الأخبار

الكنيسة مسنودة من ..

171

أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ثقته في أن الأنبا يؤانس سيخدم إيبارشية أسيوط كما كان يفعل الأنبا ميخائيل، سلفه الراحل.

وقال البابا، خلال عظته التي ألقاها اليوم بقداس رسامات الأساقفة الجدد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية: “نفرح بتجليس الأنبا يؤانس في أسيوط وهو محبوب بين الآباء الأساقفة ويخدم بدير العذراء درنكة وسيخدم الإيبارشية كما خدمها سابقا المتنيح الأنبا ميخائيل”.

وأضاف أن أسيوط إيبارشية لها احتياجات كثيرة، مشيرا إلى أن الأنبا يؤانس أمامه عمل كبير في مناطق كثيرة، منها ساحل سليم والبداري ودير العذراء درنكة، وكذلك تأسيس دير القديس هرمينا.

وأشار البابا، في كلمته، إلى أن “رسامة الأنبا لوقا أسقفا لجنوب فرنسا، وهي أول أسقفية قبطية للأقباط المصريين تتأسس في جنوب فرنسا، ستجعله يخدم الكنائس في جنيف والقطاع الفرنسي في سويسرا وبها عدد كبير من الطلبة الذين يدرسون في جامعات فرنسا ونثق في أنه يقدر علي هذه الخدمة وتوفير الرعاية لكل أحد”.

أما عن الأنبا بقطر والذي سيم لخدمة الوادي الجديد والواحات، أكد البابا أن جهود الدولة تمتد لهذه المناطق، مشيرا إلى المشروع الذي تحدث عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي عن استصلاح الأراضي هناك، مؤكدا أن هذه المحافظة هي المحافظة الوحيدة التي لم يكن لنا بها أسقف مقيم بها ولكن رعاها نيافة الأنبا لوكاس لسنوات واهتم بها.

وأكد البابا أن سيامة الأنبا يواقيم في مناطق إسنا وأرمنت وهي مناطق بها قرى ومدن كثيرة وأديرة وهذه المناطق تحتاج لعناية ورعاية متكاملة، لافتا إلى أن الأنبا إيلاريون سيخدم في القاهرة في أحياء تحتاج لخدمة كثيرة وهي مناطق بها كثافة سكانية وهي مناطق الهجانة وألماظة وجزء من مدينة نصر، في كنيسة الشهيد مارمينا.

وقال إن الأنبا إكليمندس سيخدم في مناطق شرق كندا وهي منطقة واسعة وبها رعية قبطية كبيرة، مشيرا إلى أنه تم تجليس الأنبا مينا منذ عامين في مناطق غرب كندا وهي مناطق تحتاج إلى كثير من الجهد لخدمتها، وشرق كندا أيضا يحتاج إلى تدبير فوقع اختيارنا على نيافة الأنبا إكليمندس الذي خدم في فرنسا سنوات طويلة، مما يؤهله للخدمة في شرق كندا، حيث إنهم أيضا يتحدثون الفرنسية.

وأضاف البابا أن الأنبا مارك سيخدم مناطق شمال فرنسا باريس وضواحيها، حيث خدم هناك في البداية القس جرجس إلا أن الخدمة هناك تحتاج لتنظيم وتنسيق شديد وربما تصير فيما بعد إيبارشية مستقلة.

وأكد البابا أن الأنبا هرمينا سيخدم مناطق عين شمس والمطرية، حيث كان يخدم هذه المناطق سابقا الأنبا تيموثاوس وخدم بها خدمة ناجحة، متمنيا أن تكون خدمته هو أيضا ناجحة.

ووجه البابا كلامه إلى الأساقفة الجدد، قائلا: “السيامة لها معاني كثيرة في مسيرة الكنيسة القبطية”، مؤكدا أن دعوة الأسقفية ليست دعوة عادية فهي لها ثلاثة جوانب فيض الحب بروح الأبوة وتقديم الخدمة بروح الشمول وتعب بروح الاتضاع.

وأضاف البابا أنه “عندما تدعو الكنيسة أحد للأسقفية تدعوه ليفيض بالحب بروح الأبوة، فهي ليست رئاسة أو سلطة أو مجرد إدارة بل يصير أب للكهنة، الخدام، الشعب ويستلم الحب الأبوي من المسيح ويسلمه لكل أحد”.

وأكد أن نجاح الأسقف يتضح عندما نسأل الشعب عنه فيقول عنه إنه أب، مشددا على أنه يجب على الأسقف أن يقدم الخدمة بروح الشمول فهو مسئول عن كل أحد وكل نفس في كل مكان؛ فالخدمة تكون في كل ربوع الإيبارشية يوفر الرعاية الروحية لكل شخص، فالكنيسة عندما وجدت أن لها أبناءً كثيرين في مناطق متفرقة أوجدت خدمة المذبح المتنقل لكل أحد في كل مكان.

وكشف البابا عن أن كلمة أسقف تعني “ناظر من فوق” وكلما ارتفع الإنسان إلى فوق يستطيع أن يرى أوسع ليرى احتياجات الخدمة التعليمية والطقسية وكل ما يلزم الخدمة ويعمل كل شيء بالتساوي ويعمل في كل الأماكن مع كل الفئات، فهو مثل “المايسترو” مسئول عن تنسيق الخدمات باختلاف نوعياتها لتعمل بشكل متناغم، وحين تصلي الرعية عنه بحرارة لله لكي يعطيه نعمة يستطيع حينئذ يرعى شعبه ويشبعه ويرويه.

وأكد أنه على الأسقف التعب بروح الاتضاع؛ حيث إن مفهوم الترقية في المعنى المسيحي والأرثوذكسي ليس هو الارتفاع إلى فوق وإنما النزول عند الأقدام، ليكون الأب الأسقف مثالا للتعب والمجهود من أجلك “نمات كل النهار”، هذه هي وصية الانجيل.

واستشهد البابا في كلمته بقول بولس الرسول: “لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه”، مؤكدا أن الخدمة بها آلام متعددة وكثيرة وهذا هو الصليب الذي يحمله فيقدم مزيدا من التعب والجهد ولكن بروح الاتضاع، فهو ليس سيدا فأمام الله لا يوجد سيد.

وقال إن ترتيبات الكنيسة تؤكد هذا، فوجود كاهن وأسقف إنما هو لتكميل الخدمة، وأن روح الاتضاع تحفظه من أي ذات أو كبرياء فهو رئيس وسيد ومسئول ولكن عند الأرجل.

واختتم البابا كلمته قائلا: “نصلي من أجلهم ومن أجل كل الرعاة وأنا أعلم أن الجميع يتعبون في الخدمة والمسيح يبارك في كنيستنا، وكل الإيبارشيات داخل مصر وخارجها، وأرجو ألا تلتفوا لما يشاع على المواقع الإلكترونية عن الكنيسة، فالكنيسة مسنودة بعمل الروح القدس وآباؤها يحيون معا في وحدانية القلب بالمحبة التي تفيض من قلوب”.

 صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى