الأخبار

الصراعات السياسية تخفي مظاهر الإفطار

 

150

 

رمضان هذا العام مختلف عن سابقه من الأعوام الماضية، فالنفحات الرمضانية طافت العالم العربي وتشابهت في توقيت قدوم الشهر الكريم، لكنها اختلفت في معظم الدول العربية في أجواء الاحتفال بالصيام والإفطار.

الصراعات السياسية

الصراعات السياسية في البلدان العربية طغت على التقاليد الموروثة التي يتبعها الصائمون في احتفالاتهم بقدوم رمضان.

ليبيا والعراق غابت أجواء رمضان عنهما، بسبب الصراعات السياسية والأزمات الطاحنة من كهرباء ووقود وسلع غذائية، فالأحزان الليبية لا تنتهي بسبب الصراعات التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة بعد انشقاق لواء من الجيش الليبي” حفتر”، الأمر الذي يجعل كثيرًا من الليبيين لا يستطيعون الاستمتاع بعاداتهم الموروثة.

فإلى جانب الروحانيات العالية التي تُميِّز شهرَ رمضان في ليبيا، أيضًا يتميز الشهر الكريم هناك بأنه شهر التسوق، فيه تزداد عمليات البيع والشراء لكافة مستلزمات الأسرة.

مدفع الإفطار

مدفع الإفطار قديمًا في طرابلس كان يسمعه الناس من وراء جدارن السراي الحمراء، فينطلق مُنبِّهًا أهالي المدينة بوجوب الفطر؛ لدخول وقت المغرب، لكن رمضان الحالي فيختلف الناس بين مدفع رمضان ومدافع حفتر والجيش الليبي التي أصبحت لا تفرق بين الليبيين.

أشهى الأكلات الليبية

وعن الأكلات الرمضانية في ليبيا، نجد أن ليبيا هذا العام انتشرت بها الأكلات التقليدية مثل (البسيسة)، وهي عبارة عن عدد من البقوليات عدس وحمص وكمون وشعير وسكر، وبعض البقوليات التي تصل إلى أكثر من 10 مكونات من الحبوب والبقوليات، يتم شراؤها وتنظيفها وأخذها للمطحنة، وتطحن ويضاف عليها زيت الزيتون ثم يدمج مع التمر، وهذه الوجبة من أهم مظاهر الإفطار في رمضان في ليبيا.

الأكلة الأخرى تسمى ( الزميطة) يتم تحضيرها قبل رمضان؛ لأنها تحتاج لشراء الشعير وتنظيفه وتحميصه على النار ثم طحنه، ويُخلَط بالزيت حتى يكون مثل العجين، وتقدم على مائدة الإفطار والسحور في رمضان، وباقي السنة عادةً تؤكل في الإفطار أو العشاء.

اختفاء السرادقات

وفي ليبيا هذا العام اختفت السرادقات التي كان يتم نصبها لاستقبال موائد الرحمن، وغابت حلوى السميد و«الجلجلانية» واللوز، التي يشتهر الليبيون بتقديمها والإقبال عليها في رمضان عن الأسواق، كما أن بعض السرادقات التي فتحت أبوابها تجدها تمتلئ بأردأ أنواع الحليب وأردأ التمر وأردأ مشروبات والأطعمة.

الموائد فقيرة

فعلى مايبدو أن الإفطار في ليبيا يتسم بالموائد الفقيرة على بعض الأسر، خاصة مع ارتفاع أسعار الغذاء، من اللحوم والتي وصلت إلى 23 دينار للكيلو.، والخضار والبيض وهى مواد ترتفع أسعارها ارتفاع كبير مما أخفي هذه الوجبات من قوائم الموائد الرمضانية الليبية.

الليبيون لا يقدرون مواصلة إفطارهم في ظل عناد الكهرباء لهم والتي تنقطع لمدد طويلة، مما أربك حياتهم في هذا الشهر.

العراق نسخة بالكربون من ليبيا

وفي العراق لا يختلف الأمر كثيرًا، فمظاهر الصيام والإفطار غلب عليها الصراعات السياسية، بين قوات نور المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته وبين مقاتلي داعش.

العراقيون يعيشون منذ 10 سنوات أجواء رمضانية غير مكتملة بسبب تردي الوضع الأمني الذي حرمهم من إكمال الاحتفال بعاداتهم في الإفطار في رمضان، فالعراقيون كانوا يتمتعون بالسهرات العائلية والتجوال في الشوارع بعد الإفطار، لكن رمضان الحالي بدا الأسوأ من الأشهر الرمضانية خلال السنوات السابقة، بسبب الاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد.

الإفطار في رمضان صاحبه طلقات المدفعية والرصاص، بلدات فُجرت فيها أماكن عبادة كان يُصلي فيها، والآن تخلو تلك البلدات من أي أذان أو تكبير.

أشهى الأكلات

في العراق تختار أم البيت لكل يوم من أيام رمضان هذه الأكلات: شوربة، تشريب، هريسة، كبة برغل، كبة حامض، مخلمة، باجة، زردة حليب، حلاوة تمر، أما بعد الإفطار يذهب البغاددة إلى المقاهي للتسلية بلعب لعبة المحيبس أو لعبة الصينية أما النساء فإنهن ينشغلن بعمل الكليجة.

مصر العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى