhri ) فتقع عليها مسئولية كبيرة فى قضية الهجرة وتنفيذ هذا الاتفاق، يساعدها فى ذلك سعة انتشار مؤسساتها فى أفريقيا بوجود 44 مؤسسة حتى الآن تستطيع من خلالها اكتشاف المنازعات قبل نزوعها إلى السلاح والعمل مع الآليات الأخرى لإيجاد الحلول، وبمعنى أخر استخدام الدبلوماسية الوقائية والعمل سوياً لبناء السلام فى أفريقيا.

ولفت إلى أن لدينا رصيد من الثقة بأنفسنا اكتسبناه من نجاحنا فى القضاء على الاستعمار الذى كان يحتل معظم بلدان القارة، وتصفية النظم العنصرية التى كانت تستحوذ على ثرواتها، وبناء نظام إقليمى متماسك وطموح يتطلع إلى قارة متكاملة ومتحدة سياسياً، وتدعو إلى حرية الأشخاص ورؤس الأموال والسلع والخدمات، فضلاً عن إطار لسياسة الهجرة لأفريقيا 2018-2030 وخطة العمل الخاصة بها.

واختتم كلمته قائلا: “لقد نجحنا فى تحرير أوطاننا ونعمل اليوم من أجل توفير حياة كريمة للجميع”.

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى