الأخبار

خطر الإرهاب مصدر قلق في اليابان

 

61

 

بعد عشرين عامًا على الاعتداء الذي شنته طائفة “أوم” في قطار الأنفاق في طوكيو، لا يزال التهديد الإرهابي مصدر أكبر قلق في اليابان التي قتل عدد من رعاياها في هجوم اليوم في تونس.

ففي 20 مارس 1995، وحسب خطة محكمة، أطلق عدد من أعضاء منظمة الحقيقة المطلقة “أوم” الغامضة غاز السارين في عربات مترو متوجهة إلى المركز الإداري للعاصمة.

ولم يدرك أحد ما كان يحدث في ساعات الصباح الأولى في أوج الازدحام، بينما خرج العديد من الركاب من حافلات المترو، وهم يعانون من الاختناق غير قادرين على الرؤية على خطوط المترو التي استهدفت.

وبلغت حصيلة ضحايا هذا الهجوم 13 قتيلًا من أصل 6300 شخصا أصيبوا بالتسمم. وشكل هذا الاعتداء صدمة للمجتمع الياباني الذي لم يتمكن حتى اليوم من تفسير كيف حدث ذلك.

وقبل فترة من الحادث، وخلال ما قد يكون تدريبا قتل سبعة أشخاص في مدينة ماتسوموتو في وسط البلاد، وأصيب نحو 600 آخرين بمشاكل صحية أخرى أصبحت عاهات دائمة لدى البعض.

وتمكنت الطائفة، من أن تنتج في مختبر كميات كبيرة من غاز السارين المادة القاتلة التي ابتكرها علماء في عهد النازيين في ألمانيا في نهاية ثلاثينات القرن الماضي.

وحكم على زعيم الطائفة أساهارا و12 من اتباعه بالإعدام للجرائم التي ارتكبت لكن لم ينفذ أي من الأحكام، بينما يمثل أمام القضاء حاليًا آخر الأعضاء الذي اعتقلوا في هذه الطائفة.

وكانت اليابان تابعت بإعجاب مشوب بالقلق ولادة ونمو طائفة “أوم” في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

وكان الزعيم الروحي لهذه المجموعة أساهارا، واسمه الحقيقي شيزو ماتسوموتو، يتنقل من برنامج تلفزيوني إلى آخر، ومن منتدى إلى منبر للحملات الانتخابية للفت انتباه المواطنين، وبينهم علماء شبان وأطباء ومحامون وأفراد آخرون من النخبة.

وقال المحامي يوجي ناكامورا، إن “هؤلاء الناس الأذكياء دمروا بانضمامهم إلى أوم” الطائفة التي جذبت أكثر من 20 ألف شخص.

وعلى الرغم من شهادات عديدة، وكتب بينها “قطار الأنفاق” (اندرغراوند) للروائي هاروكي موراكامي، والمحاكمات التي أفضت إلى أحكام على حوالى مئتين من أعضاء الطائفة، لا يزال الغموض يلف حوادث 1995.

وصرح أستاذ علم النفس، في جامعة ريشو، أن “الإجراءات القضائية كان يمكن أن تكون فرصة لليابان لتقاسم الأفكار مع العالم في مكافحة الإرهاب وليس بمعالجة كل جريمة وواقعة على حدة”. لكن لم يتم استخلاص الدروس ولا تقاسمها، على حد تعبيره.

فبعد عشرين عاما على هذا الاعتداء، ما زال الإرهاب يشكل تهديدًا حقيقيًا لليابان.

وما زالت طائفة أوم موجودة بأسماء أخرى، ويسعى اتباعها إلى تجنيد أشخاص معجبين باساهارا يقدر عددهم حاليا بنحو 6500، وهو أمر يثير استياء المحامي ناكامورا. وقال “يمكننا تدمير أوم وعلينا إنهاء هذه المنظمة”.

وإلى جانب الوقاية من خطر وقوع هجمات على أرضها، تبدو اليابان مضطرة للتعاون مع دول أخرى لتوسيع مراقبتها للمنظمات الأجنبية كما تكشف الأحداث الأخيرة.

ولهذا السبب، ومع اعترافها بالنقص في وسائل الاستخبارات في مناطق الخطر مثل الشرق الأوسط وإفريقيا، تسعى حكومة اليابان للتقارب مع دول أكثر خبرة.

لذلك قررت طوكيو، الأسبوع الماضي تعزيز تبادل المعلومات في هذا المجال مع فرنسا “التي لديها معرفة جيدة بهذه المناطق” كما قال دبلوماسي ياباني.

قتل تنظيم الدولة الإسلامية مطلع السنة الجارية اثنين من اليابانيين بقطع الرأس بعد احتجازهما عدة أسابيع، كما وجه الجهاديون سلسلة من الإنذارات إلى الحكومة اليابانية التي يعتبرونها حليفة للاميركيين.

وقتل عشرة يابانيين آخرين في الهجوم على حقل ان اميناس في الجزائر في 2013. كما قتل ثلاثة آخرون في الهجوم على متحف باردو في تونس الاربعاء.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى