اخبار عالمية

«عاصفة غضب» تضرب الانتخابات الرئاسية في الجزائر

أدلى الناخبون الجزائريون بأصواتهم، في الانتخابات الرئاسي، اليوم الخميس، لاختيار خلف للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي استقال تحت ضغط الشارع بعد حوالى 10 أشهر من الاحتجاجات الشعبية الحاشدة وغير المسبوقة، فيما أقدم محتجون على تعطيل التصويت بأغلب بلدات ولاية بجاية إحدى أكبر مدن منطقة القبائل شرق الجزائر وتحطيم مركزي تصويت فيها.

وفتح نحو 61 ألف تصويت عبر أنحاء البلاد أبوابه كما كان منتظرا عند الساعة الثامنة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

وأظهرت الصور التي بثها التلفزيون الرسمي والتلفزيونات الخاصة، إقبالا “كبيرا” للناخبين على بعض مراكز التصويت بولايات “البليدة، والمدية، وباتنة، وادرار، وعنابة، ووهران”.

وأدلى الرئيس الجزائري المؤقت، عبد القادر بن صالح، بصوته بأحد المراكز الانتخابية في العاصمة الجزائر وسط حضور إعلامي كبير، لكن من دون أن يُدلِي بأي تصريح، على عكس سليمان شتيت، رئيس مجلس النواب، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

وفي باب الواد، الحي الشعبي بالعاصمة الجزائرية، تقدّم نحو 100 ناخب أغلبهم شباب، للإدلاء بأصواتهم في أكبر مكتب انتخاب بالبلدية وهو مركز ثانوية الأمير عبد القادر، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

في المقابل، تواصلت بمنطقة القبائل في الجزائر الاحتجاجات الرافضة لإجراء الانتخابات الرئاسية؛ وذكرت معلومات متطابقة أن العملية الانتخابية جرى توقيفها من قبل المحتجين بأغلب بلدات ولاية بجاية، فيما تشهد أخرى ضغطا شعبيا لوقف العملية الانتخابية.

وقام معارضون للانتخابات الرئاسية في الجزائر باقتحام وتحطيم مركزي تصويت بولاية بجاية، حيث قاموا بتحطيم صناديق التصويت وخربوا قوائم الناخبين، تعبيرا عن رفضهم إجراء الاقتراع.

وأظهر مقطع فيديو نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي استخدام قوات من الدرك الوطني الذي يتبع وزارة الدفاع للغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين تجمعوا بهدف إغلاق مكتب التصويت بمنطقة “واد غير”.

وذكر الموقع الإخباري الإلكتروني “كل شيء عن الجزائر”، أن مكاتب التصويت لم تفتتح بولاية “تيزي وزو” عاصمة منطقة القبائل، بعد ساعة من انطلاق الاقتراع الرئاسي.

وسيطرت أجواء مشحونة على المشهد العام بولاية البويرة، حيث قام مواطنون بتنظيم تظاهرة رافضة لهذه الانتخابات.

وترى الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ 22 فبراير الماضى أن هذه الانتخابات ليس سوى طريقة لتجديد النظام؛ ويتنافس خلالها 5 مرشحين، يعتبر المحتجون أنهم جميعاً من أبناء “النظام” الذي يطالبون بإسقاطه.

ويرتقب ان تغلق مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة مساء؛ وخلال الانتخابات السابقة، أُعلنت نسبة المشاركة في وقت متأخر مساءً، أما النتائج فكُشف عنها في اليوم التالي؛ واستنادا إلى النتائج، قد تُجرى دورة ثانية في الأسابيع المقبلة.

وفي غياب استطلاعات الرأي في الجزائر، من الصعب توقع عدد الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم من أصل 24 مليون ناخب، في بلد عُرف تقليديا بتدني نسب المشاركة. إلا أن غالبية المراقبين يتوقعون امتناعًا واسعًا عن التصويت.

وأعطت مراكز الاقتراع في القنصليات الجزائرية في الخارج، حيث بدأت عملية الاقتراع السبت الماضي، لمحة إلى ما يمكن أن يحدث في الداخل إذ إنها كانت شبه خالية فيما هتف متظاهرون أمامها محاولين التأثير على العدد القليل الذي جاء ليصوّت.

ويتنافس على منصب الرئيس الثامن للجزائر 5 مرشحين، بينهم 4 رؤساء أحزاب وآخر مستقل، وهم: عز الدين ميهوبي الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي (الموالي)، ورئيس الوزراء الأسبق عبدالمجيد تبون، بصفته مرشحا مستقلا، وعلي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات (المعارض) ورئيس الوزراء الأسبق، ورئيس حزب جبهة المستقبل عبدالعزيز بلعيد، وعبدالقادر بن قرينة رئيس “حركة البناء الوطني” (إسلامي).

ووجد المرشحون خلال حملاتهم الانتخابية صعوبة في ملء القاعات حتى الصغيرة منها خلال تجمعاتهم التي منع كل معارض عنها وجرت تحت حماية بارزة من الشرطة؛ ومع ذلك واجهتهم مظاهرات معادية أثناء تنقلاتهم؛ ويتهمهم المحتجون بأنهم يؤيدون “النظام” من خلال ترشحهم ويأخذون عليهم دورهم في رئاسة بوتفليقة.

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى