الأخبار

“التكفير” محنة كبرى تحول الحياة إلى جحيم لا يطاق

146

كتب لؤى على و إسماعيل رفعت

 

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن آفة التكفير ظهرت بمصر منذ التسعينات، وظن الكثيرون أنها انتهت إلى الأبد، لكننا فوجئنا هذه الأيام بأنها تطل برأسها على مجتمعاتنا مرة ثانية بوجهها القبيح فى إفريقيا وآسيا، تدمر وتغتال الآمنين وتحول حياة الناس إلى جحيم لا يطاق، والأزمة أنهم يرتكبون هذه الأعمال باسم الإسلام، وينفذون أعمالهم التخريبية تحت صيحات التهليل والتكبير وإضفاء صفة الجهاد على تلك الممارسات الشاذة، مما أدى إلى الإساءة لمفاهيم ومبادئ الإسلام.

وأوضح شيخ الأزهر فى كلمته بمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن ظاهرة التكفير ليست مستحدثة ولها أصول تعود إلى فكر الخوارج الذين انحرفوا فكريا، ثم عادت ظاهرة التكفير عام 1968 بسبب ممارسات فكرية ضالة لجماعة التكفير والهجرة نتيجة الممارسات العنيفة وغير الآدمية تجاههم فى السجون والمعتقلات، حتى أنهم رفضوا دعوات البعض داخل السجون إلى كتابة ما يؤيد الحاكم ليخرجوا ثم اتهموا زملاءهم الذين فعلوا ذلك بالكفر، وبدأت موجة من التكفير لكل المجتمع فوصفوا المجتمع الذى يؤيد الحاكم بالكفر، واعتبروا الوسيلة لدخول مجتمع الإيمان مرة ثانية بالانضمام إلى فكرهم وتأييدهم.

وأضاف: “وكان التكفير منهجا لدى شباب ساخط على الأوضاع التى يعيشها، إلى درجة أن الباحثين فى فكر التكفير اعتبروه أنه فكر أزمة وليس منهجا”، وعاد الطيب ليؤكد أن العنف الذى تمت ممارسته تجاه الشباب فى السجون والمعتقلات أسهم فى خلق أفكار شاذة، وهذا لا يعنى أن السجون والمعتقلات هى السبب الأوحد لعودة التكفير، فهناك سبب آخر وهو تراث الغلو والتشدد فى الفكر الإسلامى، وهو تراث ينتمى إلى فكر الخوارج الذين حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال الطيب إن بعض أهل المذاهب فى الفترة الحالية استغلوا الفضائيات والكتابات لنشر أفكارهم المتشددة، لإفساد عقول الشباب انطلاقا من كون مذهبهم الحق الذى يعرف الخطأ، وبالتالى أسهموا فى إضلال عقول الكثيرين من الشباب الذين انتهجوا التكفير منهجا، رغم أن التكفير قضية لا يملكها أحد، وإنما هى قضية شرعية بحتة لا يسرع إليها سوى الجهلة من الناس، فالبعد عن التكفير أصل من أصول أهل السنة الذين يسعى الأزهر إلى نشر مذهبهم وفكرهم من خلال السعى المتواصل دون يأس حتى تتحقق المبادرات التى أطلقها الأزهر بالجلوس إلى مائدة حوارية للوصول إلى كلمة سواء تجمع ولا تفرق.

اليوم السابع

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى