الأخبار

كيف ارتدت الباحثة نجوى خليل عباءة الإخوان؟

الدكتورة نجوى خليل، وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية

 

 

لدى نجوى خليل وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية أسلوب أمومى، فلو أنك جلست لتتحدث إليها فأنت لن تتصور أنك تجلس أمام وزيرة، ولو قابلتها فى مقرّ مجلس الوزراء وجلست إليها ستشعر على الفور بمجرد أن تبدأ الكلام بأنك تجلس مع والدتك فى المنزل، خصوصا وهى تكيل إليك كل ذلك الكم من النصائح، وفى الأغلب فإن نمط إدارة المنزل هو الذى اعتمدت عليه وزيرة الشؤون الاجتماعية فى التعامل مع ملف إشهار جماعة الإخوان كجمعية. نعم.. فما جرى لا يشير بكل تأكيد إلى منطق وزيرة فى مجلس وزراء ولا دولة لها كيان قانونى.

القرارات التى يمكن أن تكون نجحت فيها تلك السيدة هى زيادة المعاشات وضم المرأة المعيلة إلى التأمين الصحى، وهذه جميعها أعمال تتصرف فيها الوزيرة من منطلق أمور خيرية لم تكن تتناقض مع تنظيم جماعة الإخوان، وبكل تأكيد فإنها لم تتصادم معها فى أى شىء آخر، ومنذ أن تولت المسؤولية وهى تؤكد أنه جار إعداد قانون الجمعيات الأهلية، وإذا سألتها عن التفاصيل لا تحصل منها على إجابة واضحة، خصوصا إذا تعلق سؤالك بموقف جماعة الإخوان، وهى حتى شهر مضى لم يكن بمقدورها مجرد النطق وتأكيد أن وضع الجماعة غير قانونى بشكل صريح، وحينما وفقها الله وتحدثت قالت إن الجماعة ستوفّق أوضاعها قريبا، كأنها المتحدث الرسمى للإخوان، ولم تجب عن الوضع الفعلى وفقا لمشروع القانون الجديد، ولهذا لم يكن إعلان إشهار جمعية الإخوان من داخل الجماعة أمرا يؤرق الوزيرة لأنها سبق أن تحدثت باسمهم، وبمنطق إدارة المنزل «مننا فينا.. الحكومة والجماعة»، أو بمنطق «زيتنا فى دقيقنا» أعلنت الوزيرة صراحة أن جماعة الإخوان تقدمت بطلب يوم 19 مارس والإشهار تم خلال 24 ساعة.

الخبرة والسنوات التى قضتها الوزيرة رئيسا لمركز من أهم مراكز البحوث فى مصر لم تنعكس عليها فى منصبها الحالى، وخبرة البحوث والدراسات التى خرجت عن هذا المركز «مركز البحوث والدراسات الاجتماعية» لم تمكّنها من قراءة المشهد العام ورفض المواطنين للجماعة الفاشية، ولم تمكنها من لمس الرفض لأداء الحكومة التى هى عضو فيها، وقد تدرجت خليل فى العمل الأكاديمى كباحث بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية منذ عام 1976، حتى أصبحت مديرا عاما للمركز منذ عام 2008 حتى تولت منصبها وزيرة فى عهد حكومة الدكتور كمال الجنزورى. بعد ثورة 25 يناير أكدت أنها كانت تتنبأ من واقع دراسات المركز القومى للبحوث والدراسات الاجتماعية بأن تكون هناك ثورة جياع فى ظل وجود الكم الهائل من العشوائيات وارتفاع معدلات الفقر والمعاناة والفراغ الأمنى، فماذا تتوقع خبيرة الشؤون الاجتماعية بعد عام تقريبا من حكم الإخوان؟

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى